ذكرى الأربعاء الأسود ومباراة النشامى توحد قلوب الأردنيين
ذكرى الأربعاء الأسود ومباراة النشامى توحد قلوب الأردنيينذكرى الأربعاء الأسود ومباراة النشامى توحد قلوب الأردنيين

ذكرى الأربعاء الأسود ومباراة النشامى توحد قلوب الأردنيين

فيما أخفقت المكونات السياسية على إختلافها وتنوعها من النجاح في حشد الأردنيين على أي من القضايا العالقة، أسهمت ذكرى تفجيرات عمان بعد مرور ثمانية أعوام على وقوعها وإستحقاق المنتخب الأردني في مباراة الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم مع الأوروغواي، في توحيد قلوب الأردنيين وهمومهم في مشهد زخرت به وسائل الإعلام المحلية كافة.

التاسع من نوفمبر/تشرين ثاني، يوم أسود في ذاكرة الأردنيين، حيث حصدت التفجيرات الإرهابية أرواح 57 شخصاً وأكثر من 120 مصاباً من مختلف الجنسيات العربية، حين وقعت ثلاث عمليات تفجير بإستخدام أحزمة ناسفة، إستهدفت ثلاث فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية عمان تبنى تنظيم القاعدة مسؤولية التفجيرات التي راح ضحيتها المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد.

وكانت أولى التفجيرات التي وقعت فيما أصبح يطلق عليه "الأربعاء الأسود" في الساعة التاسعة والنصف في التوقيت المحلي لمدينة عمان في مدخل فندق الراديسون ساس، ثم جاء الثاني في فندق حياة عمان وبعد ذلك بدقائق تم إستهداف فندق دايز إن.

وعنونت مختلف وسائل الإعلام المحلية الرسمية والخاصة منها بعناوين تستذكر الحادثة وتحث على توحد الأردنيين، في مواجهة الذكرة الأليمة، مستذكرة الرسالة التي وجهها الملك عبد الله الثاني في العاشر من تشرين الثاني/ أكتوبر من عام 2005، في اليوم التالي لتلك التفجيرات، وقال فيها: "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأردن إلى مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، والأردن ليس البلد الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه الأعمال، فالكثير من دول المنطقة وكثير من بلدان العالم تعرضت لمثل هذه الأعمال الإرهابية وربما أكثر وأكبر منها، ونحن نعرف أن الأردن مستهدف ربما أكثر من غيره لأسباب كثيرة منها دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الإسلام دين الإعتدال والتسامح ومحاربة الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء باسم الإسلام والإسلام منهم بريء".

الملك عبد الله يتبرع للمنتخب بنصف مليون دولار

وتتزامن ذكرى الأربعاء الأسود، مع إقتراب مواجهة المنتخب الأردني الملقب بـ "النشامى" مع خامس قارة أمريكا الجنوبية منتخب أوروغواي، حيث تقام مباراة الذهاب في الثالث عشر من الشهر الجاري في عمان، ليتأهل الفائز من المنتخبين مباشرة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل صيف العام القادم.

وقد كان للأجواء التي يعيشها المنتخب قبيل المواجهة المنتظرة، أن تسيدت حديث الأردنيين ساستهم وعامتهم، فخصص التلفزيون الأردني برنامجاً إستمر لأكثر من ثمان ساعات عبر تليثون على الهواء مباشرة لدعم المنتخب، وكان الملك عبد الله الثاني على رأس كبار مسؤولي الدولة المتصلين مع البرنامج، وأعرب عن شكره وتقديره لجميع أبناء الشعب الأردني على دعمهم للمنتخب قائلاً: "يعطيكم ألف عافية ونشكر الجميع على جهودهم الرائعة، كلنا خلف النشامى، وإن شاء الله تكون النتائج على قد المعنويات العالية".

وتابع الملك الذي قدم مبلغ نصف مليون دولار (350 ألف دينار أردني) تبرعا لدعم المنتخب: "تحياتي للجميع وأتمنى التوفيق لمنتخبنا، وتحياتي أيضا لجميع من شارك معكم اليوم في هذا الجهد من داخل الأردن وخارجه، وأيضا حبيت أشكر أصحاب الأمراء الشيخ محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد، اللذين يدعمان المنتخب الأردني باستمرار".

وختم بقوله: "بغض النظر عن النتيجة الأسبوع القادم، أنا كثير فخور بالشباب والنشامى، وإن شاء الله يرفعوا معنوياتنا".

مليون و(93700) حصيلة دعم اللأردنيين للمنتخب

وحققت الحملة الوطنية لدعم المنتخب عبر "تيليثون" والذي قدمته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عبر قنواتها الفضائية العامة وقناة الأردن الرياضية وأثير اذاعة هدف إف إم بالتعاون مع اتحاد كرة القدم وعدد من الشركات، ما قيمته مليون و93700 دينار أردني.

وعبر رئيس اتحاد الكرة الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا عن بالغ شكره وتقديره لكل أبناء الأردن على وقفتهم الوطنية تجاه نشامى المنتخب.

وكان من أبرز الشخصيات التي قدمت الدعم للمنتخب، الفريق أول الركن مشعل الزبن رئيس هيئة الأركان المشتركة حين أعلن عن تبرع القوات المسلحة بمبلغ 150 الف دينار لدعم المنتخب.

شعبية شفيع تفوق شعبية أي سياسي

وعبر العديد من الكتاب والصحفيين عن أهمية إستحقاق المنتخب ودوره في توحيد الأردنيين، فيقول الكاتب فهد الخطيان إن الأردن يجد نفسه لأول مرة على مسرح الرياضة العالمي فمنحنا الفرصة التي لم تظفر بها دول شقيقة تنفق على اللاعب الواحد أضعاف ما ننفقه على المنتخب.

وأضاف كان تأهل منتخبات للمونديال كفيلا بإطلاق موجة مشاعر وطنية أخفق السياسيون على مدار العقدين الأخيرين في بعثها، وفي عديد البلدان يلعب نجوم الرياضة والفن والإعلام أدوارا إنسانية ووطنية تفوق دور الساسة والأحزاب، وفي الأردن وعلى الرغم من تواضع تجربتنا في عالم الرياضة فأنا أكاد أجزم أن شعبية حارس مرمى المنتخب عامر شفيع تطغى على شعبية أي سياسي أردني

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com