برشلونة الأقرب للقب وريال مدريد وأتلتيكو يترقبان
شكل فوز برشلونة على ريال مدريد بقلب البرنابيو منعطفا حاسما في مسيرة الدوري الإسباني قبل 9 جولات من نهايته ، بعدما فتح باب الصراع على اللقب على مصراعيه للفريق الكتلاني رفقة ثنائي مدريد الريال و الأتليتكو .
و أهدر الفريق الملكي فرصة إبعاد منافسه كليا عبر الفوز عليه أو جزئيا عبر اقتسام النقط و الإبقاء على فارق الأربع نقط ، لكن الهزيمة أعادة برشلونة لفارق نقطة و أفقدت البيت الملكي الصدارة لفائدة الجار بفضل المواجهات المباشرة .
و على بعد 9 جولات من نهاية الدوري تبدو حظوظ الثلاثي متساوية بشكل كبير للفوز باللقب و قد تحدد الجولات الثلاث القادمة بشكل كبير مسار الثلاثي لكونهم سيلعبون أيضا ربع نهائي دوري أبطال أوروبا و هو ما قد يؤثر على مسار أحدهم في الدوري .
و بالنظر للمقابلات المتبقية للفرق الثلاث فعلى الورق تبدو حظوظ برشلونة وافرة للحفاظ على اللقب لكون مساره لا يضم كبيرة باستثناء لقاء الديربي أمام الجار إسبانيول في الجولة 31 و لقاء القمة في الجولة الأخيرة بميدانه أمام أتليتكو مدريد .
و يدخل البارصا الجزء الأخير من الدوري بمعنويات مرتفعة بعد الفوز بالكلاسيكو و عودة نجمه ميسي للتألق ، كما أن مرحلة الفراغ التي مر بها تمكن من تجاوزها بسرعة و لن يلعب خارج برشلونة سوى 3 لقاءات أمام غرناطة و فيلاريال و إلتشي و هي مقابلات في المتناول باستثناء فريق الغواصات الصفراء و الذي قد يسبب بعض المشاكل لكتيبة المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينيو .
و يأمل فريق أتليتكو مدريد في انتزاع اللقب من الثنائي التقليدي ريال مدريد و برشلونة و يملك كل المقومات لتحقيق ذلك في ظل تربعه على الصدارة و برنامج مقابلات متوازن في نهاية الموسم ، لكن طموحه قد يصطدم ببرشلونة في الجولة الأخيرة .
و تنتظر كتيبة ديغو سيموني مقابلات قوية في نهاية الموسم لكن أبرزها رحلة الفريق لبلباو في الجولة 31 و رحلته لفالنسيا في الجولة 35 و بالطبع لقاء نهاية الموسم أمام برشلونة ، لكنه يبقى على الورق المرشح الثاني للفوز باليغا خلف برشلونة .
و لم يعد مصير ريال مدريد في الفوز باللقب بيده بعد خسارة الكلاسيكو ، ففي لقاء واحد ضيع الفريق الملكي الكثير من الأحلام و تراجعت كل التوقعات و الترشيحات التي وضعته فوق الجميع ليصبح الفريق مطالبا بالقتال من أجل التنافس على اللقب .
و رغم كون مسار الفريق في التسع مقابلات الأخيرة ليس صعبا بشكل كبير ، لكن أهم مقابلتين ينتظرانه جاءا في وقت عصيب ، فهو يسافر الأربعاء نحو إشبيلية بعد الهزيمة في الكلاسيكو و في جو مشحون قد يؤدي لنكسة جديدة ، كما سيرحل بين مقابلات ربع نهائي دوري الأبطال لمواجهة ريال سوسيداد البعبع الذي أطاح ببرشلونة مؤخرا و كاد أن يفقده لقب الدوري لولا العودة من بوابة الكلاسيكو .
و في حال تجاوز كتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بنجاح لموقعتي إشبيلية و ريال سوسيداد ، فقد تنقلب كل المعطيات من جديد و يعود الفريق الملكي لقمة الترشيحات للفوز باللقب في ظل نهاية موسم لصالحة ففي الجولات الستة الأخيرة سيلعب 4 مقابلات في ملعبه مقابل مقابلتين خارجه أمام كل من بلد الوليد و سيلطا فيغو . بالإضافة للمواجهة الأخيرة في الموسم بين برشلونة و الأتليتكو و التي قد تكون أيضا في صالحه لو حافظ على تقدمه على برشلونة .
و خارج إطار المنافسة على أرضية الملعب ، فتحت عدة وسائل إعلام مدريدية و كتلانية النار على التحكيم كثيرا في المدة الأخيرة تتهمه إما بمحاباة برشلونة أو ريال مدريد و شكل الكلاسيكو حلقة جديدة من الصراع حيث يعتقد المدريديين أن الإتحاد الإسباني يسعى لتغليب فرصة برشلونة للفوز باللقب .
و يظهر أن المستفيد الأكبر من الثنائي هو أتليتكو مدريد الذي يتقدم في صمت بعيدا عن صراعات القطبين و خارج الإتهامات بمحاباة التحكيم ، كما أن عدة مراقبين يعتقدون أن من مصلحة الإتحاد الإسباني و كرة القدم الإسبانية فوز الفريق الثاني لمدريد باللقب لكونه سيعطي لليغا إثارة و متعة من جديد و يضيف منافسا ثالثا للصراع الثنائي .
و يبقى صراع الهدف ثلاثيا أيضا بعد دخول ليونيل ميسي دائرة المتنافسين بهاتريك في مرمى الريال و أصبح على بعد 5 أهداف من القمة التي يتربع عليها كريستيانو رونالدو برصيد 26 هدفا و على بعد هدفين من ديغو كوستا مهاجم الأتليتكو الذي يحتل الصف الثاني.
و سيكون على الثلاثي أيضا الصراع من أجل إبقاء الحذاء الذهبي الأوروبي في إسبانيا و الذي فاز به في السنوات و الذي احتكره الدوري الإسباني منذ 2009 عبر ديغو فورلان المهاجم السابق لاتلتكو مدريد ثم ليونيل ميسي سنوات 2010 و 2012 و 2013 و البرتغالي كريستيانو رونالدو سنة 2011 ، و يتصدره حاليا لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنجليزي برصيد 56 نقطة مقابل 52 لرونالدو و 46 لكوستا و 42 فقط لميسي .