قانون نقل السفارة الأمريكية للقدس.. هل يشعل الجمهوريون نيران الفوضى بالأراضي المحتلة؟
قانون نقل السفارة الأمريكية للقدس.. هل يشعل الجمهوريون نيران الفوضى بالأراضي المحتلة؟قانون نقل السفارة الأمريكية للقدس.. هل يشعل الجمهوريون نيران الفوضى بالأراضي المحتلة؟

قانون نقل السفارة الأمريكية للقدس.. هل يشعل الجمهوريون نيران الفوضى بالأراضي المحتلة؟

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، بأن الكونغرس الأمريكي يشهد حاليًا خطوات مكثفة نحو إلغاء القوانين التي تم إقرارها خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أن الجمهوريين يسعون لسن قانون سيتم بمقتضاه الاعتراف بمدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كما سيتم نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وطبقًا لما أورده الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيحاول الكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية إلغاء ما تم إقراره من قوانين إبان ولايتي أوباما، وأن السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز، سيتقدم بمشروع قانون للاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وبالتالي سيصبح نقل السفارة الأمريكية إليها بناء على تشريع.

وأكد الموقع أن الشغل الشاغل حاليًا في الكونغرس الأمريكي هو إزالة آثار القوانين التي أقرت في عهد أوباما، والذي سيغادر البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، مشيرًا إلى أن الانعقاد الأول لمجلس الكونغرس الأمريكي الجديد يوم أمس، منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية يحمل بشرى سارة للإسرائيليين.

وتابع أن السيناتور كروز الذي كان قد خاض الانتخابات التمهيدية للترشح لمنصب الرئيس، قدم مشروع قانون الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، ومن ثم نقل السفارة إليها، مضيفًا أن العديد من النواب الجمهوريين يدعمون المقترح الذي تقدم به كروز، من بينهم السيناتور ماركو روبيو عن ولاية فلوريدا.

ويحتوي مشروع القانون على بند ينص على تأجيل إقرار موازنة وزارة الخارجية الأمريكية بواسطة الكونغرس، لحين القيام بخطوة الانتقال من تل أبيب إلى القدس. وورد في هذا البند أن "الكونغرس سيقدم على خطوة كان ينبغي أن تنفذ عام 1995، وسينقل السفارة إلى القدس".

ونقل الموقع عن مصادر فلسطينية أن ما يحدث حاليًا في الكونغرس بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة سيتسبب في فوضى بالغة التعقيد، كما أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ستكون ملزمة بوقف اعترافها بدولة إسرائيل.

كان الشهر الفائت قد شهد زخمًا كبيرًا في الإعلام الإسرائيلي بشأن مدى جدية الرئيس الأمريكي المنتخب فيما يتعلق بنقل مقر سفارة بلاده من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وتزامن هذا الزخم مع اختيار ترامب للمحامي اليهودي ديفيد فريدمان، ليكون سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل، في خطوة فسرها البعض بأنها تأتي في إطار التمهيد لنقل مقر السفارة.

وأعربت أوساط سياسية يمينية متطرفة في إسرائيل عن ارتياحها الشديد عقب إعلان اسم السفير الأمريكي، ومن ذلك وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف، والذي علق عبر حسابه على موقع "تويتر" متمنيًا النجاح للسفير فريدمان، الذي اعتبره من أكبر أصدقاء إسرائيل، ونشر صورة تجمعهما سويًا.

وأثارت خطوة اختيار فريدمان في المقابل انتقادات واسعة بين أوساط يسارية إسرائيلية، رأت أن الخطوة تعني أن إدارة ترامب ستطلق العنان لحكومة نتنياهو لاتخاذ ما تراه من خطوات على الأرض، من شأنها أن تشعل الأوضاع بالأراضي المحتلة.

وتحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاء جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عدد من وزراء حكومته، منتصف الشهر الماضي، أكد خلاله أنه تلقى تأكيدات من مستشاري ترامب بشأن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن رئيس الموساد يوسي كوهين التقى سرًّا مع مسؤول كبير للغاية يعمل إلى جوار ترامب بشكل أساسي، وحصل منه على تأكيدات لا تقبل الشك بأن ترامب عازم بالفعل على نقل السفارة إلى القدس.

وتوقعت مصادر إعلامية إسرائيلية وقتها أن تتم الخطوة خلال احتفالات إسرائيل بمرور 50 عامًا على ما تصفه بـ"توحيد القدس وتحرير يهودا والسامرة"، في حزيران/ يونيو 2017، منوهة إلى أن هذا الموعد سيشهد "هدية" من جانب إدارة ترامب لإسرائيل.

وكشفت أن فريقًا تابعًا للرئيس الأمريكي المنتخب يعمل على التعرف على المناطق الأنسب بمدينة القدس المحتلة يمكن أن تصبح مقرًّا للسفارة الأمريكية. وحدد هذا الطاقم بعض المناطق، ومنها على سبيل المثال "فندق ديبلومات" وعنوانه "1 شارع كفار عتسيون، القدس الغربية".

ويخشى أن تفتح توجهات ترامب المجال أمام تكرار تلك الخطوة، ولا سيما أن هناك مؤشرات على ذلك، منها تعهد عضوة البرلمان الكندي كيلي ليتش، المرشحة لرئاسة حزب المحافظين، بنقل السفارة الكندية إلى القدس المحتلة حال نجحت في تشكيل الحكومة الفيدرالية المقبلة، وإعلانها قبل أيام أنها ملتزمة بنقل سفارة بلادها من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة، في حال نجحت في تشكيل الحكومة الفيدرالية المقبلة.

وينضم موقف المرشحة لرئاسة حزب المحافظين الكندي، إلى مبادرة يقودها عضو البرلمان الأوكراني ألكسندر فيلدمان، تتمثل في مشروع قانون يسعى لنقل السفارة إلى مدينة القدس المحتلة، أسوة بالموقف الأمريكي الرامي لتنفيذ خطوة مماثلة، فضلاً عن شخصيات أسترالية بارزة تتحدث عن توجه مماثل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com