بعد تتويج ريال مدريد بالثنائية.. هل ما زال زيدان مدربًا محظوظًا؟
بعد تتويج ريال مدريد بالثنائية.. هل ما زال زيدان مدربًا محظوظًا؟بعد تتويج ريال مدريد بالثنائية.. هل ما زال زيدان مدربًا محظوظًا؟

بعد تتويج ريال مدريد بالثنائية.. هل ما زال زيدان مدربًا محظوظًا؟

فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ12 في تاريخه بعد التفوق على يوفنتوس في النهائي بكارديف 4-1 ليدخل التاريخ مجددًا، حيث أصبح أول فريق يحتفظ باللقب في نسخته الجديدة.

ودخل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان تاريخ ريال مدريد والبطولة، حيث أصبح ثاني مدرب في الفريق يفوز بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا منذ 1958، كما أصبح أول مدرب يحتفظ بلقب البطولة في نسختها الجديدة التي انطلقت سنة 1993.

ورغم فوزه مع ريال مدريد بـ5 ألقاب في 17 شهرًا فقط منذ تسلمه مهامه كمدرب خلفا للإسباني رافائيل بينيتيز يوم 4 كانون الثاني/يناير 2016، لكن العديد من المحللين يصفونه دوما بالمدرب المحظوظ.

ولم يسلم المدرب الفرنسي من الصفة خلال نهائي كارديف، حيث قال المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي، إن زيدان محظوظ ومتأثر بالجدل الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم كونه تدارك الأمر في النهاية ليؤكد أن زيدان مدرب يستحق التتويج.

وطيلة مسيرته مع ريال مدريد تعرض المدرب الفرنسي لعدد من المطبات رغم كونه تسلم فريقًا منهارًا من بنيتيز ويعيش مشاكل متعددة، لكنه تمكن في نصف موسم فقط من ترميم الصفوف وكسب غرفة الملابس والفوز بدوري أبطال أوروبا في النهائي أمام أتلتيكو مدريد بضربات الترجيح وخسر لقب الليغا بفارق نقطة عن برشلونة.

سوق الانتقالات

وكان الموسم الحالي 2016-2017 فرصة لتقييم عمل المدرب الفرنسي، الذي أشرف على الفريق منذ بدايته وتعامل بذكاء من سوق الانتقالات، حيث اكتفى بإعادة موراتا من يوفنتوس وماركو أسينسيو من إسبانيول برشلونة وفابيو كوينتراو من موناكو.

وظهر جليا أن المدرب الفرنسي وضع خطة واضحة لتجنب ضغط اللقاءات على فريقه وسيناريو موسم 2014-2015 واعتمد على سياسة التناوب منذ البداية، وتمكن من الفوز بكأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية بعد التعادل في الدقائق الأخيرة والفوز في الوقت بدل الضائع.

وقاوم زيدان نجومه الكبار، خصوصا البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أقنعه بضرورة الراحة وعدم خوض كل اللقاءات ليكون جاهزا في نهاية الموسم، كما عمل نظام مداورة مكنه من التوفر على فريقين قادرين على المنافسة والفوز في كل اللقاء وكل منهما يضم نجومًا كبارًا.

وسيطر زيدان على الدوري الإسباني منذ البداية وفي نهاية السنة أضاف لقب كأس العالم للأندية، لكن الهدف الأساسي كان هو الفوز بلقب الدوري وكسر احتكار برشلونة في السنوات الأخيرة.

وطيلة الموسم تعرض المدرب الفرنسي لعدد كبير من الانتقادات كان أبرزها تفضيله لمواطنه كريم بنزيما على المهاجم الإسباني ألفارو موراتا وتفضيله الويلزي غاريث بيل رغم إصاباته على النجم الإسباني إيسكو.

الأخطاء

وارتكب زيدان عدة أخطاء ساهمت في التقليل من قدراته، مثل تبديل الألماني توني كروس أمام أتلتيكو مدريد وخسارة الكلاسيكو لكونه دخل بتشكيل خاطئ وعدم قدرته على تسيير لاعبيه في الدقائق الأخيرة، حيث تلقوا هدفًا قاتلاً من ميسي لرغبتهم في الهجوم وتحقيق الفوز رغم النقص العددي بعد طرد سيرجيو راموس.

ورغم الانتقادات تمكن زيدان من قيادة الفريق للفوز بلقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا بخطته الواقعية، التي اعتمدت على إمكانيات لاعبيه والفنية وسياسة المداورة التي أعطت أكلها في نهاية الموسم لكون رونالدو لأول مرة ينهي الموسم في ريال مدريد بقوة وكان وراء أهداف حاسمة في الدوري ودوري أبطال أوروبا.

واعتمد المدرب الفرنسي على التنويع في خطته والتطوير من خلال الاستفادة من اللياقة البدنية العالية للاعبيه والتنوع في خلق المساحات في دفاع المنافسين ومن كل الجهات الأجنحة والعمق وهو ما ظهر جليا في الشوط الثاني من النهائي أمام يوفنتوس.

ورغم كون الحظ جزء مهم في لعبة كرة القدم لكنه ليس الوحيد الكفيل بتحقيق الألقاب، فزيدان قدم للجميع دروسًا مهمة طيلة الموسم أبرزها كيفية التعامل مع النجوم وبث الحماس في صفوف لاعبيه والتنوع في الخطط وتقليص الأخطاء والهدوء في اللحظات الصعبة من اللقاءات.

دور زيدان

وظهر جليًا دور زيدان حين تأخر الفريق في إياب نصف النهائي أمام أتلتيكو مدريد 2-0 بعد ربع ساعة فقط، وكان الهدوء في الملعب طريق ريال مدريد لكسب التأهل بعد قتل اللقاء بهدف إيسكو، كما لم يتأثر الفريق بالغياب الطويل للويلزي غاريث بيل بسبب الإصابة وإراحة النجم البرتغالي رونالدو وإصابة عدد من المدافعين.

وأعاد زيدان اكتشاف عدة لاعبين مجددًا كالمدافع ناتشو وأعاد فاران لمستواه والثقة للحارس كيلور نافاس، والشاب ماركو أسينسيو، بالإضافة للتطور الملحوظ في مستوى إيسكو الذي أصبح يلقب بزيدان الصغير.

زيدان دخل تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث أصبح أول مدرب يحتفظ باللقب في النسخة الحديثة وانتصر على كل المدربين الكبار كالإيطالي كارلو أنشيلوتي والأرجنتيني دييغو سيميوني والإيطالي ماسيميليانو أليغري وهذا الأخير يعتبر من أبرز المدربين في التكتيك في المواسم الأخيرة.

ويكفي المدرب الفرنسي أنه الوحيد الذي فك طلاسم دفاع يوفنتوس ودك مرماه بـ4 أهداف، وهو الدفاع الذي فشل أفضل ثلاثي في العالم في اختراقه كما تلقى 3 أهداف فقط في 12 لقاء في دوري الأبطال.

كما أنه حطم رقمًا قياسيًا كأفضل فريق لم يخسر طيلة 40 لقاء وسجل أهدافا للقاء رقم 65 على التوالي، وهي أرقام تؤكد على الفكر الهجومي المتطور للمدرب الفرنسي.

تصريح سيميوني

وكان المدير الفني لنادي أتلتيكو مدريد دييغو سيموني، قد قال في تصريحات سابقة عام 2016، بعد الخسارة من ريال مدريد في نهائي ميلان الموسم الماضي: "ريال مدريد يجيد اللعب في هذه المنافسة، أنا لم أتحدث يوماً عن الصدفة، هم لم يفوزا بالصدفة، هناك من يقول إنهم فازوا بالحظ، لا، ريال مدريد لا يهزمك بالحظ، ريال مدريد يهزمك بتاريخه، يهزمك لأنهم لديه لاعبين معتادين على الفوز".

معايشة غوارديولا وخبرات أنشيلوتي

كان مشهد اعتزال زيدان استثنائياً، فقد ودع الساحر الملاعب مطروداً بعد استفزازه من جانب ماتيرازي، مدافع منتخب إيطاليا، في نهائي كأس العالم 2006 ليخرج الماجيكو الفرنسي في مشهد نهاية لم يتوقعه أحد.

وربما أثر هذا المشهد الحزين في نفسية زيدان ليجد نفسه في تحدٍ جديد لإثبات نفسه بعد الاعتزال وتقديم أسطورة زيزو في صورة أخرى ولكن في مجال التدريب.

تعامل زيدان بتواضع شديد مع المجال التدريبي، يعلم جيداً أنه ليس نجماً في هذا المجال بل وجه واعد يتحسس طريقه فذهب إلى ألمانيا لقضاء فترة معايشة مع الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني السابق لبايرن ميونخ الألماني، والذي صنع المجد مع برشلونة.

ولم يكتف زيدان بذلك بل عمل مساعداً مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد، واستفاد من الخبرات الطويلة التي يملكها كارليتو وتوازنه الدائم بين الدفاع والهجوم.

وقال هيثم فاروق، المحلل الكروي بقنوات "بي إن"، لـ"إرم نيوز"، إن زيدان صنع فريقاً جماعياً يلعب كرة قدم حديثة ولا يعتمد على لاعب بعينه بما فيهم رونالدو.

وأضاف: "شاهدنا ريال مدريد يلعب دون رونالدو ويفوز ودون بيل ويفوز ودون مودريتش ويفوز وغيرهم من اللاعبين، هذه بصمات زيدان الفريق هو النجم".

روح ديل بوسكي

حين جاء زيدان إلى ريال مدريد قادماً من يوفنتوس الإيطالي، كان الفريق الإسباني يملك ظهيرين رائعين حديث العالم هما ميشيل ساليغادو وروبرتو كارلوس.

واستطاع زيدان استنساخ تجربة فريق المدرب الأسبق فينسنت ديل بوسكي وإحياء تجربة الظهيرين لتصبح القوة الهجومية لريال مدريد مضاعفة بعدما طور أداء البرازيلي مارسيلو والجناح الأيمن كارفخال.

مارسيلو صنع هذا الموسم 13 هدفاً وقدم مستويات أكثر من رائعة بعدما كانت الأصوات تطالب بضم ظهير أيسر يشارك أساسياً على حسابه كما أصبح كارفخال من أفضل اللاعبين في مركز الظهير الأيمن.

وأكد هاني رمزي، مدرب منتخب مصر للمحليين، لـ"إرم نيوز"، أن ريال مدريد مع زيدان مختلف لأنه فريق يملك البدائل وهو ما يجعله أكثر قوة مما مضى.

وأضاف: "ريال مدريد فريق منظم لأقصى درجة، لديه في كل مركز لاعب واثنان وهو ما جعل الفريق يكتسح كل البطولات".

درس 2003

تعلم زيدان من درس عام 2003 حين تراجع ريال مدريد مع رحيل قلبه النابض والدينامو الفرنسي الذي لا يهدأ كلود ماكليلي.

صنع زيدان لاعباً متميزاً في مركز الوسط الارتكاز يؤدي بشكل دفاعي ممتاز وهو كاسيميرو، اللاعب البرازيلي، الذي كان مهملاً بعد عودته من الإعارة إلى بورتو البرتغالي.

وأضاف زيزو في معادلة وسط الملعب الثنائي الموهوب توني كروس ومودريتش ليصنع سياجاً دفاعياً في وسط الملعب يعزز قدرات الفريق ويبني الهجمات بكل هدوء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com