محمود الصرخي
محمود الصرخي 
أخبار

يُعتبر "صداعا" للمرجعيات.. من هو الصرخي "المعتدل" عنوان الأزمة الجديدة في العراق؟

يحيى مطالقة

عاد رجل الدين الشيعي العراقي محمود الصرخي، إلى الواجهة من جديد؛ بعد الأزمة التي سببها أحد اتباعه خلال خطبة يوم الجمعة الماضية، ولا تزال فصولها تتوالى حتى اليوم.

"اقتلوا الصرخي أو اطرحوا مساجده أرضا"، هو خطاب وحيد يسيطر حاليا على أجواء مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، وسط غضب واسع، من الخطبة الأخيرة عنوان الأزمة.

وكان علي موسى عاكول كاظم المسعودي، أحد أتباع الصرخي في محافظة بابل، قد دعا في الخطبة لهدم المراقد الدينية، من قبور ومقامات الأنبياء والأئمة ورجال الدين في العراق.

تلك الخطبة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر الصرخيين، وتسببت لهم بمعاناة جديدة، من مطاردات وملاحقات وزج في أقبية السجون، وحملات مكثفة تقوم بها القوات الأمنية التي انخرطت سريعا في هذا السجال الاجتماعي.

وكانت القوات الأمنية قد أعلنت اعتقال العشرات من أتباع الصرخي، بينما هدمت دوائر البلدية قباب الحسينيات التابعة له.

ولم تقف حملات التصفية، عند هذا الحد، بل أعلن القضاء العراقي صدور مذكرة قبض بحق الصرخي، الذي يقيم في محافظة كربلاء، لكنها لم تُنفذ لغاية الآن.

ويفتح ذلك الباب واسعا أمام سيناريوهات مخيفة، أبرزها نشوب حرب "شيعية – شيعية"، في ظل وجود آلاف من الأتباع للصرخي في المحافظات الجنوبية.

من هو الصرخي؟

يوصف بأبشع الأوصاف من مناوئيه، لكنه المعتدل، والمفكر المحترم، في عيون الكثير من أبناء السنة، وآية الله العظمى كما يعبر عنه أتباعُه.

شكل على مدار السنوات الماضية، صداعا في المحافظات الجنوبية العراقية، بسبب أفكاره التي يعتبرها كثيرون ضربا لأسس المذهب الشيعي.

برز رجل الدين محمود الصرخي، بشكل واضح على الساحة العراقية، عام 2014، إذ كان حينها يسيطر تنظيم "داعش" المتشدد، على محافظة نينوى شمال العراق.

آنذاك، أفتى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، بوجوب "القتال الكفائي"، وهو ما رفضه الصرخي، الذي عُرف بمواقفه المناهضة لهيمنة المرجعيات الدينية، وكذلك إيران.

الصرخي، هو من طلبة المرجع الديني محمد صادق الصدر، وُلد عام 1964 في مدينة الكاظمية، في العاصمة بغداد، وترقى في الدراسة، وصولاً إلى أن قدّم نفسه على أنه مرجع شيعي ذو توجه عروبي.

جاهر بمعارضته الغزو الأمريكي، والتدخل الإيراني في العراق، وحرّم حمل السلاح لقتال السنة.

كَسِب الصرخي، أنصارا بالآلاف في أغلب محافظات الجنوب، وكان قريبا من الجماهير، خاصة الفئة الشبابية، وتمكن من إثبات وجوده عبر مئات الحسينيات، والمساجد، والأنصار والأتباع.

فضلاً عن نشاطه من خلال الدروس اليومية، والفعاليات الأخرى، على الرغم من النقمة الجماعية التي يواجهها من الجهات الرسمية، أو الاجتماعية، والدينية.

وعلى الرغم من النشاطات الواضحة للصرخي وأنصاره، والاعتقالات المتكررة في صفوف أتباعه، إلا أن العلاقة مع المجتمع الشيعي، اتسمت بالتوتر والقلق والارتباك.

تتهمه جهات دينية وأوساط اجتماعيه بارتباطه بالخارج، والعمل على مشاريع تهدد كيان الشيعة، لكن آخرين يدرجون تلك الاتهامات ضمن ما يُعرف بـ"صراع المراجع".

يشار إلى أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمهل في وقت سابق، الصرخي ثلاثة أيام للتبرؤ من ممثله في صلاة الجمعة الماضية في محافظة بابل، علي المسعودي.

وتوعد الصدر أنه "في حال لم يتبرأ الصرخي من ممثله، فإنه سيلجأ إلى الطرق القانونية والشرعية والعرفية".

وقال الزعيم الشيعي إن ”بعض من ينتمون للتقليد للصرخي، يحاولون إدخال بعض العقائد المنحرفة للمذهب، وآخرها ما صدر من إمام حجة لهم في محافظة بابل، طالب بهدم القبور“.

التالي