كييف تسابق دمشق
كييف تسابق دمشقكييف تسابق دمشق

كييف تسابق دمشق

مارلين خليفة

فعوض تركيز الغرب ومعه روسيا على فضّ النزاع المسلّح في سوريا فإنه دوله تكبّ على الهدف ذاته لكن في أوكرانيا. مردّ ذلك إلى توتّر العلاقات الروسية الأميركية على خلفية الملف الأوكراني ما انعكس تجميدا للحلول السياسية في سوريا وأبرز ظواهر هذا الجمود معارضة أميركا لأي انعقاد وشيك لمؤتمر جنيف (3) واستقالة المبعوث الدولي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.

فأوكرانيا الدولة الأكبر مساحة في القارة الأوروبية والتي تتمتّع بموقع جيو-سياسي هام وتعتبر بوابة روسيا على دول شرقية عدة وبحكم غناها بالثروات مثل الغاز والنفط والمعادن والفحم الحجري والنحاس أعادت فتح جرح الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو على خلفية الشهية الغربية بجعل كييف تنضوي في حلف شمالي الأطلسي ما يلاقي معارضة حازمة من الكرملين بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.

تنعكس هذه الأزمة بشكل مباشر على المعالجة السياسية والدبلوماسية للأزمة السورية ليس من حيث تجميد الحوار السياسي فحسب، بل أيضا من حيث عودة التهديد الغربي المبطن بضربة عسكرية لسوريا في حال لم يتمّ إتلاف الاسلحة الكيميائية بشكل نهائي قبل 30 حزيران (يونيو) القادم، ما سيعيد طرح الموضوع أمام مجلس الأمن الدولي.

وكأنه لا ينقص سوريا تعقيداتها الجغرافية والديموغرافية والسياسية والإقليمية حتى تدخل غصبا عنها في دوامة توتر العلاقات الدولية بين قوتين عظمتين تتناحران حول الأمن الإستراتيجي لكليهما.

ويعتبر الروس بأن الأميركيين ومعهم الغرب في صدد هجوم نوعي على المصالح الروسية ومن فصوله تمدد "حلف الناتو" إلى أوكرانيا وما سبق ذلك من الثورة الوردية في جورجيا عام 2003 فالثورة البرتقالية في كييف عام 2004 بعدها "التآمر الغربي" في ليبيا الذي استخدم قرارا لمجلس الأمن الدولي لتشكيل غطاء لحملة عسكرية شنها حلف الأطلسي، وصولا إلى سوريا التي يفاوض الغرب الروسي على نظامها وزيادة نفوذ القوى المتطرفة كما يقول الروس.

في ظلّ هذه العقد المتراكمة ليس من أفق واضح للحرب السورية التي يبدو بأنها ستمتدّ أعواما طويلة وهذا ما أوحى به السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد الذي تحدث أثناء ندوة أميركية عن " تحوّل سوريا إلى فسيفساء من الكانتونات الطائفية المتحاربة وأن الاسد سيحافظ على ربع سوريا فيما تستولي الفصائل المتناحرة على الارباع الثلاثة الاخرى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com