يمر العالم بتناقض غريب حول سياسة الخصوصية، ففي حين أن نصف العالم غاضب من الولايات المتحدة وحكومات أخرى بسبب التنصت والتطفل على حياتهم خاصة، فإن النصف الآخر، في الوقت نفسه، وبكل سرور ينشرون تفاصيل حميمة من حياتهم الخاصة في الفيسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
والموضوع الأساسي هنا هو حرية الاختيار، لنشر الصور الخاصة المحرجة أو التنفيس عن الآراء حول الدين، الأيديولوجيا، والأحداث الرياضية، أو سوء سلوك المشاهير. أما التجسس الحكومي، فلا يتيح حرية الخيار، ويجري بطريقة لا تتيح لك أن تعلم أنك تحت المراقبة.
ويقول تقرير لخدمة كريستيان ساينس مونيتر إنّ "المعلومات ترتبط بالسلطة، ومعظم القادة لديهم معلومات أكثر من العاملين لديهم، والتي تعطيهم المزيد من القوة، وتمكنهم من الحصول على مكاسب غير مشروعة بهذه المعلومات التي لا يملكها غيرهم".
وأضاف "كانت الجاسوسية دائما معنا. أرسل النبي موسى الجواسيس إلى كنعان.. واستخدمت مصر واليونان وروما وكل القوى العالمية، وحتى الصغيرة، وسائل سرية لحماية مصالحهم.. ولكن الممارسات الجاسوسية في القرن الواحد والعشرين تختلف تماما".
ويتابع التقرير "الفرق هنا هو السرعة والنطاق. أكثر من نصف مليون مجموعة من السيرفرات التي تعالج كل شيء من التغريدات إلى حجوزات السفر، من رسائل الحب إلى تحركات الاعمال. هذا كله يعطي وكالة الأمن القومي الأمريكية ونظرائها كم هائل من المعلومات للاستفادة منه في الدراسات والتحليلات".
وقد حاولت القوانين وضع حدود لهذه الإمكانية الجديدة، ولكن يبدو أنّ عقلية "لم لا" قد انتشرت في عالم الاستخبارات.