واشنطن تفشل في حربها على الأفيون الأفغاني

فشلت السياسة الأمريكية في القضاء على صناعة "الأفيون" في أفغانستان، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها في محاربة هذه المادة المخدرة، التي لا تزال البلاد أكبر مصدر لها في العالم.

وقالت تقارير صحفية إن "زراعة الخشخاش المعد لصناعة الأفيون في أفغانستان، بلغت رقما قياسيا جديدا في 2014، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، وفي ذلك دليل على فشل سياسة واشنطن في مكافحة المخدرات، إذ لا تزال البلاد حتى الآن أكبر جهة مصدرة (80٪ من الإنتاج العالمي) لهذا النبات الذي يوفر المادة الخام للهيروين، ويغذي تجارة مربحة".

وأضافت "في هذا العام، تم زراعة 224 ألف هكتار من خشخاش الأفيون في أفغانستان، بزيادة قدرها 7٪ مقارنة مع عام 2013، وفقا للتقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة المكلف بملف المخدرات والجريمة، الذي نشر الأربعاء 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.. ويمثل هذا أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة المخصصة لهذا المحصول في 2002 (74 ألف هكتار)، أي بعد عام من التدخل العسكري الغربي بقيادة الولايات المتحدة الذي أسقط نظام طالبان".

وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية: "رغم برامج القضاء على هذه الزراعة التي أجريت بتكاليف تقدر بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، انفجرت زراعة الخشخاش، خصوصا في الجنوب الذي يسيطر عليه جزئيا متمردو طالبان.. وهكذا أثبت المجتمع الدولي فشله الكبير الثاني في مكافحة المخدرات في أفغانستان، بعد عدم قدرته على إعادة السلام والأمن إلى البلاد".

وتضيف الصحيفة "في نهاية عام 2014 ستغادر القوات القتالية لحلف شمال الأطلسي أفغانستان، ولن يبقى منها سوى عناصر بعضها مكلف بتدريب الجيش الأفغاني، والبعض الآخر بمكافحة الإرهاب.. وفي الولايات المتحدة والدول الأوروبية المشاركة في العمليات، يرحب الرأي العام بهذا الانسحاب من أفغانستان".

وتتابع "في المقابل، تخشى موسكو هذا الانسحاب لسببين على الأقل، من جهة فهي تشكك في قدرة حكومة كابول على هزيمة طالبان، إذ هناك قلق من أن يمتد نفوذ طالبان ومعها الإسلام الراديكالي إلى الجمهوريات الإسلامية السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى والقوقاز الروسية، ومن ناحية أخرى تخشى موسكو تدفق المخدرات القادمة من حقول الخشخاش في أفغانستان".

وتعتبر زراعة "الخشخاش" تقليدا قديما بين المزارعين الأفغان، ويعد تحويله إلى أفيون من طبيعة الأشياء.