هل يتمكن تحالف ليفني - هيرتسوغ من الصمود في وجه نتنياهو؟
هل يتمكن تحالف ليفني - هيرتسوغ من الصمود في وجه نتنياهو؟هل يتمكن تحالف ليفني - هيرتسوغ من الصمود في وجه نتنياهو؟

هل يتمكن تحالف ليفني - هيرتسوغ من الصمود في وجه نتنياهو؟

تنعقد الأمانة العامة لحزب العمل الإسرائيلي، اليوم الخميس، على وقع خلافات داخلية لا تتوقف، في ظل تراجع شعبية الحزب إلى أدنى مستوياتها طبقًا لغالبية استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأشهر الأخيرة، والتي تهدد بتفكك تحالف "المعسكر الصهيوني"، أكبر الكتل المعارضة في الكنيست، والذي يضم حزبي العمل برئاسة يتسحاق هيرتسوغ، والحركة برئاسة تسيبي ليفني، وكان قد تأسس في كانون الأول/ ديسمبر 2014.

ويأتي الانعقاد بهدف بحث سلسلة من الملفات التي تعكس طبيعة الأزمة التي يمر بها الغريم والشريك التقليدي في الوقت ذاته لحزب "الليكود"، حيث يتردد أن أبرز الملفات التي ستطرح في اجتماعات اليوم، ما يتعلق بتشكيل لجنة خاصة لدراسة إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة ومفتوحة على رئاسة الحزب، لكن الملف الأخطر يتعلق باستطلاع الآراء بشأن الاستمرار في الشراكة مع حزب الحركة برئاسة ليفني.

وبخلاف ذلك، تتحدث وسائل إعلام عبرية عن طرح ملف آخر يرتبط بالرؤية الحزبية لمجمل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، حيث يفترض أن يتم خلال الاجتماع التصويت على مبادرة تقدم بها عضو الكنيست إيتان بروشي، بشأن إجراء استفتاء شعبي لمعرفة موقف الإسرائيليين من حل الدولتين.

ونقل موقع "إن. آر. جي" الإخباري الإسرائيلي عن صاحب المبادرة، أنه في ضوء المقترحات التي لا تتوقف من جانب تيارات اليمين بشأن ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، وبسبب الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية، ينبغي إجراء استفتاء شعبي بشأن حل الدولتين ومستقبل الأراضي المحتلة.

بقاء هيرتسوغ

لكن ما يشغل رئيس حزب "العمل" هو مسألة بقائه على رأس الحزب، حيث كان يرى أنه الأجدر لتشكيل الحكومة إبان الانتخابات التي أجريت في آذار/ مارس 2015، ومازال يعتقد أنه قادر على ذلك رغم تدني شعبيته بشكل غير مسبوق، لصالح زميله في جناح المعارضة يائير لابيد، من يقف على رأس حزب "هناك مستقبل" الليبرالي الوسطي.

ونجح هيرتسوغ أواخر تموز/ يوليو 2016  بتمرير رؤيته الداعية إلى تأجيل الانتخابات التمهيدية على رئاسة الحزب لمدة عام، ووقتها انعقدت الأمانة العامة بغية التصويت على موعد إجراء الانتخابات الداخلية، وسط صراع قوي بين هيرتسوغ و عدد من خصومه بقيادة رئيسة الحزب السابقة شيلي يحيموفيتش، إضافة إلى رجل الأعمال، عضو الكنيست أريئيل مارغاليت.

وتمكن هيرتسوغ وقتها من حشد غالبية الأصوات لصالحه، وتأجيل إجراء الانتخابات التمهيدية التي كان يفترض أن تُجرى قبل نهاية العام 2016، وصوّت 750 عضوًا بالأمانة العامة على تأجيل موعد إجراء الانتخابات، فيما صوت 450 عضوًا لصالح مقترح قادته يحيموفيتش، فضلاً عن مارغاليت، ومن ثم تأجل الموعد، بيد أن هذا التأجيل الذي تخلله تراجع شعبية هيرتسوغ ربما لم يكن لصالحه.

خلافات متزايدة

ومنذ مطلع آب/ أغسطس 2016 أخذت الخلافات داخل حزب "العمل" منحى جديدًا، حين خرج هيرتسوغ منتصرًا، ومطمئنًا لبقائه على الأقل حتى تموز/ يوليو 2017، داعيًا خصومه داخل الحزب، عبر خطاب حاد اللهجة، للبحث عن حزب آخر.

وصرح هيرتسوغ عقب فوزه أن "حقبة العنف داخل حزب العمل قد ولَّت، وأن من يريد العنف والشجار من جديد عليه البحث عن حزب آخر يتناسب معه"، موجهًا حديثه للنائبين عن الحزب يحيموفيتش ومارغاليت، وقال إنه بعد عام من السباب والاتهامات، والعنف السياسي داخل الحزب، فإن أعضاء الأمانة العامة أوضحوا موقفهم الأخير، بين الثقة في الطريق الذي رسمه، وبين طريق حددته يحيموفيتش وزميلها رجال الأعمال.

ويعتمد رئيس حزب "العمل" حاليًا، طبقًا للتصريحات التي نقلت عنه، اليوم الخميس، على شباب الحزب لكي يظهروا أجواء من الديمقراطية والزخم الإيجابي، متمسكًا بفكرة تغيير السلطة كهدف أساس يتبناه حزبه، في وقت يفترض أن تُجرى فيه الانتخابات التمهيدية مطلع تموز/ يوليو المقبل، على أن تعاد في حال لم يحقق أحد المرشحين نسبة 40% من الأصوات.

وتنتظر هيرتسوغ منافسة شرسة للغاية من جانب شخصيات لم تكن قد طرحت نفسها العام الماضي، وبخلاف يحيموفيتش ومارغاليت، من المنتظر أن يعلن وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس ترشحه على رئاسة الحزب، وهو ما قد يسهم بسحب البساط من تحت أقدام هيرتسوغ، والذي عجز عن تحقيق أي من وعوده.

مصير المعسكر الصهيوني

وتكمن المشكلة الأساسية في أن القرارات التي ستتخذها الأمانة العامة اليوم الخميس، لن ترسم مصير حزب "العمل" فحسب، ولكنها ستُلقي بظلالها على تحالف "المعسكر الصهيوني"، والذي يشكل كتلة تضم 20 مقعدًا في الكنيست لحزب "العمل"، و4 مقاعد فقط تخص حزب "الحركة" الذي تقف ليفني على رأسه.

وفي حال تقييم إنجازات هذا التحالف، سيكون من الواضح أن ثمة احتمالات معقولة لتفككه، وهي قضية طرحت كثيرًا، لا سيما في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 حين تكشَّفت اتصالات هيرتسوغ – نتنياهو بشأن انضمام الأول للائتلاف، وهو الأمر الذي علقت عليه ليفني بقولها: "هذا الأمر ليس من شأن كتلة المعسكر الصهيوني، وإذا كان شريكنا في حزب العمل يريد أن يطلق الرصاص على رأسه.. فإنني سأقرر المغادرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com