صور مروعة.. سوء التغذية يفتك بالصغار في مستشفى باليمن
صور مروعة.. سوء التغذية يفتك بالصغار في مستشفى باليمنصور مروعة.. سوء التغذية يفتك بالصغار في مستشفى باليمن

صور مروعة.. سوء التغذية يفتك بالصغار في مستشفى باليمن

صنعاء - ولد علي محمد التوعري، قبل بدء حرب اليمن المدمرة، لكنه قد يفقد حياته قبل أن تنتهي.

يصارع الرضيع الذي لا يتجاوز عمره ستة شهور للاستمرار على قيد الحياة في مستشفى بالعاصمة صنعاء، التي دمرها القصف بعد أن أصيب بمتاعب نتيجة نقص الرعاية الصحية المتخصصة التي كان يحتاجها بمرحلة حرجة في الأسابيع الأولى بعد مولده.

يعاني علي من سوء التغذية إلى جانب مضاعفات بسبب عملية ختان فاشلة أجراها له طبيب غير كفء.

تقول والدته وضحة "إنه يموت. تظهر عليه علامات الموت. أريد أن أوجهه إلى القبلة".

ونقل الى المستشفى يوم الأربعاء ودخل وحدة الرعاية المركزة بمستشفى (سابين) في منطقة حدة في صنعاء حيث تقدم ممرضات الرعاية لأطفال يعانون من سوء تغذية حاد جعل بشرتهم الضامرة تبدو مشدودة على عظام أجسادهم النحيلة.

حين بدأت الحرب في مارس آذار بين الحوثيين والحكومة اليمنية التي تمارس عملها من الخارج حاليا وتدعمها دول الخليج تم إجلاء مئات العاملين الأجانب بالقطاع الطبي ومعظمهم من آسيا إلى دولهم ليتركوا وظائفهم بمستشفيات اليمن.

وغادر مسعفون وممرضون وأطباء يمنيون الأماكن التي كانوا يعملون بها ليعودوا الى المناطق التي ينتمون لها.

كانت المنطقة الريفية التي تعيش بها أسرة علي وتقع على مسافة ثلاث ساعات من صنعاء واحدة من المناطق التي لم يعد بها عاملون مؤهلون بالقطاع الطبي.

وفي غياب المهارة يمكن أن تؤدي المشاكل العادية الى الوفاة.

قالت وضحة إن مشاكل علي بدأت حين حدث خطأ في عملية ختانه. أخذ ينزف ليوم كامل بعد العملية ثم أصيب بإسهال.

وقالت الأم إنه حين وصل الى مستشفى سابين "بدأ يتحسن في اليوم الأول ولكن حالته الآن متدهورة".

حياة كريمة قبل الحرب

عقد سوء التغذية من حالة علي الصحية.

وحرم تعطل أنشطة الحياة اليومية بسبب الحرب الكثير من اليمنيين من مصادر رزقهم فجردهم على غرار والدي علي من الأموال اللازمة لمساعدة أطفالهم.

قالت وضحة "كنا مرتاحين قبل الحرب. كنا نزرع" وأضافت "أما الآن الديزل أصبح غاليا ولا يستطيع زوجي توفير ثمن المياه" التي تباع من الآبار التي تعمل بمضخات يتم تشغيلها بالديزل.

ومن قبل الحرب كان في اليمن واحد من أعلى معدلات سوء تغذية الأطفال على مستوى العالم وفقا لبرنامج الأغذية العالمي. ويعاني نحو نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة من التقزم أي أن أطوالهم لا تتناسب مع أعمارهم نتيجة لسوء التغذية.

ويستورد اليمن 90 في المئة تقريبا من السلع الغذائية الأساسية من الخارج. وقالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بتقديم المساعدات الغذائية الطارئة في 30 يوليو تموز إن عدم تمكن التجار من استيراد ما يكفي من الأغذية ونقلها بأمان داخل البلاد أدى الى ارتفاع حاد في الأسعار مما يزيد من معاناة الأشد فقرا والاكثر عرضة للخطر.

وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في 10 يوليو تموز إنه سيزيد من عمليات فحص حالات سوء التغذية فضلا عن زيادة التطعيمات وغيرها من وسائل إنقاذ أرواح ملايين الأطفال اليمنيين المحاصرين في الأزمة.

وأضاف أنه تم علاج ما يزيد على 16 ألف طفل من سوء التغذية الحاد بينما يتعرض 1.3 مليون طفل في البلاد لخطر سوء التغذية.

وقال جوليان هارنيس ممثل يونيسيف في اليمن في بيان "لكن ما يحتاجه اليمن الآن حقا هو عودة السلام وحل أزمة الوقود والطاقة وإعادة الخدمات الصحية العادية".

لكن بالنسبة لعلي فإن هذه الخدمات الصحية قد تعود بعد فوات الأوان.

حدقت وضحة في وجه ابنها وقالت "مقدمات الموت بدأت تظهر على وجهه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com