مفكر فرنسي: دبلوماسية التواطؤ تؤدي إلى الطرق المسدودة
مفكر فرنسي: دبلوماسية التواطؤ تؤدي إلى الطرق المسدودةمفكر فرنسي: دبلوماسية التواطؤ تؤدي إلى الطرق المسدودة

مفكر فرنسي: دبلوماسية التواطؤ تؤدي إلى الطرق المسدودة

قال أستاذ العلوم السياسية برتراند بديع في حوار أجرته معه صحيفة لبيراسيون الفرنسية حول الإذلال التي تمارسه الدول الغربية على البلدان الضعيفة إن " بلدان كثيرة مثل أوكرانيا وروسيا ومالي وحتى اليونان، تعاني من إذلال الغربيين الذين يعتقدون أنهم يسيطرون على العالم".

وأضاف: " إن دبلوماسيتنا (الغربية) تعود إلى القرن التاسع عشر، وقامت على قواعد القوة والهيمنة، لكنها أضحت اليوم بلا جدوى، في عالم مُعولَم ومتتشابك ويؤثر بعضه في البعض الآخر، ولذلك فإن هذه الدبلوماسية، لن تولِد سوى الإحباط والصراعات".

وأوضح برتراند بديع أن: "الإذلال ليس مجرد فكرة نفسية، بل هو مطبوع في اللغة، وفي الممارسة الدبلوماسية منذ زمن طويل. والحال أن فكرة التفوق هي التي تبرّر، ضمنيًّا، أشكال الإذلال. فالدبلوماسية التي نمارسها يعود تاريخها لمؤتمر فيينا (1814-1815)م، إذ صارت أوليغارشية أرستقراطية أوروبية (حكم القلة) هي التي تقرّر مصير العالم، فيما نجد اليوم في مجموعة الثمانية G8 نسخة جلية من تلك الأوليغارشية، فهذا التواطؤ الدبلوماسي؛ أي هذه المصلحة الضيقة التي تتحكم فيها أطراف محدودة، ذات المصلحة المشتركة، تؤدي إلى الإقصاء، وإلى كل الطرق المسدودة الحالية. فمن قبل كان العدوان عسكريًّا، واليوم، وببساطة، حلّ الإقصاء محل الهجوم بالقوة".

وقال أستاذ العلوم السياسية إننا: " نجد مثل هذا في الصراع القائم حول أوكرانيا، فروسيا تعتبر نفسها أمة عظيمة أذلّها التاريخ، ولكن الصراع يقوم حاليا بين دولتين تعانيان الإذلال؛ أوكرانيا التي تشعر منذ زمن بعيد بالهيمنة الروسية، يراودها الانطباع بأنها أضحت رهينة للتنافس الخفي بين أوروبا الغربية وروسيا. وهذا يؤدي، إلى التعبير الاجتماعي ذي الطابع القومي الذي شاهدناه في ساحة "الميدان". إذلالُ روسيا إذلال جيوسياسي بالدرجة الأولى، فأثناء انهيار الاتحاد السوفييتي [ 1989-1991 ] فُرض على روسيا السلامٌ البارد، ثم الإقصاء، ناهيك عن توسيع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وعلى هذا النحو حققت شعبية بوتين التوسعي أرقامًا قياسية داخل روسيا كانتقام من التاريخ".

وأضاف: " كان من المفروض أن تدفن القطبية الثنائية في بدايات التسعينات، لتفسح المجال لعالم جديد. ففي قمة مالطا في العام 1989 أعلن غورباتشوف أن الاتحاد السوفياتي لم يعد مهتمًا بالمنافسة مع الغرب، لكن كلينتون لم يحدّد أي قواعد جديدة، وهكذا انزلقنا نحو "ما بعد الثنائية القطبية"، وكان لتعيين مادلين أولبرايت، وزيرةً للخارجية الأميركية في ذلك الوقت، يعني الكثير: فهي تجسد أوروبا الشرقية السابقة، أي الحرب الباردة، وها نحن نواصل اليوم المسير بالقواعد نفسها تقريبًا، ما أدى إلى سوء الائتمان من قبل الولايات المتحدة، وهو ما تجسّد في ظهور تيار المحافظين الجدد".

وختم برتراند بديع حديثه بقوله: "وعلى أي حال، أنفقت مجموعة السبعة G7 أكثر من تسع سنوات حتى تصبح مجموعة الثمانية G8، وفضلا عن ذلك، طال الحديث كثيرًا عن مجموعة +7 1، وبقي الروس في النهاية ينتظرون في (غرفة الانتظار)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com