مصري وإسرائيلية.. وبينهما شموع المفاجآت
مصري وإسرائيلية.. وبينهما شموع المفاجآتمصري وإسرائيلية.. وبينهما شموع المفاجآت

مصري وإسرائيلية.. وبينهما شموع المفاجآت

غادة خليل

حدث هذا منذ سنوات بعيدة مضت... كنت على متن باخرة متجهة من إيطاليا إلى اليونان. وبينما أنا في لحظة شرود، فوجئت بفتاة آية في الجمال وأسطوره في الرقة ومرجع في الأناقة تجلس إلى جواري. أتذكر حتى اليوم قوامها الممشوق كالقد المياس الذي كانت تتراقص الأرض من تحته على وقع خطواتها، وشعرها الأسود الحالك وعيناها العسليتان الواسعتان.

ونظرا لأن كلانا كنا "عزاب" والرحلة كانت طويلة أخذنا في تبادل الحديث والضحكات، فقد كان كل منا بحاجه إلى من يسليه لقتل ساعات السفر.

ومن الحديث علمت أنها أول زيارة تقوم بها لليونان، وبحكم أني أعرف اليونان "شبر شبر" - بسبب عملي بالبحرية التجارية - اتفقت معها أني ساكون مرشدها السياحي وسأرافقها أينما تشاء، فكنت في ذلك الوقت أبحث عن أي حجة تضمن لي مزيد من الأيام بصحبة الحسناء الفاتنة.

بدأت أمنّي نفسي بمغامرة "طائشة" مع فتاتي الجميلة والرقيقة، ودعوتها إلى العشاء على ضوء الشموع وتحت نور القمر، وما أن بدأنا نسترسل في الحديث إلا وأخبرتني أنها يهودية من إسرائيل، فجن جنوني، خاصة أن تلك القصة وقعت قبل حرب ١٩٧٣ بأيام.

غضبت جدا من نفسي وتغير نغم الحديث وانسحبت تماما من المشهد حتى وصلت الباخرة في صباح اليوم الثاني، و كأن كلام الليل فعلا "زي الزبدة… تطلع عليه شمس النهار يسيح".

القصة سالفة الذكر بعث بها لي أحد الأصدقاء -وكانت جزء من سيل من التعليقات والرسائل والتفاعلات التي انهمرت علي تباعا للمقال الذي كتبته الأسبوع الماضي حول الإسرائيلية التي وجدتها "من غير إحم ولا دستور" في بيتي، يبدو أنني لمست وترا غاية في الحساسية عندما تحدثت عن هذه الواقعة التي لا تنسى.

والمدهش أن البعض التبس عليه الأمر لدى مطالعتة الصورة المنشورة مع المقال في موقع إرم حيث ظنوا أنها الفتاة الإسرائيلية بطلة القصة بينما هي صورة الوزيرة التونسية أمال كربول التي قدمت استقالتها بعد اتهامات عنيفة بالتطبيع طالتها مؤخرا.

البعض الآخر غابت عنه دلالة كتاب "يهودية طليطلة" الذي أهدتني إياه الفتاة الإسرائيلة كوردة مسمومة، وهو بالمناسبة رواية للكاتب الألماني ليون فوتشوانجرو تدور أحداثها حول قصة حب وقعت في القرن الثاني عشر بين الملك ألفونسو الثامن وإمرأة يهودية تدعى "راكيل" كانت تعيش في مدينة طليطلة الإسبانية، حيث كان لها تأثير عليه يشبه تأثير "هيام" على "السلطان سليمان القانوني" في مسلسل حريم السلطان.

اللهم بلغت…اللهم فاشهد

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com