انتصر جنوب اليمن وفشل سياسيوه في استثمار النصر
قاسم عبدالرب صالح العفيف
تمكن الجنوب بفضل مقاومته الباسلة، ودعم قوات التحالف العربي من تحقيق نصر ساحق على قوات الغزو "الحوفاشي" في وقت قياسي لم يكن بالحسبان، حيث ان توازن القوى بين الطرفين كان مختلا من حيث العدة والعتاد والكثافة النارية لصالح الغزو، حيث لم يمتلك المقاومون الجنوبيون غير أسلحتهم الشخصية الخفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة مقارنة بما كان يملكه التحالف الحوثي من ترسانة الجيش اليمني الهائلة وكانت الإرادة الفولاذية لشعب الجنوب ومقاومته وإيمانها في حقها في الدفاع عن الأرض والعرض والدين قوية وحاسمة .
اليوم و بعد مرور شهور على النصر المؤزر كان يفترض ان تتداعى كل القوى الجنوبية من مقاومة ومكونات حراكية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي وكل الفعاليات السياسية الجنوبية إلى تشكيل عامل سياسي متوافق عليه لتعزيز الانتصار على الأرض وإدارة المناطق المحررة وتمثيل الجنوب في أية مفاوضات كندٍ أساس في العملية السياسية القادمة .
والآن وقبل فوات الاوان يتطلب الإسراع في تأطير الشتات السياسي الجنوبي في قيادة جنوبية توافقية مؤقتة هدفها إدارة هذه المرحلة الحساسة وتقديم نفسها للتحالف العربي والأمم المتحدة كممثل لإرادة شعب الجنوب في استعادة حقه الأساس، وذلك وفاء لتضحيات الشهداء ولمعاناة شعب قدّم الكثير من أجل استرداد حريته ، وحقه في الحياة في ظل دولته وكيانه السياسي .
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز
