الموضة الشبابية تقلق الأهل وتحرجهم أمام الآخرين
الموضة الشبابية تقلق الأهل وتحرجهم أمام الآخرين الموضة الشبابية تقلق الأهل وتحرجهم أمام الآخرين
منوعات

الموضة الشبابية تقلق الأهل وتحرجهم أمام الآخرين

eremnews

يتفاعل الشباب المغربي بقوة مع الصرعات الغربية ويعمل على تقليد ما يروج داخل هذه المجتمعات رغم أن أغلبها لا يناسب مجتمعه، ومن بين الظواهر الغريبة التي انتشرت بكثرة هذه الأيام بين الفتيات ترصيع المجوهرات على الأسنان وثقب الحواجب والسرة واللسان وتعليق حلقات وسلاسل بها، إضافة إلى أجزاء أخرى في الجسم.

ولا تجد نُهيلة (17 سنة، طالبة) حرجا في الظهور بهذه الموضة الغربية وتقول أن "لكل جيل صرعات خاصة به في اللباس أو تسريحات الشعر أو وضع الاكسسوارات فهذا شيء طبيعي، ولا يستوجب كل هذا الرفض والاستهجان الذي نتعرض له كلما ظهرنا بمظهر مختلف فنحن لم ننتقد موضة الستينات والسبعينات ولا نحب أن نجابه في كل تصرفاتنا بالانتقاد والسخرية".

وتشير نهيلة التي تضع قرطا في حاجبها ومجوهرات على أسنانها الى أن رفض المحيط لهذه الموضة الغريبة يدفع الشباب إلى التمسك بها، وتعترف أنها ليست مقتنعة بجدوى وضع الحلق أو أشياء لامعة على أسنانها وتقول: "هي موضة منتشرة بين الفتيات بقوة، أقبلت عليها مثل غيري ولأني أفضل أن أعيش سني وأفعل كل ما يروج داخل مجتمع الشباب".

يزرعن مجوهرات وسلاسل بأجسادهن

تعترف أمية (18 سنة) التي تضع سلسلة طويلة في أذنها وقرطا في حاجبها وخواتم عديدة وأساور كثيرة، بالهجوم الذي تتعرض له من قبل المحيطين بها وتقول "يعاملونني وكأني كائن غريب واسمع تعليقات كثيرة هنا وهناك، ولا أنكر أنني أشعر بالحرج من هيأتي حين اضطر إلى مواجهة هجوم الآخرين في المناسبات العائلية خصوصا لكني لازلت مقتنعة بمظهري، وهذا ما يجب أن يفهمه الآخرون ويقتنعوا بأن هذه الموضة مرحلة في حياة الشباب يجب أن لا يحرم منها ولا يهاجم بشراسة إن أقبل عليها".

وعن طرق ابتداع هذه الصرعات تقول أمية إن "هذه الصرعات تأخذ من الثقافة الغربية حين يظهر نجم رياضي أو فني بلوك جديد... كما أن بعض هذه الصرعات تبتكرها بعض الطالبات بين الحين والآخر وتكون بدايتها عن طريق طالبة واحدة فتقلدها عدد من الفتيات، حتى يتميزن عن غيرهن ويلفتن الانتباه فتنتشر على نطاق واسع لفترة من الزمن وتنتهي وتظهر موضة أخرى بين الفتيات".



شخصية المراهق

يؤكد سعيد النقاش (أخصائي اجتماعي) أن "ما يعيشه المراهق أو الشاب في هذه المرحلة من تأرجح واضطراب يدفعانه إلى تقليد الغير في التفكير والتصرفات دون اقتناع، والسبب يرجع إلى فترة المراهقة تلك الفترة الانتقالية التي يكون فيها الشاب غريبا عن نفسه ومحيطه، مشاعره مضطربة وشخصيته متأرجحة، فيصبح همه الوحيد ابتداع شخصية خاصة به تكون مختلفة عن المحيطين به وهذا هو سبب انتشار هذه الظواهر بين طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية لأنهم يعيشون في مرحلة انتقالية".

وحذر النقاش من الهجوم القوي والانتقاد اللاذع لتصرفات الشباب في هذه المرحلة وأضاف أن "ذلك يدفعهم إلى التمسك بآرائهم إمعانا في مخالفة قوانين محيطهم بدون اقتناع أو حرصا منهم على التأكيد على أحقيتهم في ابتداع شخصية خاصة ومختلفة عن الآخرين".

وأشار الباحث إلى أن التوجيه الصحيح من الأهل والمدرسة كفيل بالقضاء على هذه الظواهر ومنع تداولها على نطاق واسع، وأكد على أهمية مراقبة سلوك المراهق وإسداء النصيحة له وإقناعه بدون ضغوط بضرورة الكف عن تقليد الغرب المختلف عنا في كل شيء.

ويرفض الباحث استعمال أساليب عنيفة مع المراهق إن تمادى في تقليد الغرب ويقول "من المهم أن نعرف أن طريق الادمان يبدأ غالبا من هذه المواجهة التي تتم بين المراهق وعائلته فحين ينتقد الأهل الشاب على تصرفاته ولباسه والموسيقى الصاخبة التي يفضل ويحاولون منعه من هذا الكيان الذي يعتبره ملكا خاصا به يمنع الآخرين الاقتراب منه، لا يجد المراهق طريقة للانتقام إلا بالانحراف والإدمان".

الاحتواء والتوجيه أفضل حل

تشير فاطمة بوزفون، باحثة اجتماعية، أن "موضة وضع الأقراط في الأذن والأنف والتزين بالسلاسل المزروعة في مختلف مناطق الجسم بين شباب الجنسين انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وسببها عائد الى طبيعة تركيب الجسم خلال فترة المراهقة والتي تتسم بحب الظهور والتقليد ولفت الانتباه لذلك تظهر بين حين وآخر بين أوساط الفتيات ظواهر مخالفة أو شاذة للفت الانتباه، وقد لا يعلمن معنى كل ما يظهر، الأمر مجرد تقليد لما يرينه وما يعجبهن وما يلفت نظرهن".

وتؤكد على ضرورة التعامل مع الفتيات بطريقة صحيحة، "لأنهن في هذه السن يتمسكن برأيهن، ويفضلن الاستقلالية، ويصبح من الصعب تغيير رأيهن وتوجيههن بسهولة، رغم أنه من السهل إقناعهن بضرورة الإقلاع عن هذه الظواهر الغريبة على المجتمع عكس الذكور الذين يتمسكون بها أكثر".

وعن أساليب معالجة هذه الظاهرة تقول الباحثة إن "النصح يجب أن يكون منذ البداية حيث يتم تنبيه الفتيات منذ الصغر إلى خطورة التقليد الأعمى ومضاره، وأهمية التمسك بالهوية والافتخار بها، فحين نعتمد على أسس تربوية صحيحة في تنشئة الطفل ونراقب عن كثب التغيرات التي تطرأ على حياته نضمن أنه لن يكون ضحية لهذه الصرعات، حتى وإن تأثر بزملائه فإن ذلك يكون في فترة معينة من مرحلة المراهقة".

التالي