"حنظلة" يتجوّل في باحات المسجد الأقصى
"حنظلة" يتجوّل في باحات المسجد الأقصى"حنظلة" يتجوّل في باحات المسجد الأقصى

"حنظلة" يتجوّل في باحات المسجد الأقصى

أدار ظهره للعالم منذ ولادته وعاش بعمر العشر سنوات ولم يدر لنا وجهه البتة، وها هو اليوم يتجول في باحات الأقصى، يقف أمام قبة الصخرة وعلى أبواب المسجد، ويجلس على أسواره مديرا لنا ظهره أيضاً.

"حنظلة" الشخصية التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، حتى أصبح بمثابة توقيعا له ورمزاً للهوية الفلسطينية، ألهمت الصحفية فاطمة بكري في فكرتها ومبادرتها، بأن تمسك بـ"حنظلة" وتتجول معه في الأقصى.

وتقول بكري: "بعد أن كنت متواجدة يوم الأحد الماضي في الأقصى في ذكرى مايسمى (خراب الهيكل)، للتغطية الصحفية وحصلت مواجهات بين المستوطنين وجنود الاحتلال والمواطنين والمرابطين في الأقصى، حينها أتتني الفكرة".

وتتابع حديثها لـ"إرم"، " لم أصدق كيف من الممكن أن يتجول وزير الإسكان الإسرائيلي بهذه الطريقة في باحات الأقصى، وأن يكون المدافع الأول عن المسجد الأقصى هنّ النساء، في تلك اللحظة تذكرت وجه حنظلة، وتذكرت لماذا لم يرينا وجهه وظل بعمر 10 سنوات، يوم هُجّر ناجي العلي من بلدة الشجرة إلى مخيمات اللجوء في لبنان، مشاهد متتابعة كانت تتوارد إلى عقلي، منها تدنيس المسجد الأقصى ومواجهات بداخل المسجد وضرب النساء والاعتقالات بالجملة، منذ تلك اللحظة عدت لرسومات ناجي العلي فكانت تتكلم عن واقعنا اليوم بحذافيره".

وتشير بكري إلى أنها شعرت في تلك اللحظة بأنها "حنظلة"، "بالفعل كان عمري 10 سنوات وكنت أرافق جدي إلى المسجد الأقصى ولم أكن أرى أي يهودي يتجرأ على دخول الحرم القدسي".

وتؤكد أنها تريد العودة إلى عمر العشرة سنوات، وأن تحتفظ بذكرياتها في القدس، ورائحتها الفسطينية العربية كما كانت.

وتقول بكري "إن الفلسطينيين يتمنون ألا يكبروا بالعمر عن عشرة سنوات كـ"حنظلة" حتى يتمكنوا من دخول القدس ويسمح لهم بزيارة الأقصى دون إذن أو تصريح".

وتشدد على أن "حنظلة" وبرغم سنه الصغير كان لديه عقلٌ يدرك أهمية أن لا تكون الفصائل الفلسطينية على ما هي عليه اليوم، "كان يدرك تماما أن مخيمات اللجوء والقدس يلزمها شعب بلا ألوان، وماوصلنا إليه اليوم هو الأسوأ، وهو عندما أصبحنا نرى الفصائل الفلسطينية تتنازع لرفع رايتها الخاصة مبتعدين عما يسمى أرض الحلم والوطن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com