القاهرة من محمد بركة
أثار اختيار السفير المصري المتقاعد سامح شكري وزيرا للخارجية في التشكيل الجديد لوزارة محلب حالة من الاستياء داخل الوزارة، فضلا عن حالة من الصدمة لدى الأوساط الدبلوماسية بسبب الإطاحة بنبيل فهمي – وزير الخارجية الأسبق - الذي أنجز العديد من الملفات الشائكة مثل استعادة الدور المصري في إفريقيا والقبول الدولي بخارطة الطريق والتوازن في علاقات القاهرة بين روسيا والولايات المتحدة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن حالة الإحباط نتيجة اختيار شكري تعود بالأساس إلى "حماسه الشديد" للتعاون مع نظام الإخوان حين اعتلى الرئيس المعزول محمد مرسي سدة الحكم حتى أنه عرض على عصام الحداد – القيادي الإخواني ومستشار مرسي للعلاقات الخارجية – حين زار واشنطن والتقي اوباما، أن يكون هو من يتولى مرافقة الوفود الإخوانية التي كان من الواضح أنها سوف تحط رحالها كثيرا بالعاصمة الأمريكية ويقوم بتقديمها إلى جماعات الضغط وقيادات الكونجرس ورموز المجتمع الأهلي في بلاد العم سام.
وقد أثار هذا الموقف من شكري آنذاك استياء في وزارة الخارجية في ظل تهميش الإخوان للوزارة وسعيهم لخلق جهاز دبلوماسي مواز للجهاز الرسمي. والمفارقة أن عصام الحداد رفض العرض الذي تقدم به، فقد كان جادا في تهميش السفارات المصرية بالخارج إلى أن يتم اختراقها بالكامل في إطار مسلسل "الأخونة".