عمّان والرياض تعيدان ترسيم العلاقات
عمّان والرياض تعيدان ترسيم العلاقاتعمّان والرياض تعيدان ترسيم العلاقات

عمّان والرياض تعيدان ترسيم العلاقات

حرص الأردن على ابراز زخم الاستقبال الذي حظي به ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي زار الأردن الثلاثاء لأول مرة منذ استلامه منصبه لابراز مدى عمق العلاقات بين البلدين التي طالما وصفت بالاستراتيجية .

ومنذ التغير الذي طرأ على راس الهرم في السعودية تحدثت تقارير إعلامية عن نوع من "الفتور" في العلاقات بين البلدين رغم أن المحادثات والرسائل المتبادلة لم تنقطع، إذ أرسل الأردن رئيس الديوان الملكي السابق، باسم عوض الله تحت مسمى "مبعوث خاص" إلى السعودية برسالة إلى العاهل، الملك سلمان بن عبد العزيز ثم تبعتها زيارة لرئيس هيئة الأركان المشتركة مشعل الزبن إلى الرياض ولقائه بالأمير محمد بن سلمان، وليس انتهاء بزيارة الآخير إلى عمان، حيث صبت هذه الزيارات في سياق إعادة ترسيم العلاقات ونقاط التفاهم في ظل العهد السعودي الجديد كما يؤكد العديد من المحللين .

البيان المشترك عقب الزيارة أشار إلى عمق العلاقات بين البلدين، وتطابق الرؤى حيال مختلف الملفات الإقليمية، فيما بدا لافتا الإشارة إلى رفض البلدين للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية ما يفتح باب التكهنات حول الدوافع السعودية للزيارة التي تتعدى مرحلة إعادة ترسيم العلاقات فقط، إلى تفعيل الجهود لبناء محور عربي موحد في مواجهة إيران، خاصة بعد ابرام الاتفاق النووي مع الدول الكبرى والنتائج التي ستترتب عليه، حيث تبدو السعودية - كما يرى مراقبون - كمن يستبق محاولات إيران للانفتاح على العالم – العربي منه على وجه الخصوص – بالنظر لزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر قبل المجيء للأردن، فضلا عن الحراك الدبلوماسي المكثف الذي شهدته المنطقة عقب تولي الملك سلمان الحكم، وترافق ذلك كله مع تسريبات عن اقتناع كافة الأطراف المعنية بالملفات الإقليمية الملتهبة بضرورة الوصول إلى تسويات سياسية تنهي حالة الاحتراب المتواصلة منذ عدة أعوام خاصة في سوريا واليمن .

ويرى مراقبون أن السعودية تريد إبقاء الأردن في صفها أمام أية محاولات إيرانية للتقارب مع الأردن، بعد زيارة لوزير الخارجية الأردني ناصر جودة لطهران قبيل إنطلاق "عاصفة الحزم " في اليمن ولقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وما قيل حينها عن تقارب بين عمان وطهران نتيجة انفتاح الدول الكبرى على إيران، وهو ما لم يشهد أي تغيير يذكر منذ عاصفة الحزم .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي المقرب من دائرة صنع القرار في الأردن، فهد الخيطان، أن زيارة ولي ولي العهد السعودي تأتي كحاجة ومصلحة ملحة للبلدين، للانتقال من مرحلة التعارف وتبادل الرسائل، إلى ما كانت عليه في السابق؛ تحالف وثيق، وتفاهم شبه كامل حول مختلف القضايا.

وتحت عنوان "رجل السعودية القوي في عمان" كتب الخيطان معلقا: "ليس أمام الأردن والسعودية من خيار سوى بناء علاقات استراتيجية قوية، حتى وإن تباينت الاجتهادات حيال بعض الملفات. لقد كان هذا قائما في السابق، وما يزال ممكنا في المستقبل ".

اما اقتصاديا فيظل الأردن بحاجة إلى استمرار الدعم السعودي، وهو ما كان يعول عليه الأردنيون من وراء هذه الزيارة لاعادة تفعيل قنوات الدعم السعودي لعمان، في ظل الأعباء المترتبة عليها جراء اغلاق الحدود العراقية والسورية، والتكاليف جراء استضافتها لنحو مليون و300 ألف لاجئ سوري، ورغم أن البيان المشترك لم يتطرق إلى ذلك إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن السعودية بصدد تقديم مساعدات جديدة للممكلة قريبا .

ورغم ما قيل عن تحول في المواقف السعودية تجاه ما  كان يعرف سابقا بمحور "الاعتدال" الذي تمثل مصر والأردن فيه رأس الحربة إلى جانب السعودية وما قيل إنه انفتاح سعودي على تركيا وقطر، فإن الزيارة الآخيرة تبدو وكأنها في سياق التأكيد السعودي على ان العلاقات العربية المشتركة فعالة وتحتاج إلى إعادة ترسيم فقط، وهو ماتوج بالزيارة الآخيرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com