لماذا تتستر إيران على مواقع سقوط قتلاها في سوريا؟
لماذا تتستر إيران على مواقع سقوط قتلاها في سوريا؟لماذا تتستر إيران على مواقع سقوط قتلاها في سوريا؟

لماذا تتستر إيران على مواقع سقوط قتلاها في سوريا؟

منذ بدء الصراع في سوريا قبل نحو خمس سنوات، مارست إيران سياسة حذرة، وبدت متحفظة إزاء الإفصاح عن حجم مشاركتها إلى أن أطاحت النعوش القادمة من ميادين القتال في سوريا بهذا "الإنكار".

وتفيد مصادر في المعارضة السورية أن إيران، التي اضطرت، متأخرا، للاعتراف بمشاركتها في القتال، تجاهلت مواقع سقوط القتلى حتى لا تقلل من "البعد الديني" الذي يضفي شرعية على مشاركتها في الحرب.

ووفقاً لإشعارات الوفيات الرسمية والتقارير الصحفية عن مراسيم الجنازات التي جرت في إيران ولبنان، قُتل نحو ألفي مقاتل شيعي من لبنان وإيران والعراق في المعارك منذ مطلع 2012 وحتى نهاية آب أغسطس 2016.

وتقول مصادر المعارضة إن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، معتبرة أنه لا يمكن الوثوق بالأرقام التي يصدرها حلفاء النظام، خاصة إيران.

وبمعزل عن صحة الأرقام، فإن نحو 870 من أولئك القتلى هم إيرانيون أو أفغان تجندهم طهران التي تقر بوقوع قتلى، لكنها تتكتم على المواقع   التي تم فيه القتل، خشية إثارة المزيد من التذمر.

وتوضح المصادر المعارضة أن دافع التستر على مواقع القتل ليس عسكريا، وإنما دافع عقائدي بحت بهدف إضفاء "شرعية دينية غامضة" على المشاركة في الحرب السورية، لا سيما في ظل بعض الاستياء الذي بدأ يظهر بين الإيرانيين من الفاتورة الباهظة التي قدمتها طهران لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المعروف أن الوصفة السحرية التي ترفعها السلطات الإيرانية لاسباغ الشرعية على مشاركتها في الحرب السورية هي المراقد الشيعية خاصة مقام السيدة زينب في ضواحي دمشق.

وتظهر صور لمقاتلين شيعة شعارات ذات بعد طائفي مثل: "لبيك يا زينب"، و"لبيك يا حسين"، في إشارة إلى الهدف الديني المعلن من القتال بسوريا.

وترى المصادر المعارضة أن وقوع قتلى إيرانيين خارج "المواقع الشيعية المقدسة"، تحرج السلطات الإيرانية التي تعمد إلى التستر على مواقع القتل، وتضطر إلى تحديد الموقع في حالات قليلة.

وتقول المصادر المعارضة إن حماية المراقد الشيعية هي ذريعة واهية، فهذه المراقد موجودة منذ مئات السنين في مناطق سنية، ولم يقترب منها أحد، لافتين إلى أن إيران لا تأبه بتلك المراقد بقدر ما تتمسك بإبقاء الأسد، الحليف المقرب، في السلطة.

وتضيف المصادر أن مثل هذه الخدع تنطلي على بسطاء المقاتلين الشيعة الذين يجهلون العوامل السياسية التي تدفع السلطات الإيرانية إلى الزج بهم في المعارك.

وكانت معارك حلب قد كلفت المليشيات الحليفة للنظام السوري أكبر عدد من الخسائر، إلى الدرجة التي وصفت فيها صحيفة ناطقة باسم حكومة الرئيس حسن روحاني مدينة حلب بـ "جحيم للإيرانيين".

وقالت صحيفة “إيران”، إن “معركة حلب أصبحت جحيمًا بالنسبة للمقاتلين الإيرانيين والمليشيات الشيعية الأخرى"، وهو ما دفع ببعض المتشددين إلى اتهام روحاني بدعم المعارضة السورية المسلحة، في سابقة لم تشهدها إيران التي تعتبر الدفاع عن الأسد من المسلّمات.

وتضيف المصادر أن السلطات الإيرانية لا تلجأ إلى إخفاء مواقع قتلاها فحسب، وإنما تستغل حاجة المهاجرين الأفغان البسطاء الشيعة وترسلهم إلى ساحات المعارك وتعدهم بتوفير فرص عمل، وتوفير راتب شهري لأسرهم، وذلك بهدف التخفيف من التذمر بين الإيرانيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com