حكاية السيسي المحظوظ مع الحجاج بن يوسف الثقفي
حكاية السيسي المحظوظ مع الحجاج بن يوسف الثقفيحكاية السيسي المحظوظ مع الحجاج بن يوسف الثقفي

حكاية السيسي المحظوظ مع الحجاج بن يوسف الثقفي

محمد سناجلة

ربما لا يوجد رجل أكثر حظا وأكثر تقدما وسرعة في ارتقاء المناصب من المشير عبدالفتاح السيسي "الرئيس المقبل" لمصر المحروسة.

ففي أقل من عام ونصف تمت ترقية الرجل أربع مرات تقلد فيها أهم المناصب في أرض الكنانة، علما أنه كان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية سنا حيث كان محبوبا ومحظيا عند الرئيس المخلوع حسني مبارك وعينه فيه عام 2010.

وحظي بعدها برضى الرئيس المعزول محمد مرسي الذي أصدر قرارا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول، وبتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي في شهر أغسطس 2012.

ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى عزل السيسي مرسي بعد مظاهرات شعبية عارمة ليصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد، وذلك في شهر يوليو 2013.

ويوم أمس 1/27 /2014 فقط قام الرئيس المؤقت عدلي منصور بترقيته لرتبة مشير، وهي أعلى رتبة عسكرية في مصر، وفي نفس اليوم رشحه المجلس العسكري للرئاسة، ولن تمضي سوى أشهر قليلة حتى يصبح الرئيس السادس للأمة المصرية.

هل يوجد حظ أكثر من هذا؟ والله كأن أمه داعيتله ليلة القدر.

لكن مهلا هل الأمر مجرد حظ أم هي محبة المصريين وعواطفهم الجياشة، فهم أذا أحبوا...أحبوا حتى نخاع العظم، وإن كرهوا...كرهوا حتى آخر قطرة دم!

قال الحجاج بن يوسف الثقفي في وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب: "لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب... و لايغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتق غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم".

وحين نستعرض التاريخ القديم والحديث نجد كم كان صادقا ومصيبا ذلك الحجاج الثقفي. فالمصريون هم أول من ثار على الخليفة عثمان بن عفان (ر.ض)، وكرهوه كرها شديدا ولم يتركوه إلا قتيلا مجندلا بدمه تبكي عليه نساؤه.

وهم –قبل العراقيين بكثير- أول من أحب علي بن أبي طالب (ر.ض)، ولم يتركوه إلا والتاج على رأسه أميرا للمؤمنين.

وفي التاريخ الحديث صبروا على حسني مبارك وظلمه ردحا كبيرا من الزمان حتى كرهوه، فلم يتركوه حتى خلعوه ثم سجنوه، وكرهوا بعده أول رئيس منتخب في تاريخهم محمد مرسي فلم يتركوه حتى عزلوه وألحقوه بحسني في سجنه.

وها هم اليوم يحبون السيسي حبا جما، ومن الواضح أنهم لن يتركوه حتى يتوجوه ملكا... لكن أخشى ما أخشاه أن لا يتم أمر السيسي المحظوظ، فحب المصريين أيضا مخدوش ولم يتوجوا ملكا في فتنة إلا انتهى قتيلا من علي بن أبي طالب وحتى ....................!!

--------------

لمتابعة الكاتب:

Facebook: /mohammad.sanajleh

Twitter: @sanajleh

Email: m.sanajleh@eremnews.com

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com