في 1/09/1207 شهد العالم ولادة جديدة للروح، كان عالما وشاعرا ومتصوفا، ثم كان من أبدع رقصة (المولوية) الروحانية، ليس غريبا عن الذاكرة العربية لالتصاقه بالثقافة الإسلامية، وليس حتى مجهولا للعالم.. لالتصاقه بالإنسانية.
ولد جلال الدين الرومي في بلخ في خراسان (المعروفة حاليا باسم أفغانستان)، وقيل أن نسبه ينتهي إلى الصحابي أبو بكر الصديق، وحين كانت بلخ تابعة لإمبراطورية الخوارزم الخرسانية، كانت عائلته تحظى بمصاهرة البيت الحاكم في خوارزم.
عند قدوم المغول، هربت عائلته إلى نيسابور، حيث التقى الرومي هناك الشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار، الذي أهداه ديوانه "أسرار نامه" والذي كان بمثابة التحول بحياة الرومي ودفعه للغوص بعالم الشعر والروحانيات والصوفية، ومن نيسابور سافر مع عائلته وهناك لقب بجلال الدين، ثم تابعوا الترحال إلى سوريا ومنها إلى مكة المكرمة رغبة في الحج. وبعدها، واصلوا المسير إلى الأناضول واستقروا في كارامان لمدة سبع سنوات حيث توفيت والدته. وتزوج الرومي بجوهر خاتون وأنجب منها ولديه: سلطان ولد وعلاءالدين شلبي. وعند وفاة زوجته تزوج مرة أحرى وأنجب ابنه أمير العلم شلبي وابنته ملكة خاتون.
انتقل إلى قونية مع والده في 1228 بدعوة من حاكم الأناضول، تلقى جلال الدين التعليم على يد والده وعقب وفاته تولى الشيخ سيد برهان الدين محقق تعليمه، في 1240 توفي برهان الدين ليعمل الرومي في التدريس عدة سنوات قبل أن ينتقل إلى دمشق ويستقر فيها لأربع سنوات حيث درس على يد نخبة من علماء الدين.
إلا أن التحول الذي أوصل الرومي لشهرته العالمية كان في 1244 حين التقى بالشاعر الفارسي شمس الدين التبريزي، الذي أثر في فكره أشد التفكير، واشتهرت علاقة الرومي بالتبريزي التي أثارت حسادا عليهما، إلى أن تم اغتيال التبريزي على يد مجهول في 1248.
حزن الرومي كثيرا على موت التبريزي ففاض بحبه له بأجمل الشعر والموسيقى والرقصات والتي تحولت لاحقا إلى (الديوان الكبير) أو ما سماه (التبريزي)..
وحتى مماته ظل الرومي يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه، ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه وتوفي في 17 ديسمبر/كانون الأول 1273م وحمل نعشه أشخاص من خمسة ملل إلى قبر بجانب قبر والده وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس وما زالوا يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.