الصراع يشتعل مبكراً على رئاسة "حكومة السيسي"
الصراع يشتعل مبكراً على رئاسة "حكومة السيسي"الصراع يشتعل مبكراً على رئاسة "حكومة السيسي"

الصراع يشتعل مبكراً على رئاسة "حكومة السيسي"

رغم أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم يعلن بعد عن ترشحه رسمياً إلا أن تصاعد المؤشرات على قرب دخوله قصر الاتحادية بعد التأييد الكاسح للدستور الذي عمق من شعبية وزير الدفاع جعل الحديث يتصاعد في كواليس السياسة المصرية عن الفريق المعاون له عموماً وعن رئيس الحكومة بشكل خاص.



ويبرز في هذا السياق اسمان يدور بينهما "صراع خفي" و"تراشق ناعم" في إطار الفوز بلقب رئيس أول حكومة في عصر السيسي والتي سيشكلها رئيس الجمهورية المنتخب إلى حين انتخاب برلمان جديد مخول بتشكيل الحكومة حسب الدستور الجديد.

الاسم هو عمرو موسى الذي يأتي على رأس الأسماء التي تتصدر بورصة الترشيحات لرئاسة الحكومة حال ترشح قائد الجيش اعتماداً على بزوغ نجمه مؤخراً بعد نجاحه في إدارة لجنة الخمسين لتعديل الدستور بكفاءة أشاد بها الجميع وظهوره بمظهر رجل الدولة الذي يعتمد عليه.

وبحسب مقربين من وزير الخارجية الأسبق، فإن رئاسته لحكومة السيسي باتت بالفعل تشغل تفكيره حيث يرغب في البقاء في صدارة المشهد السياسي وبعد رفض لجنة الخمسين للإبقاء على مجلس الشورى الذي كان يرغب موسى في رئاسته، لم يعد أمامه سوى شغل منصب تنفيذي رفيع في النظام القادم.

وفي هذا السياق أطلق الرجل عدة تصريحات مؤخراً تثمن من شعبية السيسي وترحب بترشحه وتحذر منافسيه المحتملين من هزيمة مدوية، كما هاجم حمدين صباحي صاحب التوجهات الناصرية الذي يعد أبرز هؤلاء المنافسين قائلاً: أقول لحمدين إن زمن عبد الناصر لن يعود" ومن الواضح أن هذا التوجه لدى عمرو موسى ما هو إلا تقديم أوراق اعتماده للمنصب المرتقب.

المفارقة أن حمدين نفسه هو الاسم الثاني الذي يأتي بعد موسى في هذا السياق فرغم إعلانه سابقاً عن عزمه خوض السباق الرئاسي بصرف النظر عن موقف السيسي عاده زعيم التيار الشعبي ليؤكد أنه لا يزال يفكر في الأمر وأن المنصب ليس هدفاً في حد ذاته، بل الهدف هو تحقيق مطالب ثورتي يناير ويونيو بصرف النظر عن اسم الشخص الموجود في قصر الاتحادية كما زاد بالتأكيد على أنه يرفض "شق الصف الوطني".

ويرجع مقربون من صباحي هذا التذبذب إلى خوفه من تدهور شعبيته إذا أقدم على تحدي السيسي ورغبته في الابقاء على الباب موارباً أمام أي "صفقة" محتملة مع السيسي لضمان منحه دور قيادي في النظام الجديد. ولا يستطيع المراقب أن يستبعد هذا السيناريو على خلفية الاتفاق الايديولوجي الكبير بين الرجلين فكلاهما له توجهات ناصرية ويؤمن بالاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية كما أن حمدين صباحي سوف يكون واجهة "ثورية" جيدة لتجربة السيسي الرئاسية.

والمؤكد أن هذا السيناريو يظل قائماً حال ترشح صباحي أمام السيسي، حيث أن الأفضل للسيسي أن يجد أمامه منافسين يتمتعون جماهيريه من أجل اضفاء نوع من المصداقية على الانتخابات الرئاسية نفسها، وليس غريباً أن يسعى الفائز إلى الاستعانة بخصمه في موقع مهم على غرار ما فعله أوباما في فترته الرئاسية الأولى حين استعان بمنافسته الرئيسية هيلاري كلنتون وأتى بها على رأس الخارجية الأمريكية.

وإذا كان موسى قد هاجم حمدين بشكل غير مباشر حين ألمح إلى أنه لا يعيش على أرض الواقع ولا يزال أسير حلم استعادة الستينيات وعبد الناصر، فإن صباحي لم يقف مكتوف الأيدي مؤكداً أن "الشعب لن يقبل بعودة رموز مبارك إلى الحكم مجدداً لاسيما من تسامحوا مع مشروع توريث الحكم" في إشارة إلى موسى الذي كان على رأس الخارجية المصرية وله تصريح شهير أعرب فيه عن عدم ممانعته لترشح جمال نجل الرئيس الأسبق مبارك لرئاسة الجمهورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com