هيئة الكتاب تصدر"الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد

ويحضر في هذه الرواية الهم الروائي بجانب الهم الإيديولوجي، وقد صهرهما القعيد، وجعل النص يبدو في مستواه الظاهر بسيطاً في لغته وتركيبه وبنائه، يتابعه القارئ بمتعة فائقة ودون توقف.

لكن القراءة المتأنية تجعلنا نكتشف أن الأمر مجرد خدعة ناتجة عن حنكة الكاتب، وتمرسه بالكتابة والهم السياسي والثقافي لبلده، واستيعابه حركية المجتمع في نماذجه الاجتماعية والنفسية المتنوعة وتكثيفها في حالات مخصوصة، تعيد صياغة الواقع ضمن عالم خيالي، يستمد عناصره من الصياغة لا من الوقائع الفعلية.

الرواية لم تسخر فقط بالقيم والنماذج، وإنما أيضاً بالاختيارات السياسية واقترحت الحلول التي ربما في فترة سابقة كانت تبدو من المستحيلات؛ نظراً لتربع سادة القرار في معبد السلطة، وهي حلول نستنتجها بشكل إيحائي انطلاقاً من عنوان الرواية.

وقد صدرت الطبعة الأولى للرواية عام 1978 خارج مصر ولم تطبع داخل مصر إلا بعد رحيل الرئيس السادات وطبعت في مصر عام 1985، وقد احتلت هذه الرواية المرتبة الرابعة ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين.

ويعد يوسف القعيد من أبرز أدباء جيل الستينيات أصدر أكثر من عشرين رواية منها: الحداد، أخبار عزبة المنيسي، أيام الجفاف، البيات الشتوي، يحدث في مصر الآن، شكاوي المصري الفصيح، وجع البعاد، في الأسبوع سبعة أيام.

وصدر له أكثر من سبع مجموعات قصصية منها: طرح البحر، تجفيف الدموع، الفلاحون يصعدون إلى السماء.

وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية والإيطالية والصينية.