"لوفيغارو": صعود بايدن يعمق عزلة روسيا عن محيطها الأوروبي
"لوفيغارو": صعود بايدن يعمق عزلة روسيا عن محيطها الأوروبي "لوفيغارو": صعود بايدن يعمق عزلة روسيا عن محيطها الأوروبي
أخبار

"لوفيغارو": صعود بايدن يعمق عزلة روسيا عن محيطها الأوروبي

محمد المومني

قال تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، الأحد، إن موسكو تشهد توترات متصاعدة مع واشنطن، والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن صعود"إدارة ديمقراطية" إلى البيت الأبيض سيزيد من عزلة روسيا.

وقال التقرير إن الأيام الأخيرة طُبعت بالتوترات مع الاتحاد الأوروبي، والتشدد مع الولايات المتحدة، وتشديد الإجراءات الأمنية في روسيا، ومن ثم دخلت موسكو في نفس الوقت في الهجوم على جميع الجبهات، وأضاف أن السياسة الخارجية، والإدارة المحلية للسلطات الروسية، وجهان لعملة واحدة.

وأشار التقرير إلى تعرض كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" الذي جاء إلى العاصمة الروسية، يوم الجمعة الماضي، للتعبير عن سخط الأوروبيين بشأن الحكم على الخصم أليكسي نافالني بالسجن، والمطالبة بالإفراج عنه، للإهانة من قِبل نظيره سيرجي لافروف الذي ألقى محاضرة على زائره، وأمر بالتخلي عن أي شكل من أشكال "الحصار والعقوبات وغيرها من الإنذارات"، وقال لافروف أيضًا إن"الاتحاد الأوروبي شريك منافق، و لا يمكن الاعتماد عليه".



وتبع ذلك اليوم نفسه ازدراء بسبب طرد الدبلوماسيين من ألمانيا، وبولندا، والسويد، الذين اتهمتهم موسكو بالمشاركة في مظاهرات لصالح أليكسي نافالني. وأدانت أنجيلا ميركل عمليات الطرد هذه على الفور بدعم من إيمانويل ماكرون، وقالت برلين إنها تدرس فرض عقوبات.

ويشير التقرير إلى أن التوتر لا يقل حدة مع الولايات المتحدة، ويوم الجمعة أيضًا أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أسفه لـ"خطاب جو بايدن العدواني للغاية" في إشارة إلى خطاب بايدن الذي دعا فيه إلى إطلاق سراح أليكسي نافالني، الذي سُجن لدى عودته إلى موسكو في 17 يناير / كانون الثاني، بعد 5 أشهر من العلاج والتعافي في ألمانيا، وحُكم على خصم النظام الروسي، في 2 فبراير/ شباط، بالسجن لمدة عامين و 8 أشهر لإخفاقه في مراقبة المراجعة القضائية.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس بايدن، وخلافًا للهجة التصالحية لسلفه، خاطب وزارة الخارجية الروسي بأن"الوقت الذي خضعت فيه الولايات المتحدة للأعمال العدوانية لروسيا انتهى"، مضيفًا أن إدارته ستحارب"رغبة روسيا في إضعاف ديمقراطيتنا"، وفق تعبيره.



وعلّق التقرير بأن انتخاب رئيس ديمقراطي للبيت الأبيض يعيد تأكيد إرادة الولايات المتحدة "لدعم حلفائها" الأوروبيين، بينما تبدو الآثار في موسكو، وعلى الرغم من أنها تعرف أن الاتحاد الأوروبي منقسم فإن روسيا ترى في هذه التقاربات بداية قوى متحدة ضدها، ومن ثم تجد نفسها معزولة عن الغرب.

وقالت يوليا بوغوسلافسكايا، الأستاذة المشاركة في الدراسات الأمريكية في جامعة ولاية سانت بطرسبرغ إن"هذا كل ما كانت تفتقر إليه إدارة ترامب"، وبحسب هذه الخبيرة يحتاج الأمريكيون إلى مساعدة الدول الأوروبية لتحقيق التأثير الكامل للعقوبات.

وبالنسبة لبوريس ميجوف، المتخصص في العلاقات الروسية الأمريكية تم إنشاء قضية نافالني إلى حد كبير لمنع إعادة إطلاق العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.



ويضيف بوريس ميجوف:"هناك قوى في كل من روسيا، والولايات المتحدة، تريد منع أي تطبيع لعلاقاتنا، ويتعين على جو بايدن أن يأخذ هذا في الاعتبار، ولا نعرف كيف سيجعل روسيا تدفع الثمن، لكن يمكننا أن نتوقع الكثير من المشاكل هذا العام" وفق قوله.

وبحسب هذا الخبير، فإن سياسة المواجهة الأمريكية ذات طبيعة تكتيكية، وقصيرة المدى، حيث إن"الولايات المتحدة ستحاول التأثير على الحملة الانتخابية لانتخابات مجلس الدوما المقبلة من أجل إظهار أن شعبية فلاديمير بوتين آخذة في التراجع، وأنه يفقد شرعيته في نظر الناخبين". ويخلص إلى أنه"سيكون من الممكن بالتالي إجراء حوار مع موسكو من موقع قوة".

التالي