رئيس الأركان الإسرائيلي يعاني من السرطان.. فهل يستمر في مهمته؟
رئيس الأركان الإسرائيلي يعاني من السرطان.. فهل يستمر في مهمته؟رئيس الأركان الإسرائيلي يعاني من السرطان.. فهل يستمر في مهمته؟

رئيس الأركان الإسرائيلي يعاني من السرطان.. فهل يستمر في مهمته؟

تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية في الأيام الأخيرة عن خضوع رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي، الفريق غادي أيزنكوت لفحوصات طبية روتينية، ستتسبب في إجازة سيحصل عليها، فيما سيحل نائبه اللواء يائير جولان محله، ويتولى مهمة قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أنه سيمتلك جميع الصلاحيات التي كان يتمتع بها أيزنكوت، وسيدير عمله بشكل كامل وبالآليات المتبعة نفسها، وسط تأكيدات أن الأخير سيعود لتولي مهام منصبه في القريب العاجل.

ولكن مصادر إسرائيلية كشفت اليوم الخميس أن الفحوصات الطبية أثبتت أن أيزنكوت يعاني من سرطان البروستاتا، ومع ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه قرر تمديد ولايته عاما إضافيا، وسط تكهنات بشأن ما إذا  كان القرار يأتي ضمن تكريمه أو صرف الأنظار عن حالته الصحية، أم أن ثمة تقديرات بأن مرض السرطان الذي أصيب به لن يعيقه عن أداء عمله على رأس قيادة جيش الاحتلال.

وشهد يوم أمس الأربعاء مصادقة جميع الوزراء بحكومة الاحتلال عبر اتصالات هاتفية تلقوها جميعا على منح رئيس هيئة الأركان العامة إجازة طبية لمدة ثلاثة أسابيع، فيما نشر ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن أيزنكوت سيجري فحوصات في المركز الطبي "بيلينسون" في مدينة بيتاح تيكفا شرقي تل أبيب.

حالة من الغموض

وتسود حالة من الغموض حاليا بشأن مدى قدرة أيزنكوت على استكمال فترة ولايته، التي يفترض أن تستمر أربع سنوات منذ أن بدأ مباشرة عمله على رأس هيئة الأركان العامة في شباط/ فبراير 2015. كما أن قرار تمديد ولايته عاما آخر لم يبدد حالة الغموض، إذ سيتطلب القرار مصادقة الحكومة، وهي الخطوة التي ستطرح عليها، بحسب موقع "واللا" العبري يوم 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، أي أن القرار حاليا لا يزال حبرا على ورق.

وتعزز حالة الغموض، التصريحات التي تصدر عن مسؤولين أو وزراء بحكومة نتنياهو، ومنهم وزير المالية موشي كحلون، والذي لم يتوقف عن الإشادة برئيس الأركان والدور الذي لعبه في الفترة الماضية، لكن كل ذلك يخفي حقيقة أن ثمة احتمالا كبيرا أن تمتد الإجازة التي حصل عليها أيزنكوت إلى أجل غير مسمى.

وبشكل غير متوقع تأتي إشادة الوزير كحلون في وقت كان فيه من بين الوزراء الذين ظهرت بينهم وبين أيزنكوت خلافات حادة، لا سيما فيما يتعلق بموازنة الدفاع والمخصصات المالية الاستثنائية.

ليبرمان المستفيد

ويعد وزير الدفاع ليبرمان المستفيد الأول من إجازة أيزنكوت أو في أسوأ الظروف عدم قدرته على استكمال مهام عمله؛ فالخلافات لا تتوقف بين الاثنين والتي ظهرت منذ أن تولى ليبرمان منصبه منتصف العام الماضي خلفا للوزير موشي يعلون، الذي استقال لخلافات على المستوى السياسي.

وبلغت الخلافات مداها حين وصف محللون إسرائيليون ما يدور بالمؤسسة العسكرية على أنه "حرب باردة بين ليبرمان وأيزنكوت"، بسبب التوجهات الشخصية لوزير الدفاع، فضلا عن افتقاره للخبرة الكافية التي تؤهله لأداء مهام منصبه بشكل مناسب.

وتعمق الخلاف بين ليبرمان وأيزنكوت بشكل استثنائي على خلفية قضية الجندي القاتل إليؤور أزاريا، حيث تمسك رئيس الأركان بموقف معتدل وأكد أن ما أقدم عليه لا يتسق ومعايير الجيش، فيما منح ليبرمان هذا الجندي غطاء، ولم يتوقف عن انتقاد الإعلام والجيش بشكل علني أو مبطن.

وسادت خلافات أخرى تتعلق بمسألة التعيينات الجديدة داخل شركات الصناعات العسكرية الحكومية، إذ استعان ليبرمان بمقربين منه ربما لا يمتلكون الخبرات الكافية لإدارة هذا الكيان الحساس.

وترددت أنباء أن من أسباب التوترات بين ليبرمان وأيزنكوت أن الأخير نظر لوزير الدفاع على أنه يسعى لتطبيق إجراءات تتنافى والأسس التي قام عليها الجيش، وتتناقض مع دولة تقول إنها ديمقراطية، وعبر عن مخاوفه من أن ينجح الوزير اليميني في إحداث تغييرات محددة تتسبب في تغيير منظومة القيم العسكرية المتبعة.

طفرة أيزنكوت

ووقع الاختيار على أيزنكوت لخلافة رئيس الأركان السابق بني غانتس، أواخر العام 2014، قبل أن يبدأ مباشرة عمله في شباط/ فبراير من العام التالي، ووقتها جرى الحديث عن نقطة تحول جوهرية تشهدها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد أن قام أيزنكوت بنشر إستراتيجية الجيش الإسرائيلي للسنوات المقبلة بشكل علني، ملقيا الكرة في ملعب المستوى السياسي، ومحذرا من أن الجيش لن يتمكن من تحقيق الحسم في أي معركة دون تحقق العديد من الشروط التي تعد من اختصاصات الحكومة.

ولا تعد تلك هي المرة الأولى التي يخضع فيها رئيس أركان إسرائيلي لفحوص طبية أثناء توليه منصبه، حيث كانت الفترة التي تخللت العدوان الإسرائيلي على لبنان، أو ما عرف بـ"حرب لبنان الثانية العام 2006" قد شهدت خضوع رئيس الأركان وقتها دان حالوتس لفحص طبي مكثف، لكنه خرج منه بلا مشاكل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com