محلل إسرائيلي: "الجهاديون اليهود" نسخة من "داعش"
محلل إسرائيلي: "الجهاديون اليهود" نسخة من "داعش"محلل إسرائيلي: "الجهاديون اليهود" نسخة من "داعش"

محلل إسرائيلي: "الجهاديون اليهود" نسخة من "داعش"

يتحدث محللون إسرائيليون حاليا، عن مصطلح جديد مرتبط بالوعي المجتمعي لدى الإسرائيليين، يختلف عن مصطلح "الإرهاب اليهودي"، ظهر مؤخرا بشكل ملحوظ في مقالات الرأي والأعمدة الصحفية، على خلفية واقعة حرق الرضيع الفلسطيني "علي دوابشة"، مطلقين عليه إسم "الجهاد اليهودي".

ولفت محللون إسرائيليون، إلى أن الحديث يجري عن النسخة اليهودية من فكر تنظيم "داعش"، محذرين من أن أعداد من يؤمنون بالفكر الجهادي اليهودي مازال محدودا، ولكنه يكفي لإشعال الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وربما يجر العالم العربي بأسره إلى توتر غير مسبوق مع إسرائيل.

محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، قال إن "هناك قاسم مشترك بين حرق الطفل الفلسطيني الجمعة الماضية، وطعن الفتاة الإسرائيلية في مسيرة المثليين ما أدى إلى مقتلها قبل يومين، وقبلها طعن إسرائيلي آخر في مسيرة للمثليين أيضا، فضلا عن حرق كنيسة الخبز والسمك الشهر الماضي، وهو أن الحديث يجري عن جهاد يهودي، وإعتقاد البعض أنهم يطبقون شريعة الله على الأرض، تماما مثلما يحدث بالنسبة للمتطرفين في العالم الإسلامي".

وأشار بن يشاي إلى أن تلك الحوادث لا تعبر عن مجرد أفكار تحض على الكراهية فقط، وأن الحديث يجري عن "إرهاب ديني يهودي أصولي، يتبناه أشخاص يرون في أنفسهم يد الله على الأرض، ولكن الفارق هو أن هذا الجهاد اليهودي لم يتحول بعد إلى إرهاب جماعي مثلما يحدث حاليا في العالم العربي".

وأوضح المحلل الإسرائيلي، أنه على الرغم من قلة أعداد من يتبعون الفكر الجهادي اليهودي، ولكن بلدا صغيرا مثل إسرائيل، لا يتحمل حتى وجود العشرات من أصحاب هذه الميول.

وبين أن إسرائيل "تعيش في الأساس على فوهة بركان، قد ينفجر في أي لحظة"، مضيفا أن استشراء هذه الظاهرة قد يعني انقساما حادا في المجتمع الإسرائيلي وتفككه من الداخل، وربما اشتعال حرب مع جيران إسرائيل من الفلسطينيين والمسلمين جميعا.

وذكر بن يشاي، إن المتطرفين اليهود إبان "التمرد الأعظم" ضد الرومان العام 66 ميلادية، تسبب في خراب الكيان السياسي والديني اليهودي، محذرا من أن الظروف الحالية مماثلة.

وفسر ذلك بأنه "من الخطأ الظن بأن الحديث يجري عن حفنة من المختلين عقليا، وأن غالبية الإرهابيين اليهود لديهم فكر، ومن الصعب إدانتهم أمام المحاكم، لأنهم يمتلكون أساليب شيطانية لطمس الأدلة".

وقال بن يشاي، إن سلطات إنفاذ القانون والكنيست والمحاكم، غير قادرة على التعامل مع الإرهابيين اليهود، وأنه لو كانت تلك المؤسسات تتعامل مع الإرهاب اليهودي مثلما تعاملت مع الإرهاب العربي، لكان من الممكن منع غالبية أعمال القتل والحرق التي تمت مؤخرا.

وضرب المحلل الإسرائيلي مثالا بعصابات "تاج محير" والتي تعني بالعربية "تدفيع الثمن"، قائلا إن "السلطات الإسرائيلية كانت قادرة على وضعهم في السجون لسنوات طويلة، إعتمادا على قرارات الإعتقال الإداري، تماما مثلما تفعل مع الفسطينيين، حين لا تكون هناك أدلة كافية لإيداعهم السجون عبر حكم قضائي.

وأضاف أنه لو كانت السلطات الإسرائيلية قد "عاقبت الحاخامات الذين يوفرون للإرهابيين الغطاء الديني، ويشجعون روح الجهاد اليهودي بداخلهم، لكانت أعدادهم في تراجع".

وحمل بن يشاي، الحكومة، المسئولية عن ترسيخ نزعات التطرف في التعليم الديني، عبر ضخ ميزانيات سخية مقابل التأييد السياسي من الأحزاب الدينية، مطالبا بتقليص تلك الميزانيات المخصصة للمدارس الدينية، التي تحرض على الجهاد اليهودي، ووضع شروط أمام هذه القطاعات قبل الإغداق عليهم بالأموال.

وطالب المحلل الإسرائيلي، بتغيير قواعد قوانين الطوارىء، لتشمل الجهاديين اليهود، لأن أفكارهم مماثلة لأفكار الجهاديين الإسلاميين ولمنهج "داعش".

وأضاف أنه "على جميع السياسيين الإسرائيليين من كافة التيارات التصدي للفكر الأصولي اليهودي، لأن كل فلسطيني سيقتل سيكون وقودا لفوضى لا تحمد عقباها".

واختتم بن يشاي حديثه، بأنه "ينبغي الإفتراض بأن من حرقوا كنيسة الخبز والسمك في طبريا، هم من حرقوا الرضيع في قرية دوما، وهم من طعنوا المثليين في المسيرات، كما أنهم من سيشعلون الحرب مع الفلسطينيين والعالم الإسلامي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com