بلينكن: من المهم أن يكون هناك رئيس دولة في لبنان والقرار متروك للشعب اللبناني
يقوم فريق من الجرّاحين البيلاروس في مينسك، منذ عامين، بترميم وجه مواطن فقد الجزء الأكبر منه بعد تعرّضه لإصابة فظيعة؛ بسبب انهيار سقف حظيرة عليه.
وجمع الأطباء وجه المريض، الذي يُدعى فيكتور، حرفيًّا قطعة قطعة، بعد أن أعادوا عينه إلى محجرها، وصنعوا له أنفًا وفكًّا.
وكشف رئيس فريق أطباء التجميل الجراح ديمتري لادوتكو كيف، عن إجراء هذه العملية الفريدة من نوعها وغير المسبوقة، على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفقد فيكتور وجهه منذ عامين أثناء صيد السمك في الشتاء، حيث نفذت الديدان التي تستعمل طعما للسمك منه ومن أصدقائه فتوجهوا للبحث عنها في مزرعة مهجورة، وإثر تساقط الثلوج في اليوم الذي سبق الواقعة، وفي اللحظة التي بدأ فيها الرجال في استخراج الديدان، انهار سقف المزرعة عليهم تحت وطأة الثلج. بينما سقط السقف الخرساني مباشرة على فيكتور. وعندما تم إنقاذه من تحت الركام انتشلوه بلا وجه تقريبا، لقد كانت هناك فوضى وكتلة من اللحم والعظم بدلاً من الوجه.
وعندما بدأ الأطباء رحلة علاجه الطويلة، تمكنوا من جمع الفك السفلي وعظام الخد والعينين، حتى أن الرجل ابتلع عيناً واحدة، لكن الأطباء أخرجوها من فمه وأعادوها إلى مكانها، وتبين أنّ العين لم تفقد وظائفها، لكن الأنف والفك العلوي فقدا بالكامل. ولم يتمكن الرجل من التنفس أو التحدث أو تناول الطعام بشكل طبيعي.
وبعد تقديم الإسعافات الأولية للمريض في مستشفى "موغيليف الإقليمي" وإعادة التأهيل لفترة طويلة، بدأ فريق من الجراحين من مركز "مينسك" العلمي والعملي للجراحة وزراعة الأعضاء وأمراض الدم في استعادة وجه فيكتور المفقود.
وقرر الجراحون استخدام أساليب مذهلة. إذ قاموا بزراعة أنف فيكتور على ساعده.
وقال الطبيب الجراح ديمتري لادوتكو: "لقد أخذنا غضروفاً من ضلع المريض، وشكلنا سديلة جلدية على الساعد بطريقة خاصة، ووضعنا هذا الغضروف هناك كأساس للأنف المستقبلي. وتمكنا بهذه الطريقة حتى من تشكيل الأنف أيضًا".
وعاش الأنف المزروع على يد فيكتور مدة شهرين. وبالإضافة إلى الأنف، قام الجراحون بتجميع فك علوي جديد من الشظية باستخدام أحدث التقنيات.
وذات يوم روى أحد الجراحين كيف تمت عملية زرع الأنف من اليد إلى الوجه واستعادة الفك، إذ عمل سبعة جراحين،على طاولة العمليات في عملية جراحية معقّدة استمرت طوال 12 ساعة.
وبعد أسبوعين، أظهر الجراحون النتيجة - لقد تجذر الأنف على وجه المريض، وهو الآن يتنفس.
وقال الجراحون: "بالطبع، هذه النتيجة لا تزال بعيدة عن المثالية، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به".
وقدّروا أن المريض ما زال بحاجة لتدخلات جراحية مستقبلية لحوالي عام إضافي، حيث سيقوم الأطباء أيضًا بتصحيح الأنف، وصنع الجفون، والشفة، وإضافة الأسنان، ومن المحتمل أن يساعدهم طبيب ما في علاج الندبات. لكن الجزء الأصعب قد انتهى.
ويعتقد الأطباء أنهم بدأوا بداية رائعة. إذ يعلق الطبيب لادوتكو: "كما نرى، فإن وجود الفك والأنف مهم جدًّا للإدراك البصري للوجه".
والجراح واثق من أنه في غضون عام سيكون فيكتور قادرًا على التنفس بحرية والمضغ والتحدث وغير ذلك، وهو الأمر الذي كان صعبًا عليه خلال العامين الأخيرين بعد الإصابة.