لعبة الانتخابات في مصر
لعبة الانتخابات في مصرلعبة الانتخابات في مصر

لعبة الانتخابات في مصر

جيهان الغرباوي

• كيف تدار(لعبة الانتخابات) في مصر؟ سؤال حاول الاجابة عنه بحث علمي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري،

تحت عنوان :

"العوامل المؤثرة في السلوك الانتخابي في مصر

و ارتفاع شعارات سياسية إسلامية "

البحث تعامل مع عينة اجمالية من 350 مواطن مسلم ممن شاركوا في اخر انتخابات برلمانية، و تم سؤالهم جميعا وجها لوجه باستخدام استمارة استبيان.

لقياس مدى ثأثير العوامل المختلفة بما في ذلك الدين على السلوك الانتخابي المصري.

واخيرا كشفت النتائج عن قائمة لأهم واقوى المؤثرات في سلوك الناخب المصري:

1- تأثير الأحداث الشخصية المرتبطة بالمرشح لمقعد البرلمان، مثل انه ملتزم او غير ذلك ... محترم او عكس ذلك .. مرتبط بعلاقة نسائية مشبوهة او كتبت الصحافة عنه خبرا سلبيا او له صورة او قضية تمس او تتعارض مع الاداب والعرف في المجتمع. "مثل قضية البلكيمي وعملية تجميل الانف او ما اثير عن علاقته بالراقصة سما المصري او قضية الفعل الفاضح في الطريق العام للنائب السلفي وغيرها ... "

2- الانطباع الشخصي والنفسي الذي يتركه الناخب عند كل مرشح على حدى و هو امر عاطفي لا يعتمد على اسباب منطقية او عقلانية في الغالب فقد يذكرك مرشح ما بصورة والدك او اخيك او صديق عزيز إلى قلبك وقد يذكرك مرشح اخر بصورة شخص تكرهه او لك معه تجارب سيئة.

3- تأثير الأحداث الجارية المحيطة بالعملية الانتخابية مثل انقلاب قطار او وقوع قتلى في مظاهرات او ارتفاع اسعار في سلع اساسية او مثل ذلك.

4- برنامج المرشح واهتمامه وموقفه من القضايا والسياسات التي تهم الناخب وتمس حياته.

5- التأثير العاطفي للمعتقدات الدينية.

6- وسائل الإعلام .. و قد كشف البحث انها على مستوى عال من الأهمية، سواء كان اعلاما غير مدفوع او دعاية مباشرة مدفوعة الاجر، مع العلم بأ ن الإعلام غير المدفوع مثل مقالات الرأي في الصحف او تعليقات المشاهير و النخبة في برامج التليفزيون كانت اعمق واعلى في تأثيرها من غيرها.

7- احساس الناخب بأهمية الانتخابات يزيد من رغبته في المشاركة كي يكون مؤثرا في مجرى الاحداث.

8- تأثير الأسرة والأصدقاء المحيطين بالناخب جاء ضعيفا للغاية وشبه منعدم .. في مفاجئة قد تكون مؤشرا خطيرا على انفراط عقد الأسرة المصرية و ضعف الترابط الأسري في السنوات الاخيرة مقارنة بما كنا نعرفه عن الأسرة المصرية التقليدية وبيت العائلة الكبير والدفئ الذي تتميز به العلاقات الانسانية في البيت المصرى تحديدا، ولكن يبدو ان الامر تغير عن ذي قبل، وقد يستحق ذلك في حد ذاته وقفة و دراسة منفردة!

• ويصل البحث لمحطة التوصيات كالتالي:

بعد ثورات الربيع العربي ازدهرت عملية

(التسويق السياسي) و أصبحت أداة هامة، اظهر البحث كيف استخدمها الإسلاميون لعمل شعارات سياسية وللوصول إلى ناخبيهم والتأثير في قرارهم.

• وهنا تضيف الدكتورة داليا فراج صاحبة الدراسة قولها :

دائما اقول للطلبة في محاضرات التسويق .. تذكر واحذر

( consumer is not your mum ! )

أي ان المستهلك ليس امك .. والناخب كذلك، في عملية التسويق السياسي لا تتوقع من الناخب ان يتصرف مثل الست والدتك بمعنى انه ليس مضطرا كي يتحملك ويسامحك مهما تكن اخطائك!

الناخب سيصدقك مرة او مرتين على الاكثر، وبعدها ان خنت توقعاته ولم تقدم له اي خدمة ولم تفي له بأي وعد، فثق انه في المرة القادمة لن يشتريك ولن يختارك او يعطيك صوته ..

شعار الحزب يجب التعامل معه مثل اي ماركة تجارية في السوق، فالمستهلك حين يرى (علامة تجارية ما) يتوقع خدمة ومعنى ووعد، وبناء على ذلك يشتري ويدفع ليحصل على كل ذلك معا .. وهنا توجد ثلاث احتمالات:

ان لم يفي المرشح بوعده ولم يحصل الناخب على ما يتوقعه شعر بالاحباط وخيبة الامل

و ان حصل الناخب على الخدمة التى يتوقعها شعر بالرضا ، وهنا يكون الحزب وفيا ومرضيا ..

وان حصل على اكثر مما يتوقع شعر بالابتهاج وهنا يكون الحزب مبهجا.

وبشكل علمي لا يوجد في مصر حتى الآن اي حزب سياسي مبهج !

لكننا نبحث عن رضا المستهلك او الناخب ونحذر ان يعول المرشحون على شعار الحزب او ما قد يوحى به من مشاعر دينية تمس اوتارا عاطفية، لان ذلك لن يفلح ولن ينقذه في كل مرة ..

كذلك نحذر من التسويق السياسي في دور العبادة، مثل توجيه رأي الناخب عبر خطب المساجد، فهو اسلوب غير شرعي و يتنافى مع الشريعة لقوله تعالى ( انما المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا ).

الاعتماد على العواطف الدينية دون وفاء بوعد او تقديم خدمة حقيقية تجارة بالدين، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وما نسميه (الولاء الاعمى) لماركة تجارية بعينها او لحزب وشعاره دون تفكير، لا يتكون الا بعد سنوات متوالية و تجارب متراكمة من النجاح، اما ان لم تكن تجربة الناخب ايجابية فسيشعر بالاحباط والخديعة وحتى لو كان الحزب ذو خلفية دينية لها تأثير عاطفي

( اخواني او سلفي ) سيخرج من لعبة الانتخابات خاسرا وربما يوصم بالتجارة بالدين .. و يقول المصريين في المثل الشعبي

( اسمع كلامك اصدقك .. اشوف امورك استعجب ) !!!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com