أربع قمم..الأهم بينها
أربع قمم..الأهم بينهاأربع قمم..الأهم بينها

أربع قمم..الأهم بينها

فهد الخيطان

يشهد الأردن الأسبوع المقبل حدثا مهما، صار معروفا للجميع، ألا وهو القمة العربية. لا أعلم إن كان وصفها بالمهم هو التعبير الدقيق، لكن أيا يكن الوصف، فإننا لن نختلف في المقابل على وصف القمم الثلاث التي تلي القمة العربية بالمهمة.

بعد أيام قليلة على الحدث العربي في عمان ستشهد واشنطن ثلاثة اجتماعات للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ليس وفق الترتيب المذكور، فحتى الآن تحدد بشكل رسمي موعد اجتماع السيسي وترامب في الثالث من نيسان (أبريل) المقبل حسب بيان للبيت الأبيض، وقريبا ستعلن مواعيد اجتماعات الملك وعباس مع ترامب.

كان جلالة الملك قد قام بزيارة خاطفة، وصفت بالاستكشافية، لواشنطن بعيد تولي ترامب مسؤولياته، تركت أثرا ملموسا على طريقة تفكير فريق ترامب حيال قضايا المنطقة، تبعها باتصالات مكثفة مع أركان الإدارة وترامب شخصيا، ساهمت إلى حد كبير في فتح خطوط الاتصال بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية، وخدمت مصر دون شك.

القمم الثلاث مهمة جدا حسب اعتقادي، لأنها تأتي في وقت بدأت فيه ملامح النهج الأميركي تجاه قضايا المنطقة تتضح بعض الشيء. وثمة تسريبات عن أفكار أميركية ناضجة حول ملف التسوية مع إسرائيل، وخطة عمليات عسكرية للتعامل مع تهديد الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، وأبعد من ذلك خطوط عامة حول رؤية إدارة ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، ومكانتها في السياسة المستقبلية لواشنطن.

وفي المستوى نفسه، للأردن جدول أعمال طويل للاجتماعات مع ترامب وأركان إدارته؛ المساعدات الاقتصادية والعسكرية للسنوات الثلاث المقبلة، والتعاون الثنائي الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب. الأردن مهتم جدا بمعرفة الخطط الأميركية في سورية، ليس على الجانب المتعلق بمحاربة الإرهاب، بل  مستقبل الحل السياسي للأزمة السورية. كل العواصم الإقليمية والدولية، وبالأخص موسكو، لا تعرف بعد توجهات الإدارة الأميركية لمرحلة ما بعد "داعش"، والموقف من النظام السوري، وعملية جنيف.

الأردن معني، مثل موسكو وأكثر، لفهم سياسة واشنطن في سورية، وكيفية التعامل مع التحديات على الجبهة الجنوبية، التي تشكل مصدر تهديد الأمن الأردني.

السيسي لديه شبكات مصالح متشعبة مع واشنطن، وحسابات خاصة فيما يجاور مصر من مصادر تهديد كالوضع في ليبيا.

أبو مازن يذهب بشغف كبير لمعرفة مضمون الأفكار الأميركية للحل مع إسرائيل، وماهية الصفقة التي يتطلع ترامب لإبرامها مع طرفي النزاع، ومدى جدية واشنطن في الدعوة لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، يضع نهاية للصراع، وأية نهاية يفكر فيها ترامب.

الملك سيذهب هذه المرة لواشنطن ليس بصفته زعيما عربيا مؤثرا فحسب، بل رئيسا للقمة العربية، يحمل تفويضا من الزعماء للتحدث باسم كل العرب، ناهيك عن كونه ملكا لدولة معنية قبل غيرها بملفات الشرق الأوسط كلها، وشريكا فاعلا في الحرب على الإرهاب.

بعد بروتوكولات قمة عمان، الأنظار ستتجه إلى واشنطن لعلنا نعرف ماذا سيحدث في الشرق الأوسط!

الغد

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com