الروس يُجهّزون أنفسهم للدخول في الملف الخليجي من ثغرات فشل تيلرسون
لم يكن الإعلام الروسي القريب من الكرملين، بحاجة إلى إخفاء "التشفي الذكي " بفشل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في التوسط بأزمة قطر مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي، وفي إقناع الدول العربية الأربع المقاطعة، بالدخول مع قطر في "لعبة " التفاوض، الذي يعرف الجميع، وأولهم الروس، أنه متاهة.
وتحدثت عدة وسائل إعلام روسية فضائية وإلكترونية، خلال اليومين الماضيين عن قناعة بانحياز تيلرسون لقطر وبفشل وساطة واشنطن، اعتمادًا واستنطاقًا للصورة التي ظهر فيها وزير الخارجية الأمريكي في صالة المغادرة بمطار الدوحة يوم الخميس الماضي، وهو يغالب التجهم، ويرفع يديه أمام الصحفيين بأنه لا يريد الكلام.
بانتظار مناسبة أفضل
وزادت وكالة "سبوتنيك" الروسية على اللقطة المصورة، مقتطفًا كلاميًا على لسان شقيق أمير قطر يقول لتيلرسون، بما معناه: " إن شاء الله نلتقيكم بمناسبة أفضل"، وهو تعبير مفهوم بالمفردات الروسية أنها كانت مناسبة حزينة، كما لو أنها مأتم، فضلًا عما في السياق كله من إحساس بما بين الدوحة وتيلرسون شخصيًا من تحالف عميق قديم، كونه هو الذي شارك في تصنيع قطر بهذه المواصفات طوال سنوات إدارته لشركة اكسون موبيل للنفط والغاز.
ثغرات الفشل الأمريكي
كان واضحًا خلال اليومين الماضيين، أن موسكو لا تستطيع إخفاء احتمالات النشوة جرّاء "الفشل الأمريكي" في أزمة قطر، فهو شبيه بإخفاق واشنطن في أزمة سوريا، ومن خلال شقوق وثغرات الفشل المتكرر لواشنطن في الشرق الأوسط تنفتح الأبواب لعودة الروس إلى المنطقة بمبادرات توصف بالذكاء والقوة، تستنطق أوراق قوة جرت مراكمتها طوال السنوات الأربع أو الخمس الماضية.
ويرى محللون سياسيون أن الروس يملكون إحساسًا بأن أوراقهم مع تركيا وإيران فضلًا عن قطر، يمكن أن تعطي الرئيس فلاديمير بوتين، في أي حوار منطقي محكم مع قيادات السعودية والإمارات ومصر والبحرين، فرصة ربما أكثر تماسكًا وحيادية مما فعله تيلرسون.
احتشادات على طريق مغادرة تيلرسون