ما الذي يشكله اغتيال "أبو العطا" في الصراع غير المباشر بين إسرائيل وإيران؟
ما الذي يشكله اغتيال "أبو العطا" في الصراع غير المباشر بين إسرائيل وإيران؟ ما الذي يشكله اغتيال "أبو العطا" في الصراع غير المباشر بين إسرائيل وإيران؟
أخبار

ما الذي يشكله اغتيال "أبو العطا" في الصراع غير المباشر بين إسرائيل وإيران؟

اسلام محمد سمحان

اعتبر خبراء في إسرائيل، أن اغتيال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في غزة، بهاء أبو العطاء، جاء في إطار الحرب الدائرة بشكل غير مباشر بين إسرائيل وإيران، فيما رأى آخرون أن الاغتيال في حد ذاته أضر بالقدرات النوعية للحركة، حيث كان قيادي "سرايا القدس" بالنسبة لإسرائيل "قنبلة موقوته" مثلما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تعقيبه على الاغتيال.

وتنسب إسرائيل العديد من العمليات سواء التي نفذت أو تلك التي كانت في طور التجهيز لبهاء أبو العطا، وتزعم أن اغتياله جاء "كعمل وقائي"، كما أنه وضع حدًا لخطر قائم ومستقبلي، تشكله حركة الجهاد الإسلامي، المدعومة من طهران.

ودانت الخارجية الإيرانية بشدة اغتيال بهاء أبو العطا، ودعت في بيان، إلى "ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية على جرائم الحرب في فلسطين"، كما طالبت المنظمات والجهات الإقليمية والدولية إلى العمل "من أجل وقف ممارسات الاحتلال الإرهابية والدفاع عن الشعب الفلسطيني"، وفق البيان الصادر أمس الثلاثاء.

مصالح طهران

يوسي كوبرفاسر، الباحث بمركز القدس للشؤون العامة، والقائد السابق للواء البحوث التابع للاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال، يرى أن بهاء أبو العطا كان يعبر عن الروح السائدة في طهران، وليس شرطًا أنه كان يتلقى تعليمات مباشرة من إيران، باعتبار أن لديه رؤية خاصة بشأن التوقيت الأمثل للتصعيد، بناء على التطورات الإقليمية، بما يخدم مصالح النظام الإيراني.

وزعم الباحث الإسرائيلي، في تصريحات لموقع mida العبري، مساء الثلاثاء، أن بهاء أبو العطا كان يعمل مؤخرًا لتحقيق هدف مزدوج، الأول هو زعزعة الأمن في إسرائيل، والثاني زعزعة النظام داخل قطاع غزة، من خلال تحدي إسرائيل وحركة حماس معًا، حيث ينتمي لحركة كثيرا ما قوضت محاولات حماس لبث رسائل تهدئة إلى إسرائيل، ومحاولة تأكيدها أنها تفرض النظام في قطاع غزة.

وتابع أن حدوث تصعيد بين غزة وإسرائيل في توقيت معين، كان ليصب في مصلحة طهران، التي تريد توجيه رسائل إلى واشنطن بأنها قادرة على الرد على العقوبات عبر المساس بحلفائها، لذا فإن جميع الكيانات التي تخضع لإمرة قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، ومنها حركة الجهاد الإسلامي، تعمل بناء على هذا الميزان الإقليمي.

أمد الرد

ويعتقد محللو موقع "ديبكا" الاستخباري أن إسرائيل عبر هذا الاغتيال، أعلنت الحرب على الجهاد الإسلامي رسميًا، كذراع إيرانية بالمنطقة، وأن هناك مشاورات حاليًا في طهران بشأن إذا ما كان سيتم توسيع أمد الرد ليشمل أيضًا الجبهة الشمالية.

ولفت إلى أن الحديث يجري عن اغتيال مزدوج شمل بهاء أبو العطا في غزة، والذي يصفه الإعلام العبري بـ"قائد اللواء الشمالي للذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة"، فيما تمت محاولة اغتيال قيادي آخر في دمشق هو أكرم العجوري، والذي يعد ضابط الاتصال بين الحركة وبين "فيلق القدس" الإيراني.

وتوقع أن يصدر قرار من طهران بشأن الرد على اغتيال قيادي الجهاد الإسلامي، على أن يتضمن إذا ما كان التصعيد سيطال الجبهة الشمالية، أي الرد من سوريا ولبنان، مشيرا إلى أن لدى هذه الحركة أيضا قوة تابعة لها في سوريا ولبنان، وحتى لو لم تقم هي بالرد، فإن تحت إمرة الجنرال سليماني قوى أخرى كثيرة يمكنها الرد من داخل سوريا أو لبنان.

وأشار الموقع إلى أن إعلان إسرائيل أنها لا تنوي تعميم سياسة الاغتيالات أو العودة إليها جاء كرسالة طمأنة إلى حماس، لكي لا تنضم إلى التصعيد، مضيفًا أن استمرار التصعيد هذه المرة ليس مرهونًا بمواقف حماس أو الوسيط المصري أو أي طرف آحر عدا عن إيران.

رأس الأفعى

وذكر إيال زيسر، المحاضر بقسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أن اغتيال بهاء أبو العطا أضرّ بشدة بالقدرات الميدانية للحركة التي ينتمي إليها، وشكل ضربة معنوية كبيرة لها، وحال دون تنفيذ عمليات مستقبلية كانت تستهدف إسرائيل.

وأردف زيسر، في مقالة بصحيفة "يسرائيل هايوم"، مساء الثلاثاء، أن اغتيال قيادي الجهاد الإسلامي يعد إنجازا استخباريا وعسكريا مهما، رغم أنه لم يضع حدا لما وصفها بـ"رأس الأفعى"، في إشارة إلى إيران، التي يرى أنها من تصدر الأوامر للحركة في غزة أو الضفة الغربية أو سوريا، معتبرا أن الاغتيال "ردع" حماس في المقابل ودفعها لعدم التورط في الصراع بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

فرصة لصالح حماس

ووفق صحيفة "معاريف"، يمثل اغتيال بهاء أبو العطا فرصة لصالح حماس، حتى لو لم تعلن ذلك بشكل صريح، لأنه شكل تحديًا كبيرًا للحركة التي تسيطر على غزة، كما أنه من جانب آخر، كثيرا ما خرق تعليمات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة.

ولفتت إلى أن بهاء أبو العطا، كان يعارض بشدة أي اتفاق بين حماس وإسرائيل، ويرفض دخول الأموال القطرية إلى غزة، بل حاول عرقلة إدخلال هذه الأموال بأكثر من طريقة، وكانت المنطقة الشمالية التي يقودها على رأس الحركة تشكل أزمة بالنسبة لحماس وقواتها الأمنية، لا سيما مع دعمه تنظيم المسيرات الأسبوعية القريبة من السياج، فضلاً عن ذلك كان يرفض منح أية "تخفيضات مجانية" لإسرائيل، وفقا لـ"معاريف".

التالي