القمة العربية .. واللغة العربية !!
القمة العربية .. واللغة العربية !!القمة العربية .. واللغة العربية !!

القمة العربية .. واللغة العربية !!

تابعت مؤتمر قمة العرب في الكويت، بمشاعر الإنسان المحبط من كثرة الهزائم التي مُنيت بها أمتي العربية !!..



وظروف العرب الراهنة بالغة السوء، بل إنها كارثية !! ..

وكنت خلال القمم العربية السابقة أتابعها بشعور الإنسان المدرك سلفاً بإنعدام جدواها !!.. فالكلمات المعلبة، والمكررة لدرجة تبعث على الملل، جعلتني أحجم لسنوات عن متابعتها !!..

ولكن في ظل ظروف ما يجري من كوارث على مساحات كبيرة في هذا الوطن العربي المنكوب بقيادات، بعضها غير جديرة بقيادة قطيع من الحيوانات، ولكنه – ويالسخرية القدر – يقود شعوباً هي بأمس الحاجة إلى قيادات شريفة، تضع مصلحة شعوبها وحريتها في سلم أولوياتها، ولكنها كما نرى في سوريا والعراق وغيرهما، يسِمون شعوبهم أقسى ما يتعرض له الإنسان من التنكيل والإضطهاد وسلب حقه بالحياة الكريمة!!.

هؤلاء القادة يلتقون في القمم العربية، مع قادة آخرين بعضهم تنطوي نفوسهم على نوايا حسنة تجاه شعوبهم بما يقومون به من تحسين أوضاعهم بتوزيع ريع خيرات البلاد عليهم على شكل خدمات تغطي معظم إحتياجاتهم.. ومع هذا فإن هذه الشعوب نجدها تطمح إلى المزيد من ممارسة حياتها السياسية القائمة على أساس من الديموقراطية والمشاركة الشعبية في قيادة اوطانهم.

• فهؤلاء وأولئك يجتمعون في مؤتمرات قممٍ، غير محددة بزمن !!.. بعضهم يحضرها على مضض !!.. والبعض الآخر لا يحضرها ويرسل من ينوب عنه !!.. وهناك من يحضرون كمجاملة للبلد الذي تعقد فيه هذه القمة !!.. وفي المحصلة النهائية لمعظم ما خرجت به قمم العرب ليست مخيبة للآمال فحسب وإنما جعلت الكوارث تزداد ما بين كل قمة وقمة يعقدونها !!.



ودعوني أقتبس لكم سطوراً من بيان قمة الكويت الختامي:

• نرحب بالإتفاق الموقع بين جمهورية جيبوتي ودولة أرتيريا تحت رعاية دولة قطر !!.

• نرحب بالتحسن المضطرد في عملية الإستقرار السياسي والأمني الذي تشهده جمهورية الصومال !!.



• نرحب بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة !!.

• نُعرب عن تضامننا مع الدولة الليبية ومساندتها لجهودها في الحفاظ على سيادتها !!.

• نؤكد على تضامننا الكامل مع الشعب السوري ونُعرب عن تأكيدنا التام لمطالبه المشروعة !!.

• ندعوا إلى إحترام الشرعية الوطنية الفلسطينية بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس !!.

• نستنكر التحديات التي تواجه أمتنا العربية !!.. إلخ .. إلخ .. إلخ ..!!



وكما هي العادة بدأ البيان الختامي بالتالي:

"نحن قادة الدول العربية المجتمعين في الدورة الخامسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الكويت .. نؤكد مجدداً إلتزامنا بما ورد في ميثاق جامعة الدول العربية، والمعاهدات والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول العربية الرامية إلى توطيد العلاقات العربية العربية!!.

وقد ورد في البيان أكثر من مرة ( لتعزيز التضامن العربي ) !!..( لتحقيق نهضة عربية شاملة )!!.


* * *

• بالله عليكم – يا عرب – هل ما ورد في البيان الختامي لقمة العرب قد جاء على واحد من المليون مما يجري في عالمنا العربي .. فالدماء تسيل !!.. والإحتقان الطائفي على أشده !!.. والمفخخات، والتفجيرات، ويكفي ما يجري في سوريا من جرائم لم تحدث في تاريخ الإنسانية !!.

ثم يرحب القادة العرب بإتفاق جيبوتي وإرتيريا !!.. يا لها من مهزلة !!..

* * *

• ما جئت عليه آنفاً ليس هو الذي حفزني لكتابة هذا المقال، فالخوض في محتوى مؤتمرات قمم العرب يحتاج إلى إختيار مفردات تتناسب وحجم نتائج الكوارث التي تجرعناها من جرائها !!.. ولكنني أريد الإشارة إلى تلك النقطة التي ذكرها الدكتور عدلي منصور – رئيس مصر المؤقت – حينما قال : لابد من الإهتمام باللغة العربية !! .. ويا ليت شعري !!.

كأن الرجل يريد أن يقول لقادة قمة العرب: حرامٌ عليكم !!.. هذا الذي تفعلونه باللغة العربية !!.. وكأنه بذلك يؤكد بشكل موثق على ضعف مؤتمرات القمة التي لا تحسن التحدث باللغة العربية .. وتنتهك أبسط قواعد لغة القرآن، فبعض قادة هذه القمم يتهجون الكلمات بطريقة أقل مستوىً من طلاب الابتدائية !!.

• أستثني من هذه القاعدة الإلتزام اللغوي العربي المتقن عند كلٍ من جيبوتي، وجزر القمر، والصومال !!.

ولست أدري ما إذا كان الإقتراح الذي تقدم به الرئيس المصري بالقضاء على الأمية خلال عقد من الزمان يشمل مؤتمرات القمة للقضاء على الأمية السياسية أم لا ؟!.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com