حلم روسي بتحالف يجمع الأعداء لمحاربة "داعش" في سوريا
حلم روسي بتحالف يجمع الأعداء لمحاربة "داعش" في سورياحلم روسي بتحالف يجمع الأعداء لمحاربة "داعش" في سوريا

حلم روسي بتحالف يجمع الأعداء لمحاربة "داعش" في سوريا

موسكو - تلقفت بعض الأوساط المقربة من النظام السوري، العبارة التي ذكرها سيرغي لافروف، عن جهود يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للجمع بين السعودية والنظام السوري، في تحالف واسع، قد يضم أيضاً كل من تركيا والأردن، وذلك لتوحيد كافة الجهود لمحاربة الإرهاب، المتمثل بتنظيم "داعش" وأترابه.

  وبالرغم من أن ما ورد على لسان وزير الخارجية الروسي، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه أمس مع وليد المعلم، لم يتعد مجرد حديث عن جهود أولية، يقوم بها الرئيس الروسي، وقد تنجح وقد تفشل، إلا أن هناك من ذهب بعيداً في الحديث عن إمكانية قيام حلف رباعي، وعن قدرات وإمكانيات هذا الحلف، وأهدافه.

  لا شك أن قيام مثل هذا الحلف، حسب آراء العديد من الخبراء الروس وغيرهم، لا يتعدى مجرد حلم روسي، ينهض على جمع الأعداء المتحاربين، حول هدف مختلف عليه، لأن قيام مثل هذا الحلف لا يمتلك أسس ومقومات واقعية، وليس هناك مؤشرات، توحي بإمكانية قيامه.

    وبالرغم من أن "وكالة الانباء الروسية"، كشفت عن تلقي الرئيس الروسي إشارات، من خلال اتصالاته مع بعض مسؤولي دول المنطقة، التي تربطها علاقات جيدة بروسيا، توحي باستعدادهم، للإسهام بقسطهم في مواجهة الشر، الذي يمثله تنظيم "داعش"، إلا أن هذه الإشارت لا تذهب إلى القول بإمكانية تشكيل التحالف بينها لمواجهة خطر هذا التنظيم الإرهابي.

  واعتبر الكاتب الصحفي، رائد جبر، المقيم في موسكو، في حديث مع شبكة "إرم" الإخبارية، أن الروس بحديثهم عن حلف رباعي لمواجهة داعش، يقومون بلعبة ذكية، ذلك أنهم أتوا بوليد المعلم إلى موسكو، وأخذوا منه عبارات عامة، حول الموافقة على توحيد الجهود لمحاربة "الإرهاب"، وحين سيلتقي لافروف، وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأربعاء، سيبيعه موافقة النظام السوري، واستعداده للتحالف في مواجهة الإرهاب.

   إذا سيبيع الروس للأمريكيين، بضاعة منسوجة من حلم، يعتبرونها مفتاح الحل الأنسب للمسألة السورية ولأزمات منطقة الشرق الأوسط، من خلال إقامة تحالف بين الأعداء المتحاربين، وتوحيد جهودهم لمكافحة الإرهاب. وسيذهبون بعيداً، بالقول إن سيناريو هذا الحل، سيجمع السعودية والنظام السوري وتركيا، وربما سيضم أيضاُ كل من إيران والعراق ومصر، وغيرها، بزعامة ورعاية روسية.

  كل ذلك يدخل في نطاق لعبة روسية، تريد أن تري الأمريكان أن قادة روسيا، يبذلون جهوداً مضنية في سبيل حل الأزمة السورية، ومعها أزمات منطقة الشرق الأوسط برمتها، ويوظفون في سياق ذلك اتصالاتهم مع مسؤولي وقادة دول المنطقة.

  ويدعم الروس جهودهم، بالقول إن زيارة وليد المعلم لموسكو أمس، جاءت بعد 10 أيام من زيارة، قام بها ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالرغم من أنها كانت مليئة بالاتفاقيات الاقتصادية، مع أن القادة الروس عبروا، علانية، عن اختلاف وجهات نظرهم مع نظرائهم السعوديين، حول الأزمة السورية، فور انتهاء الزيارة.

   يعرف الساسة الروس أن حلم بوتين في جمع النظام السوري مع السعودي والتركي في تحالف واسع ضد تنظيم "داعش"، يتناقض تماماً مع ما تعتبره كل من المملكة السعودية وتركيا، أن النظام السوري هو من أوجد "داعش"، وينسق معها، وأن الخلاص من داعش، يتطلب أولاً الخلاص من النظام السوري.

   يضاف إلى ذلك،  أن وليد المعلم نفسه، أرسل منذ يومين مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، اتهم فيها كل من تركيا والأردن والسعودية بدعم الإرهاب، لذلك فإن الحلم الروسي أشبه بالمعجزة المستحيلة التحقق، وفق معطيات أكثر من أربع سنوات مع الصراع في سوريا وعليها، بالرغم من أنه في عالم السياسة الراهن كل شيء ممكن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com