البرزاني وأردوغان يدعوان إلى توطيد عملية السلام في تركيا
البرزاني وأردوغان يدعوان إلى توطيد عملية السلام في تركياالبرزاني وأردوغان يدعوان إلى توطيد عملية السلام في تركيا

البرزاني وأردوغان يدعوان إلى توطيد عملية السلام في تركيا

ديار بكر

حث مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق الأكراد في تركيا السبت على تأييد عملية السلام الناشئة مع أنقرة أثناء أول زيارة له في عقدين إلى جنوب شرق تركيا في استعراض للتأييد لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

ووصل البرزاني إلى ديار بكر المدينة الرئيسية في منطقة جنوب شرق تركيا التي يغلب الأكراد على سكانها للقاء أردوغان بينما تضع أنقرة اللمسات الأخيرة على صفقات للطاقة بمليارات الدولارات مع الاقليم شبه المستقل ووسط قلق متزايد بشأن طموحات ميليشيات كردية في خضم الفوضى التي تعم سوريا المجاورة.

وتجمع آلاف للاستماع إلى البرزاني وأردوغان وهما يتحدثان في افتتاح يوم من الفعاليات يشارك فيها الشاعر والمطرب الكردي سيفان برور الذي هرب من تركيا في السبعينات وزفاف جماعي لحوالي 400 زوجين.

وقال البرزاني بينما لوحت الحشود بالأعلام الكردية بألوانها الأخضر والأبيض والبرتقالي "لقد تم وضع الأساس للسلام وأود أن أشكر السيد طيب أردوغان فلقد اتخذ خطوة بالغة الشجاعة نحو السلام. وأريد من أخوتي الاكراد والاتراك أن يؤيدوا عملية السلام."

ويبلغ عدد الأكراد الذين يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية بلا دولة في العالم حوالي 30 مليون نسمة يتركزون في أجزاء من تركيا وايران وسوريا والعراق. وفي حين كانوا يتمتعون بحكم ذاتي جزئي في كردستان العراق منذ عام 1991 فان الحركات القومية للأكراد تعرضت للقمع لفترات طويلة في تركيا وسوريا وإيران.

ووصف أردوغان زيارة البرزاني بأنها "تتويج" لجهود لانهاء ثلاثة عقود من التمرد من جانب مقاتلي حزب العمال الكردستاني في صراع أودى بحياة 40 ألف شخص.

وأكتسبت جهود تركيا لإقامة سلام مع حزب العمال الكردستاني اهمية أكثر الحاحا بسبب الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ أكثر من عامين ونصف حيث حقق الأكراد مكاسب كبيرة بالسيطرة على أراض في الأسابيع القليلة الماضية مما مهد الطريق لخططهم المعلنة منذ فترة طويلة لحكم ذاتي مستقل في أجزاء من سوريا على الجانب الاخر من الحدود الجنوبية لتركيا مباشرة.

ويحرص أردوغان على تحريك عملية السلام وإجراء انتخابات بلدية في مارس/ اذار حيث يتطلع حزبه العدالة والتنمية الى إقناع أكراد تركيا بالابتعاد عن حزب السلام والديمقراطية المؤيد للاكراد الذي يشترك مع حزب العمال الكردستاني في قاعدة التأييد الشعبي ويحكم حاليا ديار بكر.

لكن تحركات السلام تعثرت منذ إعلان وقف اطلاق النار في مارس حيث يقول حزب العمال الكردستاني إن حزمة الاصلاحات التي أعلنتها أنقرة الشهر الماضي بهدف تعزيز حقوق الاكراد جاءت أقل كثيرا من التوقعات.

وعشية زيارة البرزاني قال الجيش التركي إن مسلحين أكرادا هاجموا قافلة عسكرية قرب الحدود السورية بنيران البنادق وقذيفة صاروخية في واحد من أخطر الانتهاكات لهدنة قديمة سارية منذ ثمانية أشهر.

وقال أردوغان في كلمة ذكر مسؤولون إنه استخدم فيها تعبير "كردستان العراقية" للمرة الأولى "ديار بكر مدينة الاشقاء. كنا أخوة وأخوات منذ الأبد وسنظل أخوة وأخوات للأبد. مصيرنا واحد وسنمضي سويا للأبد."

لكن في أنحاء البلدة حضر مئات الأشخاص اجتماعا حاشدا مناوئا عقده حزب السلام والديمقراطية الذي قلل من شأن زيارة البرزاني ووصفها بأنها استعراض نظمه حزب العدالة والتنمية. وكتب على لافتة في حافلة للحزب "البرزاني هل ستصبح مرشحا لحزب العدالة والتنمية في دياربكر؟"

وقال محمد أمين يلمظ المسؤول بحزب السلام والديمقراطية في كلمة في الحشد "البرزاني يجب ان يأخذ في الاعتبار حساسيات شعب ديار بكر... أردوغان لم يتخذ خطوات ملموسة من اجل حقوق الشعب الكردي."

وتتجاوز زيارة البرزاني السياسة المحلية.

وتشترك تركيا وكردستان العراق في القلق من النفوذ المتنامي للميليشيات الكردية في سوريا وخصوصا بعد ان أعلنت الاسبوع الماضي ادارة مؤقتة تهدف إلى اقتطاع منطقة كردية في سوريا تتمتع بحكم ذاتي.

وانتقد مسؤولون أتراك وعراقيون في أربيل الاعلان الذي يضع خططا لحكومة اقليمية على غرار تلك القائمة في كردستان العراق معتبرين أنه جزء من اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكراد سوريا أنفسهم منقسمون بشأن الجماعة السياسية التي كانت ميليشياتها وراء التقدم وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي له علاقات مع حزب العمال الكردستاني ويعتبره اقليم كردستان العراق منافسا للقيادة العابرة للحدود للاكراد.

ومنتقدو حزب السلام والديمقراطية يتهمونه أيضا بالحصول على مساعدة من قوى خارجية وعلى وجه التحديد ايران والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في العراق وكلاهما حليف للأسد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com