انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدده بالانهيار
انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدده بالانهيارانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدده بالانهيار

انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدده بالانهيار

رأى تقرير استراتيجي الماني أن تداعيات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تضر بأوروبا لا ببريطانيا فقط. وأوضح التقرير الصادر عن المؤسسة الألمانية لشؤون الأمن الدولي إن قرار انسحاب المملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي يشكل عبئاً كبيراً على الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد، لاسيما أن المملكة المتحدة تشكل ما نسبته 12.5% من نسبة السكان في الاتحاد الأوروبي وما نسبته 15% من اقتصاد الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أن هذا القرار له تداعيات كثيرة، حيث أن عملية التفاوض مع المملكة المتحدة بشأن قرار انسحابها من الاتحاد الأوروبي ستكون مشكلة قصيرة الأجل، فبالرغم من وجود النص القانوني للانسحاب في جميع اتفاقات الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذا البند لم يأخذ حقه من المفاوضات وهو بند لم يتم التطرق إليه.

الجدير بالذكر أن التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يتطلب موافقة كل من المملكة المتحدة ذاتها والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي سوياً، كما يملك الأخيرين حق النقض فيما يتعلق بملائمة الاتفاق للاتحاد الأوروبي وشروط الاتفاق، وبالأخص فيما يتعلق بطبيعة العلاقات التي ستجمع المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي في حال انسحابها.

وأكد التقرير أن على الاتحاد الأوروبي ترتيب أولوياته الداخلية المتعلقة بكيفية التعويض عن فقدان أحد أكبر أعضائه من خلال إجراء التغييرات اللازمة في المؤسسات والميزانيات، إذ أن هذه التغييرات- والتي نادرا ما يتم الموافقة عليها- من شأنها تغيير موازين القوى في الاتحاد الأوروبي وتحويل مساره وطبيعة عمله، ومن ناحية أخرى تبدي بعض الدول الأعضاء في الإتحاد تخوفها من أن عملية الانسحاب ستؤدي على حصول دول صغيرة على أدوار عُليا في منظومة الإتحاد الأوروبي، كما أنه من غير المرجح الوصول إلى تسوية بين فرنسا وألمانيا، إيذانا بوجود هيمنة ألمانية غير مسبوقة، ومن الجانب الآخر، إن عملية انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من شأنها التأثير على أجزاء الاتحاد الأوروبي الشرقية والجنوبية، إضافية إلى عدم التمكن من الوصول إلى تسوية الصراعات الكامنة في الجزء الشمالي والغربي، كما سيؤدي إلى نهاية إمكانية توسع نطاق الاتحاد الأوروبي ودخول تركيا ضمن المنظومة، وفي المقابل، يرى البعض أن عملية انسحاب المملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي ستمثل خطوة جيدة في سبيل تحقيق المبدأ الأساسي للمنظومة، فمع غياب حق النقض الذي تتمتع به المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، يمكن لليورو أن يستقر بسهولة، كما يمكن أن تصبح منطقة اليورو هي أساس الاتحاد الأوروبي بلا منازع، الأمر الذي سيمهد الطريق للوصول إلى اتحاد سياسي واقتصادي بين دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن علاقات التعاون الخارجية والأمنية والدفاعية القائمة بين دول الاتحاد الأوروبي- التي ربما ستضعف في حال انسحاب المملكة المتحدة- ستتحرر من المعارضات التي تبديها المملكة المتحدة، الأمر الذي سيأذن ببدء تطور وتعزيز هذه الجوانب، وبالتأكيد، كل هذه الافتراضات تشير إلى أن المملكة المتحدة هي العائق الرئيس أمام تقدم الاتحاد الأوروبي، ويشير التقرير إلى أن المشاكل التي تواجهها منطقة اليورو أثبتت أنه وحتى مع وجود المملكة المتحدة خارج معظم مفاوضات منطقة اليورو لا يزال الاتحاد الأوروبي يعاني من مسألة الوصول إلى مرحلة التضامن الكلية.

وتطرق التقرير إلى العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ما بعد الانسحاب مهمة جدا، فأشار إلى أنها ستؤدي إلى حدوث تغييرات جذرية في هيئة التجارة الحرة الأوروبية والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، ومن المرجح خروج المملكة المتحدة من المنطقة الاقتصادية الأوروبية، وخلص التقرير إلى أن انسحاب بريطانيا قد يكون بداية لعبة دمينو اوروبية ذلك أنه إذا كان مصير المملكة المتحدة هو الازدهار خارج إطار منظومة الاتحاد الأوروبي، واستمر اليورو في التدهور، حينها سيدفع الوضع الجديد للمملكة المتحدة بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي للتساؤل في مدى فعالية عضويتهم في المنظومة، وبالتالي سيؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي وتقويض النموذج الحالي للتكامل الأوروبي، وفي الجانب الآخر، يمكن أن تنظر الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لموضوع انسحاب المملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي على أنه علامة أخرى على الانقسام الأوروبي واضمحلاله، حينها سيصبح التعاون الأوروبي الدفاعي أكثر صعوبة سواء المتمثل في حلف شمال الأطلسي أو التعاون الدفاعي المنبثق عن الاتحاد الأوروبي، وبالتالي سيتوجب على الاتحاد الأوروبي التعامل مع المملكة المتحدة التي ستضل أحد القوى الأوروبية والتي ستسعى للتأثير على التطورات في الاتحاد الأوروبي.

ويرى التقرير أن التداعيات المحتملة لإنسحاب بريطانيا من المنظومة الأوروبية مبنية على إفتراضات، حيث أن تداعيات انسحاب المملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي لا تزال شبه معدومة، ولكن إمكانية وجود هذه التداعيات في ازدياد مستمر، حيث أن فشل الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه التداعيات والاكتفاء بالتمني بعدم إقدام المملكة المتحدة على هذه الخطوة سيضع السيطرة على هذه الأجندة في يد مؤيدي فكرة انسحاب المملكة المتحدة من منظومة الاتحاد الأوروبي سواء كانوا من المملكة المتحدة نفسها أو من أي دولة أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com