الاقتصاد التشيكي ينمو بمقدار 500% منذ سقوط الشيوعية

ارتفع حجم الانتاج القومي الإجمالي لتشيكيا منذ الإطاحة بالنظام الشيوعي في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1989 بمقدار يزيد عن 500% وفق أحدث معطيات مكتب الإحصاء التشيكي الذي أشار إلى أن حجم الإنتاج الوطني كان في عام 1989 672 مليار كورون في حين يبلغ الآن أكثر من 4 بليون كورون أي نحو 200 مليار دولار.

وأوضح المكتب أن اقتصاد السوق الذي يتم العمل به منذ ربع قرن بدلاً من الاقتصاد الاشتراكي المخطط مركزياً قد أدى إلى زيادة بارزة ليس فقط في الأداء الاقتصادي وإنما أيضاً في مستوى المعيشة حيث ارتفعت الأجور والرواتب بعد احتساب نسبة التضخم بمقدار 52% مشيراً إلى أن المعدل الوسطي للرواتب كان في عام 1989 3170 كورونا أي 1585 دولاراً فيما أصبح الآن 25800 ألف كورون أي 1290 دولاراً مما يعني أن المعدل الوسطي للأجور ارتفع بمقدار يزيد عن 8 مرات.

ويرى المحلل الاقتصادي لوكاش كوفاندا أن السنوات الخمسة والعشرين الماضية كانت من وجهة النظر الاقتصادية الأكثر نجاحاً في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أن مستوى الحياة ارتفع أيضاً من مستوى 60% من المعدل الوسطي السائد في الاتحاد الأوروبي في عام 1993 إلى 80% حالياً من هذا المستوى.

وأشار المكتب إلى أن هيكل الاقتصاد تغير خلال الـ 25 عاماً الماضية حيث نشأت الكثير من الشركات وتراجعت مساهمة القطاعات غير الفعالة والمدعومة اصطناعياً، وبدأت ترتفع مساهمة القطاعات التي تناسب أكثر الظروف الموضوعية للاقتصاد، مشيراً إلى أن مساهمة الصناعة مثلاً في القيمة الإضافية للاقتصاد ككل تراجعت من 38% إلى 33% والزراعة من 8,3% إلى 2,3% فيما ارتفعت مساهمة قطاع الخدمات من 45% إلى 60%.

وبالتوافق مع هذا التطور تطور بشكل كبير القطاع المالي وزادت المديونية لمختلف قطاعات الاقتصاد وأيضاً تجاه الخارج غير أنها لم تتجاوز حتى الآن الحدود المعقولة وبالتالي لا تمثل عامل تعكير للاستقرار.