النشرة
النشرةالنشرة

النشرة

سمير عطا الله


يتقاضى رئيس تحرير الأخبار في «فوكس نيوز» 29 مليون دولار في العام. لماذا؟ لأنه أكثر من يعرف كيف «ينقم» حياة الأميركيين. ما إن يجلسوا إلى العشاء حتى يندفع على رؤوسهم بالمشهيات: زلزال في هايتي، الفيضان السنوي في بنغلاديش، مؤتمر صحافي لباراك أوباما عض فيه على شفته السفلى 72 مرة.


كان نجوم السينما في الماضي، في السينما، والآن هم في نشرة الأخبار. كريستيان أمانبور أشهر من نيكول كيدمان. والجمهور المصري لم يعد يحركه الزعماء بل المذيعون. ولا الخطاب الحزبي الذي لم يعد له وجود، بل «الخطاب» الإخباري. والتظاهرات تخرج إما من أمام مبنى التلفزيون أو عليه. والتظاهرة التي تحاصر هيلاري كلينتون في الفندق دعا إليها مذيع، وليس سياسي أو حركة تضامن.


دخلت النشرة حياتنا على نحو مرضي. جعلتنا نفقد حاسة الجمال والطيبة. عودتنا أن نتفرد على انهيار العالم العربي. تبلدنا وصرنا لا نرضى بعدد محدود من قتلى النهار في سوريا أو العراق أو غزة. وصارت الفاكهة اليومية أخبار مصر على «الجزيرة»، حيث تبحث الكاميرا في الأزقة المعتمة عن خمسة متظاهرين لا يزالون يبحثون بدورهم عن الدكتور مرسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com