أدوار في السينما وخارجها
أدوار في السينما وخارجهاأدوار في السينما وخارجها

أدوار في السينما وخارجها

فوجئ الكثيرون بإعلان حمدين صباحي ترشيح نفسه للرئاسة، فلا أحد يشكك في شعبية المشير السيسي، وقدرته على الفوز بأصوات حقيقية، وفي انتخابات حرة ونزيهة وغير مزورة.

التساؤلات كثيرة، حتى أن معسكر حمدين صباحي نفسه بدأ يطلق في جانب منه بعض الأسئلة، بل وذهبت الأنباء إلى حد الإشارة إلى وجود انقسام في هذا المعسكر، ما بين مؤيد للخطوة ورافض لها.

لا تبدو إجابات حمدين صباحي مقنعة، من حيث الإشارة إلى استجابته لرغبة أنصاره، فأنصاره هم من أكثر الناس تأييدا لخطوة السيسي التي قضت بعزل مرسي. وحتى لو ظلوا متمسكين بناصريتهم، فهم قادرون على تفهم الظروف الموضوعية، التي تحول بين زعيمهم ومقعد الرئاسة.

هنالك من يعتقد أن حمدين صباحي لم يقدم على هذه الخطوة من تلقاء نفسه، وهو إنما فعل ذلك استجابة لشراكة ما! والغرض من الخطوة ليس الوصول إلى مقعد الرئاسة، وإنما إضفاء طابع ديمقراطي وتنافسي على الانتخابات، لسد ثغرة يحاول الإخوان المسلمون توسيعها، فهم يصرون على أن السيسي ليس سوى عسكري قاد انقلابا على الشرعية، وبدعم خارجي. ويؤكدون أنه لن تكون هناك انتخابات، بل مسرحية استفتاء على الرئاسة.

ولكن هذا الطرح يستوجب سؤالا على الفور: هل يقامر صباحي ويقبل القيام بهذا الدور ـ خارج السينما هذه المرة ـ من دون ثمن؟ ويقال هنا إن اتفاقا ربما حصل بين الرجلين، يقضي بتولي صباحي منصب نائب الرئيس.

ويرى البعض الآخر، أن لدى حمدين صباحي أوهاما حقيقية تتعلق بالفوز، وهو يعتقد أن " ناصريته" ستلعب دورا في تحقيق هذه "الأوهام"، إضافة إلى تركيز حملته على عاملين: الأول هو عدم التعرض للسيسي بأي شكل كان، لتفادي رد فعل جاهيري عفوي، والثاني هو مدنيته في مواجهة السيسي الذي يظل في النهاية عسكريا، وما يعنيه ذلك من عودة مصر إلى الحضن العسكري كما كانت منذ أول رئيس منذ الثورة.

هنالك عامل ثالث يرفضه حمدين صباحي، ولكنه عامل واقعي ومقبول، وهو أن أصوات الإخوان المسلمين وأنصارهم ربما يجري حشدها بقوة لإسقاط السيسي، وهي مضطرة في هذه الحال للذهاب إلى حمدين صباحي.

ونعتقد من جانبنا أن هذه العوامل كلها، لن تكون قادرة على الوقوف في طريق المشير إلى قصر الرئاسة في مصر، وأن حمدين صباحي الذي فشل كممثل سينمائي من قبل، لن يُكتب له التوفيق في دور جديد، لكنه واقعي وحي هذه المرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com