وسط سجالات بين الحكومة والمعارضة.. الجفاف يهدد شرق موريتانيا
وسط سجالات بين الحكومة والمعارضة.. الجفاف يهدد شرق موريتانيا وسط سجالات بين الحكومة والمعارضة.. الجفاف يهدد شرق موريتانيا
أخبار

وسط سجالات بين الحكومة والمعارضة.. الجفاف يهدد شرق موريتانيا

Adnan Abdullah

بدأت نذر الجفاف تلوح في ولايات الشرق الموريتاني، حيث مواطن المراعي وخزان التنمية الحيوانية شريان الحياة في البلاد، التي يعتمد سكان الأرياف والمناطق الداخلية فيها كثيرًا على تربية المواشي وأنشطة أخرى موازية.

ورصدت تقارير صحفية ورحلات مسح محلية، وشهادات نقلتها وكالة الأخبار المحلية، نفوق المئات من المواشي وسط شح في المراعي ونقص حاد في المياه، مما يُنذر بموسم جفاف تتهم المعارضة الحكومة بتجاهل بوادره وعدم التدخل بشكل استباقي لإغاثة السكان ومواشيهم، فيما تقول الحكومة إنها بعثت بمساعدات للمناطق الداخلية وإن الوضع تحت السيطرة، متهمةً المعارضة بالمزايدة.

سجال واتهامات

أعلنت منسقية منتدى الديمقراطية والوحدة المعارض، شرق البلاد، استنكارها لما وصفته بـ"تجاهل الحكومة الموريتانية للأوضاع المعيشية المزرية لسكان المنطقة".

وقالت المنسقية، في بيان: إن "ولاية الحوض الشرقي من الولايات شبه المنكوبة وانعدمت فيها المراعي ونقصت المياه، وتعرضت مواشي سكانها للخطر"، مضيفة أن "ما زاد من معاناة سكانها هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأعلاف لأسباب تتعلق في الأغلب بانخفاض قيمة العملة المحلية".

واتهمت المنسقية الحكومة الموريتانية بإسعاف السكان بأعلاف "رديئة الجودة"، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن "نافذين في الولاية استولوا على أغلبها، وبيع القليل منها للمواطن في ظروف معقدة ومهينة بثمن سرعان ما يسلب منه بزيادة أسعار المواد الأساسية في السوق".

ودعت المنسقية الحكومة الموريتانية إلى العمل على خفض أسعار المواد الاستهلاكية؛ ليظل بمقدور المواطنين الحصول على كفايتهم منها، وكذا تحسين الخدمات الصحية في المدن وتيسيرها والإسراع بالاستفادة من مياه بحيرة (أظهر) شرق البلاد.

الحكومة ترد

ودأبت الحكومة الموريتانية في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي على التأكيد على تعاملها مع الأوضاع كما يجب، معتبرةً أن الوضع تحت السيطرة.

وقال وزير الثقافة والصناعة التقليدية، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، في وقت سابق: إن السلطات انتبهت مبكرًا للآثار الناتجة عن شح الأمطار وتعاملت معها، حيث وزعت حتى الآن ما يناهز 20 ألف طن من الأعلاف.

وأضاف الوزير أن الأشهر القادمة ستشهد المزيد من توزيع هذه الأعلاف والمواد المرصودة لمواجهة شح الأمطار وأثرها على المتضررين، مشيرًا إلى أن الكثير من ملاك المواشي سواء من الشرق أو الجنوب، اتجه بمواشيه إلى مالي والسنغال المجاورتين.

وأكد أن هذا الأمر دائمًا ما يقع عند وجود نقص في الأمطار “ومن شأنه أن يخفف من الأمور، ولكن الدولة مع ذلك تساعد في هذه الحالات وتقوم بتوزيع الأعلاف والوضعية تحت السيطرة وليست بهذا السوء والقتامة “، متهمًا المعارضة بالمزايدة.

حملة موازية للجفاف

وبالتزامن مع الجدل الدائر حول نذر الجفاف، يعكف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا حاليًا على تنصيب وحداته القاعدية على مدى 15 يومًا، وهو ما أثار حفيظة المعارضة التي اتهمته بأنه يغرد خارج السرب متجاهلًا ظروفًا صعبة تمر بها البلاد، ليس أقلها الجفاف الذي يلوح في الأفق.

التالي