خيال دبلوماسي خصب.. تركيا تهرب إلى الإمام زاعمة أن دولة بعينها تفسد علاقاتها مع العرب
خيال دبلوماسي خصب.. تركيا تهرب إلى الإمام زاعمة أن دولة بعينها تفسد علاقاتها مع العرب خيال دبلوماسي خصب.. تركيا تهرب إلى الإمام زاعمة أن دولة بعينها تفسد علاقاتها مع العرب
أخبار

خيال دبلوماسي خصب.. تركيا تهرب إلى الإمام زاعمة أن دولة بعينها تفسد علاقاتها مع العرب

Ayman Saleh

في تصريحات جديدة تنم عن "خيال دبلوماسي خصب"، زعم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم السبت، أن دولة عربية بعينها تتزعم معاداة تركيا، وتعمل على تعكير علاقاتها بمحيطها العربي.

ولم يسمِّ الوزير التركي، خلال تصريحات جاءت ضمن فعاليات الملتقى الأول للصحفيين العرب في إسطنبول، الدولة المعنية، لكنه أضاف "أن هذه الدولة تدفع الأموال لشركات علاقات عامة، وجهات إعلامية أوروبية للعمل ضد بلاده، وأنها ساهمت في تمويل المحاولة الانقلابية التي جرت في تركيا منتصف العام 2016".

وفي غمرة هذه الحماسة والنبرة الإنشائية المعهودة لدى المسؤولين الأتراك، كما يرى محللون سياسيون، تجاهل أوغلو الحقائق على الأرض، التي تؤكد أن علاقات بلاده سيئة مع مختلف الدول العربية باستثناء قطر، التي خرجت عن الإجماع الخليجي والعربي.

وأوضح المحللون السياسيون، أن سبب هذه العلاقات المتردية بين أنقرة والدول العربية، يعود إلى تدخل أنقرة في الشؤون الداخلية لمختلف الدول العربية بدءًا من سوريا والعراق، مرورًا بمصر وليبيا، ثم وصولًا إلى اليمن والصومال.

وكان الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات، قد حذر من هذه السياسة التركية، عندما قال في تصريحات سابقة إن "مهاجمة الأراضي العربية والمصالح العربية، والتدخل في الشؤون العربية، هو ما نسعى إلى مواجهته بحزم، إن كان من إيران أو تركيا أو إسرائيل".

وتحتل تركيا مناطق في شمال سوريا، كما تشن غارات شبه يومية على شمال العراق بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وتحتفظ بقاعدة عسكرية قرب الموصل، رغم اعتراض الحكومة العراقية، وهي تدعم الجماعات المتطرفة في ليبيا، وتسعى إلى خلط الأوراق على الساحة اليمنية، وامتدت أذرعها الخفية أخيرًا إلى السودان، والقرن الأفريقي.

وتأكيدًا لهذا النهج الاستفزازي التركي، تستضيف أنقرة غالبية قيادات جماعة الإخوان المسلمين، التي عاثت فسادًا وخرابًا في مصر وسوريا وغيرهما من الدول العربية، ثم وجدوا ملاذًا آمنًا لدى حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، الذي يؤمن بنفس الأفكار والعقائد التي تنتهجها الحركات الإسلامية المتطرفة.

يشار إلى أن الملتقى الذي تحدث فيه أوغلو، حضره الصحافيان أحمد منصور وأحمد موفق زيدان، وهما من الوجوه المعروفة في قناة "الجزيرة" القطرية، ولهما صلات مكشوفة مع جماعات الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات المتطرفة.

وفي السياق نفسه تُعد فلسطين، كما يلاحظ محللون سياسيون، ساحة ملائمة لأنقرة لإظهار "المزايدات العاطفية"، فهي تبدي الحرص على القدس، وتقيم في نفس الوقت، أوثق العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية، فضلًا عن علاقات واسعة في المجال التجاري والاقتصادي والعسكري وحتى التعليمي والثقافي.

ولم يكتف وزير الخارجية التركي في تصريحاته الأخيرة بتكرار نغمة فلسطين، بحسب المراقبين، بل اتهم الجامعة العربية بالتقاعس في قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرًا إلى "نوع من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد، وخاصة جامعة الدول العربية".

وبادرت الجامعة العربية، سريعًا، إلى الرد على "التلفيق الدبلوماسي" للوزير التركي، إذ أعرب محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية، في بيان صحفي، عن الأسف إزاء "إصرار أنقرة على استهداف الجامعة العربية بشكل سلبي ونهج استعلائي".

وقال المتحدث إن "ذلك يطرح مجددًا علامات استفهام حقيقية، حول الموقف التركي الحقيقي إزاء المنظومة الإقليمية العربية، التي تعبر عنها الجامعة العربية، خاصة إذا ما ربطنا بذلك أيضًا التدخل التركي في الأرض العربية"، في إشارة إلى منطقة عفرين السورية.

وشدد المتحدث باسم الجامعة العربية على "أن اتباع المسؤولين الأتراك نهجَ إعطاء الدروس للآخرين، والمزايدة على المواقف العربية، لا يجعلنا غافلين عن حقيقة المواقف التركية التي تتسم في كثير من الأحيان بالاستعراضية والخطاب الإنشائي، وهو الأمر الذي أصبح مكشوفًا لدى الرأي العام العربي".

يشار إلى أن ماكينة إعلامية ضخمة، تشمل محطات تلفزة ومواقع إنترنت وصحف، ممولة من أنقرة والدوحة، تعمل من أجل ترويج الخطاب السياسي التركي والقطري، وتسعى إلى إخفاء "الفصام السياسي" الذي يهيمن على تصريحات مسؤولي البلدين، ليس آخرها تصريحات جاويش أوغلو.

التالي