الانتخابات البريطانية.. كثير من الوعود وقليل من المصداقية
الانتخابات البريطانية.. كثير من الوعود وقليل من المصداقيةالانتخابات البريطانية.. كثير من الوعود وقليل من المصداقية

الانتخابات البريطانية.. كثير من الوعود وقليل من المصداقية

يطلق زعماء الأحزاب البريطانية وعوداً "طموحة" للناخبين لاستمالتهم للتصويت لصالحهم في لجان الاقتراع التي من المقرر أن تستقبلهم في شهر حزيران/ يونيو المقبل، بالتزامن مع  بدء السباق الانتخابي بين الأحزاب البريطانية للاستحواذ على الغالبية البرلمانية لتشكيل حكومة أغلبية، وسط تعقيدات وتحديات بعد أن بدأت لندن في تنفيذ برنامج الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

حزب العمال

وقال جورج تولكين، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بصحيفة "ذي صن" البريطانية لـ"إرم نيوز" إن حزب العمال البريطاني المعارض كان صاحب الخطوة الأولى في السباق الانتخابي، إذ خرج زعيم الحزب، جيريمي كوربن، بعد أن أعلنت رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، يوم الـ11 من نيسان/ أبريل الجاري، إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ليؤكد لمنتسبي الحزب وللرأي العام البريطاني أن حزبه قادر على حماية بريطانيا من مصير مجهول تقود حكومة المحافظين البلاد نحوه.

وأضاف أنه يمتلك برنامجًا طموحًا يحقق للبلاد الاستقرار والنمو والتماسك بين أقاليم البلاد وتطوير نظام الضرائب بما يحقق الفائدة للمواطنين ولخزينة الدولة ويحمل رجال الأعمال والمستثمرين التزاماتهم المنطقية من الضرائب، ومواجهة التضخم المتزايد في البلاد وحل مشكلة النزاع الأسكتلندي والأيرلندي – البريطاني بشأن مساعي قوى في الإقليميين تطالب بإلحاح بالانفصال عن المملكة المتحدة؛ ما يعني تدميراً أكيداً للبلاد.

ويرى محللون هذه الوعود بأنها طموحة غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع خاصة ما يخص النظام الضريبي الذي سيحمل المستثمرين فاتورة كبيرة وغير منطقية في وقت تسعى فيه البلاد لجذب الاستثمار.

وفيما يتعلق بملف المطالب المتصاعدة بانفصال إقليمي "أيرلندا الشمالية وأسكتلندا"، عن المملكة أكد المحللون أن هذا الملف أزلي ومزمن، وحزب العمال تحديدًا ليس بوسعه فتح الملف من الأساس بسبب التشنجات المعروفة بين قادة الانفصال وقيادات الحزب الممتدة لعقود مضت؛ ما يجعل التزامات كوربن أو وعوده مجرد كلام مرسل أو وعود "طموحة" يقدمها لكسب الأصوات فقط لا غير بالخلاف للنوايا الحقيقية له ولقيادات حزبه الذين يعلمون يقينا أنها مستحيلة.

حزب استقلال المملكة

وفي السياق ذاته، قال صمويل غولندغ، الباحث المتخصص بمركز "توماس هاردي" للدراسات والأبحاث بلندن، إن زعيم حزب استقلال المملكة، بول نوتال، أطلق خلال الأسبوع الماضي مجموعة من الوعود الطموحة مقرونة بتصريحات مثيرة للجدل هدفها لفت الأنظار إليه وسماع وعوده وفقًا للقواعد الكلاسيكية للسباق الانتخابي في بريطانيا المطبقة منذ عقود خلت.

وأضاف أن الساسة في حزب استقلال المملكة تعمدوا منذ بداية تأسيسه إطلاق  تصريحات مثيرة في بداية السباق الانتخابي لجذب الأنظار، بالإضافة إلى إطلاق وعود طموحة جدًا للناخبين.

وأكد نوتال في تصريحات لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي، أن حزبه أعد برنامجًا "واقعيًا" للمهاجرين إلى بريطانيا ومعالجة ملف المهاجرين المتواجدين في البلاد بالترحيل إلى بلدانهم الأصلية أو البلدان التى وصلوا إليها في بداية رحلتهم، لتحرير الميزانية من أثقالها.

 كما سيتم منع أي مظاهر دينية إسلامية في البلاد، لاجتثاث الإرهاب من جذوره، مع مضاعفة ميزانية الشرطة لتحقيق الأمن الكامل للبلاد ومواجهة موجات الإرهاب المتصاعدة وزيادة مستوى الدخل للمواطنين ومواجهة تزايد نسبة البطالة مع العمل على خفض الضرائب، ومواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية كافة الناتجة عن الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وهي في الواقع وفي أحسن الأحوال قد يتمكن الحزب من تحقيق جزء ضئيل منها في بعض الملفات تتعلق بزيادة الدخل ورفع الأجور واستكمال إجراءات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، أما مسألة مواجهة تداعيات الانفصال بشكل كامل فهو أمر مستحيل ولا تملك أي قوى سياسية حلولاً كاملة لمواجهة هذه التداعيات.

الديمقراطيون الأحرار

أما بالنسبة لحزب الديمقراطيين الأحرار، فقد صرح تيم فاون زعيم الحزب، الأربعاء، بأنه مدرك بشكل كبير ومتعمق لمشكلات البلاد ولتطلعات المواطنين، وأنه يملك حلولاً سهلة وناجزة لأغلب هذه المشكلات دون أن يسميها أو يحدد هذه الحلول وآلية تنفيذها، واتسم حديثه بـ"المطاطية" وهو ما أثار استهجان وسخرية واسعة من جانب المتتبعين للشأن السياسي البريطاني.

 الأمر نفسه أبداه توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم حزب العمال الجديد، فقد بدا وكأن مفاجأة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة قد أربكت حزبه فبدا خلال مقابلة مع شبكة BBC غير مرتب الفكر وغير مستعد بأي أفكار ووعود ليقدمها للناخبين، واتسم أغلب حديثه بالغموض والعشوائية.

حزب المحافظين

وأكد جوزيف تولكين، الكاتب والمحلل السياسي بصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن زعيمة حزب المحافظين، تيريزا ماي، أكدت لصحيفة "الغارديان" في مقابلة، الأربعاء، أنها سوف تسير قدمًا في حال فوزها في الانتخابات البرلمانية القادمة بالأغلبية الحكومية.

كما أكدت المضي قدمًا في مساعي تكوين حلف عسكري مع دول "ألمانيا وفرنسا"، وتدعيم الوجود البريطاني في حلف الناتو وقوات التحالف الدولي عن طريق زيادة مخصصات القوات المشاركة وزيادة أعداد الأفراد في صفوف القوات المسلحة، بالإضافة إلى إتمام البرنامج الحكومي الذي تقدمت به إلى مجلس العموم البريطاني فور تسلمها للسلطة في تموز/ يوليو 2016، وهو برنامج طموح يضع حلولاً لأزمات التضخم وأزمات ما بعد الانفصال "بريكست" ومعالجة الملف الضريبي وزيادة مخصصات الخدمات الجماهيرية "الصحة، والتعليم، والنقل العام" وهو البرنامج الذي واجه العديد من الانتقادات فور إعلانه من جانب رئيسة الحكومة منتصف العام الماضي ووصف بأنه برنامج "وهمي" وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع والواضح أن تيريزا ماي مازالت متمسكة بالبرنامج "الوهمي" برغم أن الشهور العشرة الماضية أكدت أنه بالفعل برنامج فضفاض وغير منطقي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com