وعلى لقمة الفقير اقترعوا...
وعلى لقمة الفقير اقترعوا...وعلى لقمة الفقير اقترعوا...

وعلى لقمة الفقير اقترعوا...

مارلين خليفة

أشبع النوّاب اللبنانيون سلسلة الرّتب والرواتب الخاصة بالقطاعين العام والخاص دراسة، وتعني السلسلة زيادة المعيشة لفئات الموظفين، وبعد عامين لم يتوصل النواب من الكتل النيابية كافّة إلى إقرار السلسلة، فارتفعت أصوات الأساتذة والموظفين في الشوارع.



واتخذ الأساتذة من مقاطعة الامتحانات الرسمية ورقة ضغط في يدهم، فما كان من وزير التربية الياس أبو صعب المنضوي في تكتّل العماد ميشال عون إلا أن حاول خرق صفوفهم وشقها بعدما تراجع عن وعوده لهم.


إنها حرب معيشية فيها كرّ وفرّ لا تنتهي بين الشعب الفقير وبين طبقة سياسية مترهلة وفاحشة الثراء جلّها من رجال الأعمال والمتمولين والمصرفيين الذين لا يتفقون على شيء إلا على سحب اللقمة من أفواه الفقراء.. .ويشمل هؤلاء السواد الأعظم من اللبنانيين.


بالأمس، حملت سيّدة لبنانية يافطة كتبت عليها راتب زوجها الأستاذ منذ 20 عاما وهو لا يتجاوز الـ742 دولار أميركي شهريا، تدفع منها أم الأولاد الثلاثة 400 دولار أميركي إيجار منزل...كانت هذه السيدة تصرخ عاليا وتسأل المسؤولين: فليقولوا لنا كيف يمكن للواحد منهم أن يعيش بهذا المبلغ الزهيد؟


بالطبع لم تحصل السيدة على جواب، ومثلها الكثير من موظفي القطاعين العام والخاص الذين يفنون زهرة شبابهم في خدمة مؤسسات لا تقيهم شرّ العوز لا في أثناء عملهم ولا عند نهاية الخدمة.


بالأمس توحّد الأضداد لنسف الجلسة التشريعية الخاصة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب: قاطع "تيار المستقبل" الجلسة ولم تخرق صفوفه إلا النائب بهية الحريري التي تدافع عن حقوق الأساتذة حتى النهاية، وتضامن مع "المستقبل" النائب وليد جنبلاط الذي لم يرسل إلا 4 من نوابه من أصل 11، أما "التيار الوطني الحرّ" فحضر وفي جعبة نوابه خطابين اثنين واحد للعلن وآخر تحت الطاولة وتعليمة واحدة هي مسايرة "تيار المستقبل" الى النهاية كرمى لعيون الكرسي الرئاسي الشاغر منذ 25 مايو الفائت، أما "حزب الله" وحركة "أمل" فحضرا.


وحدها حناجر الأساتذة كانت مجروحة في خارج قاعة البرلمان تصرخ طالبة الإنصاف من حيتان المال المتحلقين في برلمان فاقد للشرعية بسبب التمديد له من غير وجه حق...قرر معظم نوابه الاقتراع على لقمة الفقراء لكي يحافظوا على رخائهم على حساب حياة الآخرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com