أبناء الأنبار يحملون الحكومة وإيران مسؤولية سقوط الرمادي
أبناء الأنبار يحملون الحكومة وإيران مسؤولية سقوط الرمادي أبناء الأنبار يحملون الحكومة وإيران مسؤولية سقوط الرمادي
أخبار

أبناء الأنبار يحملون الحكومة وإيران مسؤولية سقوط الرمادي

محمد المومني

الرمادي(العراق)- حملت قوى سياسية وعشائرية ميدانية الحكومة المركزية الجمعة مسؤولية سقوط الرمادي بيد تنظيم داعش، مؤكدة أن التراخي الحكومي للملف الأمني وضعف التسليح العشائري أثمر عن سقوط المدينة بيد التنظيم .

وبالرغم من استبسال القوات الأمنية بمساندة العشائر في إفشال جميع هجمات تنظيم داعش على مدار عام ونصف العام الرامية باقتحام الرمادي، نجح التنظيم أخيرا بالسيطرة على أكثر من 90% من مناطق الرمادي بعد اشتباكات عنيفة دارت مع القوات الأمنية بدأت منذ صباح اليوم فضلا على إحكام سيطرته على كافة الدوائر والمباني الرسمية والمراكز الأمنية في المدينة .

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لوكالة الانباء الالمانية(د. ب. ا) "إن الحكومة المركزية هي وحدها من تتحمل سقوط مناطق الرمادي الواحدة تلو الآخرى بيد الأرهابيين المتطرفين ".

وأضاف الكرحوت "أن سقوط الرمادي سيؤثر وبشكل سلبي على الأمن الوطني للبلاد، مبينا لا نستبعد قيام داعش بنقل عملياته الإرهابية في محافظات عراقية آخرى بعد سيطرته على أهم مناطق الأنبار ومركز المحافظة".

وأوضح الكرحوت حذرنا القيادات العسكرية بأن داعش يحشد عناصره منذ أسبوع في مناطق البوفراج والسجارية لشن هجوم كبير على الرمادي للسيطرة عليها ويجب ان يكون هناك تعزيز عسكري مع أعتدة مختلفة لصد تلك الهجمات وإفشالها، لافتا بالقول إن القيادات العسكرية صمت آذانها عن تلك التحذيرات ولم تعر لها أي أهمية .

وأكد "كنا نتوقع بأن الرمادي ستسقط نتيجة ضعف الدعم والتسليح الحكومي للعشائر الأنبارية التي تقاتل الإرهابيين منذ عام ونصف العام".

فيما قام التنظيم بإحكام سيطرته بالكامل على المجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة والمجلس ومديرية الشرطة ودائرة تربية المحافظة ورفع راية التنظيم فوقه بدلا من العلم العراقي، فيما أقدم التنظيم على تفجير مبنى مجلس المحافظة ومديرية الشرطة بالكامل .

وقال القيادي العشائري الميداني الشيخ حميد الشندوخ "ان الانسحاب المفاجئ للقوات العسكرية بدون علمنا أسفر عن سقوط مناطق عدة في الرمادي بيد التنظيم بدون قتال".

وأضاف الشندوخ، اصبحنا نقاتل ونجابه التنظيم الإرهابي بمفردنا اليوم وبأسلحة بسيطة وبدون مشاركة قوات الجيش العراقي التي تخلت عنا وعدم وجود ودعم من غارات التحالف الدولي والطيران العراقي.

وأوضح "أن التحالف الدولي والطيران العراقي لم ينفذا أي طلعة جوية بالرغم من اننا كنا بأمس الحاجة لتلك الطلعات لوقف تمدد الإرهابيين.

وحمل القيادات العسكرية مسؤولية سقوط الرمادي بيد داعش، كون مقاتلي العشائر يقاتلون بأسلحة بسيطة لا تقارن بالأسلحة التي يمتلكها التنظيم الأرهابي".

وأجلت الولايات المتحدة الأمريكية مستشاريها وخبراءها العسكريين في قاعدة الحبانية العسكرية ( 30كلم شرق الرمادي )عبر طائرات عسكرية خاصة ونقلتهم الى المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد نتيجة تمدد التنظيم في مناطق الرمادي وإحكام سيطرته على المباني والدوائر الحكومية فيها وخوفا من أن يسيطر داعش على القاعدة التي تضم المئات من الخبراء الأمريكيين.

وقال الخبير العسكري يحيي الخويلدي " حذرنا ما كنا نتوقعه من أن الرمادي ستسقط يوما ما اذا ما استمر التراخي الحكومي والضعف في تسليح للعشائر الأنبارية" وأضاف "ان القيادات العسكرية التي لا تتمتع بالكفاءة في المحافظة والتراخي الحكومي في إدارة الملف الأمني والعسكري بالمحافظة بشكل صحيح كلها عوامل ساعدت على دخول الدواعش في مناطق الرمادي وبسهولة بالغة" .

وقال الخويلدي "ان إجلاء الخبراء العسكريين الأمريكيين من قاعدة الحبانية العسكرية ونقلهم الى العاصمة بغداد هي رسالة واضحة مفادها أن التحالف الدولي غير مهتم في تحرير الأنبار بالرغم من ادعائه بأن هذا التحالف والذي يضم أغلب الدول الكبرى هو تحالف شكلي ليس له تأثير على أرض الواقع".

وأوضح "كان من الأجدر على التحالف الدولي أن يتدخل بريا وجويا لوقف تمدد التنظيم في الرمادي بدلا من الخوف على مستشاريهم العسكريين ونقلهم الى مناطق آمنة".

بينما تصر الحكومة العراقية على عدم تسليح أبناء المحافظة لمجابهة التنظيمات المتطرفة التي نفذت مجازر متعددة بحق أبناء المحافظة، فضلا على عدم توجيه التحالف الدولي أي طلعة جوية اليوم لوقف تمدد داعش الذي سيطر على معظم مناطق الرمادي.

ويؤكد خبراء من أن هناك مؤامرة كبرى من قبل دول وتشترك بها قوى سياسية داخلية تهدف الى تدمير المحافظة لتحقيق مصالح معينة .

وكشف عضو مجلس الأنبار أركان الطرموز عن وجود صراع أمريكي إيراني يمارس في محافظة الأنبار هدفه تدمير الأنبار وقتل أبنائها لمصالح ضيقة، في إشارة الى تأثير إيران على الأمريكيين بالسماح لقوات الحشد الشعبي بدخول الأنبار التي أصبحت لها اليد الطولى على القوات الأمنية.

وأضاف الطرموز ان داعش هي منظمة عالية كبيرة وتنفذ أوامر أجندات الدول الكبرى من ضمنها إيران والولايات المتحدة وأن المحافظة ليست لها القدرة على إيقاف تمدد التنظيم المتطرف بمفردها.

وأوضح الطرموز ان الأنبار هي من قاومت الاحتلال الأمريكي منذ سيطرته على البلاد عام2003 وحتى رحيله سنة 2011 وقتلت الالاف من جنوده وأجبرته على الرحيل عن البلاد ، مؤكدا أن أمريكا قامت بزج الدواعش لتصفية الحسابات مع أبناء الانبار.

التالي