واشنطن ـ مع سعي الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى عبر المفاوضات للوصول إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، كان أحد الأصوات هادئا على غير العادة وهي جماعة الضغط الرئيسية الموالية لإسرائيل (أيباك).
وينتاب إسرائيل شكوك عميقة في محاولة الوصول إلى اتفاق في المحادثات التي تجرى في فيينا من شأنه أن يؤدي إلى رفع العقوبات الدولية الصارمة على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي بهدف منعها من اكتساب سلاح نووي.
غير أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ذات النفوذ (أيباك) عمدت إلى اتباع نهج هادئ، وفشلت في وقت سابق من هذا العام في مسعى واسع النطاق لفرض مزيد من العقوبات وهو ما قال البيت الأبيض إنه قد يخرج المحادثات عن مسارها.
وقال مصدر مقرب من أيباك "لا يوجد شيء ينبغي الضغط من أجله ... حتى نرى نتائج المحادثات في فيينا. ولكن بعد ذلك سيكون السؤال هل سنرى سعيا مكثفا لدى الكونجرس. وقد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة."
وقد أثار فوز كاسح للجمهوريين في انتخابات الكونجرس الأمريكي هذا الشهر تهديدات من مشرعين متشددين بالسعي إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران.
ومن المحتمل أن تجد جماعة الضغط أيباك الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويبدأ ولايته في يناير/ كانون الثاني أكثر استجابة لتشديد العقوبات على طهران، ومن المحتمل بدرجة أقل أن يجد الرئيس باراك أوباما الأصوات التي تمكنه من احباط مسعى فرض عقوبات جديدة باستخدام حق النقض (الفيتو).
وفي فبراير شباط الماضي استطاع أوباما عرقلة حملة ساندتها لجنة أيباك لاقناع الكونجرس بفرض عقوبات جديدة وكانت هذه أكبر هزيمة سياسية للجماعة منذ سنوات.
ويُعزى إلى جماعة أيباك التي يبلغ عدد أعضائها نحو مئة ألف الفضل على نطاق واسع في المساعدة على ضمان بقاء إسرائيل على رأس قائمة متلقي المعونات الخارجية الأمريكية.
وفي هذا الصيف ساعدت أيباك في تدبير زيادة في التمويل قيمتها 225 مليون دولار لمنظومة القبة الحديدية الدفاعية لإسرائيل لحمايتها من نيران الصواريخ التي تطلقها حركة حماس في حرب غزة.
وفي الوقت نفسه خففت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقاداتها التي كانت شديدة في وقت من الأوقات لأسلوب أوباما في إدارة الدبلوماسية الخاصة بإيران مع أنها لا تزال تعارض بقوة أي تنازلات لا تكفل تجريد طهران من كل قدرات لتخصيب اليورانيوم.
وقد يكون هذا النهج الهادئ تعبيرا عن رغبة في الحيلولة دون إثارة مزيد من الاستياء لدى الحكومة الأمريكية أهم حلفاء إسرائيل في وقت توترت فيها العلاقات.
وتكافح أيباك أيضا انقسامات داخلية بشأن ما يراه بعض المنتقدين ميلا نحو الحزب الجمهوري من جانب الجماعة وهو ما قد يفسد مبادئها التي تقوم على عدم الانحياز إلى أحد الحزبين.
واستبعد مصدر في أيباك هذه المخاوف قائلا "في كل ما نفعله نسير على نهج يحظى بتأييد الحزبين."