عودة ظاهرة طعن "الملالي" تثير قلقًا في إيران
عودة ظاهرة طعن "الملالي" تثير قلقًا في إيران عودة ظاهرة طعن "الملالي" تثير قلقًا في إيران
أخبار

عودة ظاهرة طعن "الملالي" تثير قلقًا في إيران

بلال العبويني

عادت من جديد ظاهرة طعن رجال الدين في إيران المعروفين بـ"الملالي"، الأمر الذي يكشف عن تزايد الغضب الشعبي تجاه المؤسسة الدينية التي لها السلطة العليا في البلاد وتتحكم بثرواته.

وكشفت قناة "قاصد نيوز" الإيرانية عبر "التلغرام"، اليوم الخميس، عن تعرض اثنين من رجال الدين بمدينة مشهد شمال شرق إيران، إلى الطعن ما أدى إلى وفاة أحدهما.

وقالت مصادر أمنية للقناة المختصة بتغطية أخبار مدينة مشهد إن "أحد رجال الدين في حوزة نور الرضا تعرض يوم الثلاثاء الماضي إلى الطعن بالسكين من قبل رجل"، مضيفة "لكن رجل الدين على قيد الحياة بعدما كانت الطعنة التي تعرض لها بسطية".

وكانت مصادر قد قالت إنها "تلقت السبت الماضي بلاغًا يفيد بتعرض رجل دين آخر يدعى محمد تولايي ومن نفس الحوزة (المؤسسة الدينية) إلى الطعن بشارع شيرازي بمدينة مشهد القريب من مرقد علي بن موسى الرضا ثامن الأئمة لدى الشيعة".

وتحدثت المصادر عن تفاصيل الحادثة، وقالت إن "رجل دين كان يستقل سيارته من منزله إلى درسه، حيث أشار إليه شخص يستقل دراجة نارية، وظن رجل الدين أنه يريد سؤاله، ما دفعه إلى فتح نافذة سيارته، وتفاجأ بتعرضه لطعنة شديدة في قلبه أثرت على رئته".

وفي سياق متصل، تحدثت شقيقة رجل الدين الذي تعرض للضرب في مدينة مشهد لموقع "آمد نيوز"، قائلة إن "شقيقها محمد تولايي فارق الحياة، مساء الأربعاء، بعدما تعرض للطعن السبت الماضي، بسبب إهمال الطاقم الطبي له نتيجة عدم قدرتنا على تأمين المبلغ المخصص لإجراء العملية الجراحية له في بداية الأمر".

وأضافت دون ذكر اسمها "بعدها قمنا بنقل شقيقي محمد إلى مستشفى آخر ودفعنا مبلغًا قدره 30 مليون ريال (300 دولار تقريباً) لإدارة مستشفى كمياب لكنهم أكدوا أن ضربته شديدة وخطيرة وأن إجراء العملية لن ينقذه، وبعدها بساعات فارق الحياة".

وأعلنت قوات الأمن والاستخبارات أنها شرعت بالبحث عن الجناة لاعتقالهم وتقديمهم للسلطة القضائية، وفقًا لما ذكرت صحيفة "خراسان" الصادرة بمدينة مشهد.

وكانت عدد من المدن الإيرانية شهدت في الأعوام الماضية تزايدًا في الاعتداء على رجال الدين الذين يمتلكون المئات من المؤسسات والمراكز الدينية والفكرية ولتلك المؤسسات ميزانيات طائلة من الحكومة والمرجعيات الشيعية.

وفي 5 من تموز/ يوليو 2017، قالت وكالة مهر الإيرانية، إن أحد رجال الدين تعرض لهجوم بمدينة "ري" جنوب طهران وذلك بسبب مشاجرة داخل محطة المترو.

وقالت وكالة أنباء "مهر" الحكومية، إن شخصًا كان يحمل سلاحًا أبيض، توجه لتسديد طعنة برجل دين كان حاضرًا في المترو، مما دفع بعض المتواجدين فى المحطة إلى مواجهة المهاجم، ما أدى إلى اشتباك جماعي، وجرح عدد من المواطنين فى مترو الأنفاق.

وفي 21 آيار/ مايو 2016، تعرض محسن فراهاني، أحد رجال الدين بمدينة إسلام شهر الواقعة بجنوب العاصمة طهران، إلى اعتداء عنيف من قبل ثلاثة شبان وفتاة، عندما حاول منعهم من الرقص معًا في شوارع المدينة.

وكانت حادثة اعتداء جرت في 2014، هزت الشارع الإيراني، بعدما تعرض الشاب علي خليلي (21 عاماً) وهو من طلاب الحوزة الدينية وينتمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للطعن بسكين حادة في أماكن مختلفة، حيث توفي بعد خمسة أيام.

وفي 27 من آذار/ مارس 2014، سجلت السلطات الإيرانية حادثة اعتداء نفذها شابان يستقلان دراجة نارية ضد أحد رجال الدين في مدينة شيراز جنوب البلاد.

ويعزو بعض المتابعين انتشار هذه المعضلة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة والإدمان على المخدرات، نتيجة سياسات رجال الدين التي أدخلت إيران في مشاكل مختلفة أثرت على الأوضاع المعيشية.

التالي