تقرير: حظر السفر الأمريكي يترك عالقين في منطقة رمادية‎
تقرير: حظر السفر الأمريكي يترك عالقين في منطقة رمادية‎تقرير: حظر السفر الأمريكي يترك عالقين في منطقة رمادية‎

تقرير: حظر السفر الأمريكي يترك عالقين في منطقة رمادية‎

لم يكن للإيرانية أيلي وزوجها أقارب في الولايات المتحدة، وكانت خياراتهما محدودة في الحصول على موافقة على الهجرة من إيران إلى أمريكا.

ولذلك كانت فرحتهما كبيرة عندما فازا في يانصيب الحكومة الأمريكية في سبتمبر/ أيلول الماضي، بتأشيرة ضمن ما يطلق عليه تأشيرات التنوع، التي تسمح لهما بالانتقال للعيش في الولايات المتحدة.

وقالت أيلي "منذ العام الماضي اتخذنا كل القرارات المهمة في حياتنا لأننا كنا نتمنى الحصول على تأشيرة". ورفضت إيلي ذكر اسمها بالكامل لأن طلبها مازال رهنا بالإجراءات.

وقرر الزوجان تأجيل الإنجاب وشراء بيت لحين الانتقال إلى الولايات المتحدة. غير أن التأشيرة التي مازالا يأملان الحصول عليها لا تزال قيد النظر، وقدم محاميهما وثائق الطلب الذي تقدما به بالبريد الإلكتروني لتأكيد صحة روايتهما.

وأيلي وزوجها ضمن عدد كبير من الناس الذين تشملهم منطقة رمادية نتجت عن قرار المحكمة العليا الأمريكية يوم الاثنين السماح بسريان بعض بنود حظر السفر الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي حين أن المحكمة قالت إنها ستعفي من الحظر المسافرين الذين تربطهم "علاقات صادقة" بأمريكيين، فإن قرارها لم يحدد المقصود من ذلك بالضبط ؛ ما جعل الراغبين في السفر من الدول التي يشملها الحظر غير متيقنين مما إذا كانت السلطات ستسمح لهم بدخول الولايات المتحدة.

وأكدت المحكمة العليا في قرارها أنه يمكن سريان الحظر الشامل الذي فرضه ترامب لمدة 90 يوما على المسافرين من إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، على أن يقتصر على الأجانب الذين لا تربطهم "علاقات صادقة" بأفراد أمريكيين أو مؤسسات أمريكية.

وذكرت المحكمة بعض الأمثلة على ما قد يؤهل بعض المسافرين للإعفاء من الحظر ومنها وجود أقارب لهم في الولايات المتحدة أو قبول التحاقهم بجامعات أمريكية أو عروض التوظيف من شركات أمريكية.

ويقول كثيرون من المدافعين عن المهاجرين، إنهم يأملون أن تتأهل الغالبية العظمى من المتقدمين للحصول على تأشيرات أمريكية من الدول الست المستهدفة.

لكن قرار المحكمة ترك بعض الأمور غامضة وتسبب في ارتباك وقلق لأمثال أيلي وزوجها اللذين كانا يأملان بالسفر للولايات المتحدة، لكن لا تسري عليهما شروط الإعفاء الواضحة المنصوص عليها في القرار.

ويقع في المنطقة الرمادية -أيضا- السفر لأغراض السياحة أو المشاركة في المؤتمرات، كما يتساءل الراغبون في السفر عن مدى صلة القرابة المطلوبة وعما إذا كان السفر لرؤية أصدقاء حميمين في أمريكا قد يندرج تحت الإعفاء.

تأشيرات التنوع في خطر

ومن العالقين -أيضا- المتقدمون للحصول على تأشيرات التنوع مثل إيلي. فهذا البرنامج يمنح 50 ألف تأشيرة كل عام لمواطني الدول التي لا ترسل مهاجرين كثيرين للولايات المتحدة في العادة.

وفي عام 2015 وقع الاختيار على 10487 مواطنا من الدول الست التي يستهدفها حظر ترامب للحصول على تأشيرات التنوع وفقا لأرقام وزارة الخارجية الأمريكية. وكانت 4992 تأشيرة أي نصف هذا الرقم تقريبا تخص الإيرانيين وحدهم.

وقال ليون رودريجيز المدير السابق لإدارة المواطنة والهجرة الأمريكية التابعة لوزارة الأمن الداخلي، "بكل تأكيد ستتأثر تأشيرات التنوع ... فأنت عموما لا تلجأ إلى نظام تأشيرات التنوع إلا إذا لم يكن أمامك مسار آخر."

وقالت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء، إنها تحاول وضع تعريف لما يمثل "علاقة صادقة" للمسافرين.

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية للصحفيين، "مازال أمامنا يومان لتسوية هذا الأمر والحصول على مزيد من المعلومات. سنتطلع إلى وزارة العدل للحصول على مزيد من التوضيح لما تمثله العلاقة الصادقة".

احتمال استثناء الشركات

قال دوجلاس تشين المدعي العام في هاواي، قائد المعركة القانونية ضد حظر السفر المعدل الذي أصدره ترامب، إن الإعفاءات المنصوص عليها في قرار المحكمة العليا ستجنب الشركات -على الأرجح- الاضطراب الذي كانت ستواجهه من دونها.

وأضاف، أن مكتبه تواصل مع الحكومة الاتحادية لمحاولة الاتفاق على تفسير لتحاشي المزيد من إجراءات التقاضي.

وتابع تشين "نحن نحاول البحث عن سبل لوضع إطار عمل يستطيع الجميع أن يتعايش معه مستقبلا".

وقال خبراء قانونيون، إنه إذا منعت الحكومة الأمريكية شخصا ما من الدخول لعدم وجود "علاقة صادقة" تربطه بأحد في البلاد، فإحدى وسائل الطعن في هذا القرار هي أن يلجأ هذا الشخص لرفع دعوى يطلق عليها دعوى ازدراء أمام القضاة الاتحاديين أنفسهم الذين أوقفوا سريان حظر السفر في المقام الأول في هاواي أو ماريلاند.

وبدلا من رفع دعوى جديدة تماما يمكن لهذا الشخص أن يطلب من القاضي الأمريكي ديريك واطسون في هاواي، أن يعتبر إدارة ترامب مزدرية للقضاء لأنها فسرت رأي المحكمة العليا تفسيرا فضفاضا.

ومن الممكن أن تزيد هذه الإستراتيجية من فرص صدور قرار إيجابي في صالح الشخص الذي يطلب دخول الولايات المتحدة، لأن القاضي واطسون كان له بالفعل رأي سلبي في سياسة ترامب.

ولا تزال إيلي وزوجها، وهما في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات على الترتيب وكلاهما جامعيان، يأملان السماح لهما بالسفر. وفي مايو/ أيار حضرا مقابلات مع المسؤولين القنصليين وهذه الخطوة في العادة من أواخر الخطوات قبل البت في التأشيرة.

وتعد تأشيرة التنوع طريقا للحصول على الإقامة الدائمة المعروفة باسم البطاقة الخضراء.

وقالت شهرزاد رضواني المحامية المتخصصة في شؤون الهجرة في ماريلاند "بوسع المرء أن يجادل أن من فازوا في يانصيب البطاقة الخضراء تربطهم علاقة صادقة بالحكومة الأمريكية... علاقة رسمية وموثقة تكونت بالطريق العادي بدلا من التحايل على الأمر الرئاسي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com