واشنطن تفاوض الرياض للقبول بخطة روسية بشأن سوريا
واشنطن تفاوض الرياض للقبول بخطة روسية بشأن سوريا واشنطن تفاوض الرياض للقبول بخطة روسية بشأن سوريا
أخبار

واشنطن تفاوض الرياض للقبول بخطة روسية بشأن سوريا

وصفي شهوان

اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مساء السبت في العاصمة الرياض، في لقاء يحمل الكثير من الغموض حول ما يحمله كيري في جعبته لحليفه السعودي الأقدم في المنطقة.

وجاء الاجتماع بعد يوم واحد من لقاء كيري مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في العاصمة النمساوية فيينا، والذي تحدثا فيه مطولاً عن رؤية بلديهما المتحالفان منذ عقود طويلة للتطورات المتلاحقة في الشأن السوري وأفضل الطرق لإنهاء النزاع هناك.

ويقول مراقبون إن موسكو، التي دخلت الصراع السوري بعتادها العسكري منذ نحو شهر تقريباً، تحاول إقناع السعودية بخطة تروج لها حول الصراع السوري، ويبدو أن واشنطن توافق عليها.

وعرضت موسكو خطة لإنهاء الصراع السوري خلال اجتماع رباعي، عقد الجمعة الماضية، في العاصمة النمساوية فيينا، وضم وزراء خارجية روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية، لكن تفاصيلها الدقيقة مازالت غير معلنة.

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، السبت، إن الخطة الروسية تقضي بتجميد القتال مع "الجيش السوري الحر" وفك الحصار المتبادل، وإجراء انتخابات وحكومة انتقالية، من دون أن تضع روزنامة واضحة للتسلسل الزمني لهذه الخطوات.

وتقضي الخطة أيضاً، في مرحلة لاحقة، بضم الميليشيات السورية الحليفة للنظام السوري إلى الجيش النظامي، ثم دمجه مع "الجيش الحر" في إطار زمني يمتد من 15 إلى 18 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاق.

وقال مصدر دبلوماسي، لشبكة "إرم" الإخبارية إن الخطة الروسية تمثل تحركاً سياسياً من موسكو بالتزامن مع تحركها العسكري في سوريا بهدف إنهاء الصراع، وتحتاج موافقة واشنطن عليها لتطبيقها، كونها اللاعب الرئيسي الثاني في الصراع السوري بعد السعودية.

وأضاف المصدر أن أي اتفاق أمريكي روسي بشأن الأزمة السورية يحتاج لموافقة الرياض وطهران، اللتان تديران الصراع هناك بشكل دقيق عبر علاقات واسعة مع القوى السياسية والعسكرية الفاعلة على الأرض.

وأوضح أن الوزير كيري قد يكون وصل الرياض لإقناع الملك سلمان ببعض بنود الخطة، وتقديم ضمانات تطلبها الرياض، في ظل غياب الثقة مع طهران الخصم الرئيسي للسعودية والداعم القوي للنظام السوري.

وتشير بعض التحليلات السياسية إلى أن تمسك الرياض بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة مقابل تمسك طهران به، قد ينتهي بتولي الأسد قيادة مرحلة انتقالية، يغادر بعدها السلطة بما يحقق مطالب الرياض وطهران في آن واحد.

وبينما كان الوزير الأمريكي كيري يحدّث الملك سلمان عما تراه واشنطن في الخطة الروسية، كان نظيره الروسي سيرجي لافروف يشرح لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما يمكن أن ترضى به واشنطن وحليفها السعودي في الشأن السوري.

وتعكس تصريحات الوزير الجبير، عقب لقائه بنظيره كيري موقفاً قوياً للرياض، عندما قال إن المباحثات تناولت تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، مؤكداً على عدم وجود دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل البلاد.

بينما تدور التصريحات الروسية، حتى الآن، على ضرورة المحافظة على مؤسسات الدولة السورية العسكرية والمدنية، وإقرار دستور جديد وسط تحليلات تقول بأن موسكو ستضغط على طهران للقبول بخطتها.

ويرى محللون أن تطبيق الخطة الروسية، بعد الحصول على موافقة الدول الفاعلة في الشأن السوري، سيحتاج مزيداً من الوقت واللقاءات، لكنه ليس وقتاً طويلاً طالما أن الرياض وطهران تشاركان في تلك اللقاءات وإن بشكل غير مباشر.

التالي