ومخابرات إسرائيل إذا تمردت
ومخابرات إسرائيل إذا تمردتومخابرات إسرائيل إذا تمردت

ومخابرات إسرائيل إذا تمردت

إميل أمين

هل تعيش إسرائيل تهديدا وجوديا لا حدوديا في الأعوام الأخيرة؟



يمكن "لعاموس يدلين" مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا أن يجادل بأن داعش لا تشكل تهديدا حقيقيا لأمن إسرائيل على المدي القريب، على أساس أن داعش ينشط على بعد مئات الكيلو مترات من الحدود الإسرائيلية، لكنه لا يستطيع أن ينكر وجود تهديد حقيقي لدولة إسرائيل من داخلها، تهديد يكاد عما قريب يضحي وجودي لا حدودي.


هل أتاكم حديث الفرقة "8200"... استخبارات عسكرية "في الجيش الإسرائيلي؟ إنها الوحدة التي تشكل جوهر جهاز المخابرات الرئيسي في الجيش، وهي أكبر وحدة كذلك، ومسؤولة عن جمع كل إشارة مخابرات للجيش، بما في ذلك المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية، ورسائل البريد الالكتروني، وباختصار غير مخل، إنها تعادل وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA، مع الفارق في الإمكانيات، وإن بقيت العلاقة قائمة بين الطرفين.. ما الذي يستدعي الحديث عن الفرقة 8200 استخبارات هذه الأيام؟

حدث نهار الجمعة الفائت أن أصدر ثلاثة وثلاثون من جنود الاحتياط، و10 ضباط احتياط غالبيتهم ينحدرون من الوحدة 8200 من استخبارات الجيش الإسرائيلي، رسالة علنية يعربون فيها عن رفضهم المشاركة في أي عمل يهدف إلى الحاق الأذى بالسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية... هل يصدق هذا البيان؟

هل هناك بعد في إسرائيل ركب لم تجثو لبعل فكر القوة والسطوة الإسرائيلي، المدعوم بالآليات العسكرية، وصولا إلى الأسلحة النووية برا وبحراً؟

يبدو أن ذلك كذلك بالفعل، وآية ذلك أن ضمائر هؤلاء الجنود والضباط لم تعد تحتمل أو تطيق صبرا على المعاملة الوحشية التى يلقاها سكان الضفة من الجيش الإسرائيلي.

في الرسالة - البيان التي أرسلت إلى كل من نتنياهو رئيس الوزراء، وبيني جانتس رئيس الأركان، عطفا على رئيس الاستخبارات العسكرية، بدأ واضحا أن هؤلاء قد أصابتهم انتكاسة نفسية حادة، بسبب إدراكهم الواضح لما تسببت فيه معلوماتهم، من مذابح للفلسطينيين في الضفة، تلك المعلومات التى استخدمت عمدا كأداة للسيطرة على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وتحريض سكان الضفة ضد بعضهم البعض، بعد أن باتوا مكشوفين كليا لجهود التجسس والمراقبة، للمخابرات الإسرائيلية.

خلاصة رسالة أعضاء "الفرقة 8200 استخبارات، هي "أننا غير قادرين أخلاقيا، على العمل في مثل هذا النظام.

المفارقة الكبرى التى تجري اليوم في الداخل الإسرائيلي، تتصل بزيف القوة والاستناد عليها والارتكان إلى السلاح مرة وإلي الأبد، في الوقت الذي تزداد الهجرة العكسية من داخل إسرائيل إلي خارجها، وتستيقظ ضمائر جنود وضباط أهم وحدة في الجيش الإسرائيلي، تجاه أصحاب الأرض الأصليين من الشعب الفلسطيني الصابر الصامد.

في الأسابيع الماضية استقبل ميناء حيفا، أحدث أسلحة البحرية الإسرائيلية، المستوردة من ألمانيا، انها الغواصة "التنين" التي يمكن أن تحمل إضافة إلى الصواريخ التقليدية، صواريخ نووية... لكن من يضمن لقادة إسرائيل إلا تشتعل رؤوس القائمين عليها في المستقبل ببعض من أفكار العدالة الإنسانية، التي ترفض استخدامها في قصف المدنيين الأبرياء، سواء في الضفة، أو في غيرها من دول إقليم البحر الأبيض المتوسط؟.

لم يوصف بعد أحد ما داخل إسرائيل ما إذا كانت رسالة الفرقة 8200 استخبارات نوع من أنواع التمرد العسكري أم لا، لكن يبدو أن هناك تناغماً بين تيارات سياسية وجنود الفرقة المذكورة، يشي بأن إسرائيل تعيش بالفعل أزمة وجود لا حدود.

ثلاثة عناوين زلزلت إسرائيل من الداخل الأيام الماضية الأول للكاتب والصحافي الأمريكي "كلايتون سويشر" الذي أشار عبر صحيفة "الهافينجتون بوست" الأمريكية إلى أن "اضمحلال إسرائيل مسألة وقت" ، في حين أشار الصحافي والمخرج السينمائي الإسرائيلي "سيمحا جاكوبفنتشي" عبر صفحات تايمز أوف إسرائيل إلى أن "العد التنازلي" لتدمير إسرائيل ماض قدما"، فيما تنبأ ناشط السلام الإسرائيلي "ميشيل فارشافسكي" الداع بأن إسرائيل تنزلق في طريق الفاشية.

حتى متى تستطيع إسرائيل البقاء على حد السيف".. هكذا صرخ ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل في زمن حرب الأيام الستة، في مواجهة جنرالات الجيش... اليوم يصرخ الجنود والضباط، وغدا الجنرالات في وجه سياسي إسرائيل... ما ينتظر إسرائيل تهديد وجود لا حدود، وتخطئ تل أبيب كثيرا ان لم تقرأ معناه ومبناه في الحال والاستقبال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com