قواعد "الإخوان في الأردن" تربك القيادات
قواعد "الإخوان في الأردن" تربك القيادات قواعد "الإخوان في الأردن" تربك القيادات
أخبار

قواعد "الإخوان في الأردن" تربك القيادات

eremnews

وصف مراقبون للشأن الأردني قرار جماعة الإخوان المسلمين فصل العديد من القيادات البارزة للتنظيم، بأنه "خطوة مرتبكة جديدة من الجماعة، تضيفها إلى مشوار تخبطها في التعامل مع السلطات الأردنية".

ويؤكد المراقبون على أن الموقف الغائم للجماعة من تنظيم داعش، وعملية إعدامه للطيار معاذ الكساسبة، عزل الجماعة رسميا وشعبيا، موضحين أن قيادات الإخوان المنقسمة في سعيها لكسر هذه العزلة، أظهرت إفلاسا سياسيا، في التعاطي مع نبض الشارع، واستعادة شيء من العلاقة مع السلطات.

وكان مجلس شورى التنظيم، فصل المراقب العام السابق للجماعة، عبد المجيد الذنيبات، على خلفية اجتماعاته بشخصيات أردنية رسمية، وتقدمه طلب ترخيص الجماعة كحزب سياسي. إضافة إلى فصل ثمانية من القياديين البارزين، جمعوا توقيعات، للحصول على ترخيص جديد للجماعة، ولقاء رئيس الوزراء، عبد الله النسور، لهذا الغرض بشكل سري.

ويلفت مراقبون إلى أن الارتباك الإخواني ليس جديدا، حيث بدا واضحا بشدة في تصريحات قيادات الإخوان بعد اعتقال العشرات من أعضاء الجماعة في ديسمبر /كانون الأول من العام الماضي، مذكّرين أن فريقا من هذه القيادات أبدى لغة استجدائية مستعطفة النظام، فيما كان فريق آخر غير قادر على نفي التهمة، ويتمسك بضرورة توفير المحاكمة العادلة للمعتقلين.

ويتابع المراقبون بأن البرقية التي أرسلها، مؤخرا، مجلس شورى التنظيم إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لتهنئته بتسلم مقاليد الحكم، تؤكد على حالة الارتباك والإفلاس السياسي التي تسيطر على إخوان الأردن، بالنظر إلى أن الرياض صنفت تنظيم الإخوان المسلمين ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.

وفي سياق مواز، لتفسير الحالة الإخوانية، الراهنة، من الارتباك والتشتت، يرى مختص بشؤون الجماعات الإسلامية أن هناك صراعا شرسا يدور داخل أروقة التنظيم، بين الدماء الجديدة الشابة في الإخوان، وبين الكهول من القيادات، وهو ما يؤكده التباين الواضح بين الفريقين في الموقف السياسي، على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ويعتبر أحد المحللين، أن الأوضاع السياسية لتنظيم الإخوان في الدول العربية، أدت إلى بروز جيل شبابي متشدد داخل صفوف الجماعة في الأردن، يسعى إلى قلب معادلة العلاقة الإخوانية التاريخية مع الدولة الأردنية.

ويقول مختصون في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الجيل الجديد يتهم القيادات التاريخية للإخوان بالتبعية المطلقة للنظام الأردني، وتنفيذ ما يملى عليها من سياسات حكومية، موضحين أن الجيل المتشدد يعتبر أن هذه القيادات قبضت ثمن هذه التبعية بالحصول على امتيازات شخصية وحزبية.

ويعتبر المراقبون أن الاستعراضات العسكرية الإخوانية التي تجري بين فترة وأخرى في فعاليات الإخوان في الأردن، إشارات واضحة على تنامي هذا الجيل الجديد الذي صار يفرض على الجيل القديم شكل التعبير عن الموقف السياسي، بأدوات لا يرضى عنها كهول الجماعة، ولكنهم لا يملكون الاعتراض عليها.

ويقول محللون، إن عليهم واجب دق ناقوس الخطر الذي يتشكل في صفوف التنظيم في الأردن، لأن الاستعراضات العسكريات التنظيمية لا تقرأ بمعزل عن ضبط الأسلحة والمواد الكيماوية في منازل العديد من قيادات وأعضاء الجماعة في ديسمبر الماضي.

واستنكر 27 قياديا بالجماعة قرار مجلس الشورى بفصل القيادات الإخوانية والمراقب العام السابق، ووصفوا ما صدر عن المجلس بـ "القرار الجائر وباطل" .

التالي