كيف تدفع إيران بفقراء أفغانستان للموت في سوريا؟ (صور)
كيف تدفع إيران بفقراء أفغانستان للموت في سوريا؟ (صور)كيف تدفع إيران بفقراء أفغانستان للموت في سوريا؟ (صور)

كيف تدفع إيران بفقراء أفغانستان للموت في سوريا؟ (صور)

تلعب إيران دورا هاما في دعم النظام السوري عبر دعمه بالآف المقاتلين الشيعة الموالين لها من مختلف دول العالم، إلا أن لعبتها الأخطر كانت من خلال دفعها لآلاف الفقراء من الأفغان الشيعة مستغلة فقرهم وقلة تعليمهم لدفعهم لموت محقق.

ويدفع الفقر والحروب الدائرة في أفغانستان، الكثيرين من أهلها لمغادرتها بحثاً عن عمل، أو للهجرة لأوروبا كلاجئين إلا أن نمطاً جديداً من الهجرة ترافق مع الأزمة السورية، حيث يذهب الشباب هناك ليعودوا على أكفان نظرا لقلة خبرتهم القتالية.

وتنحصر هذه الظاهرة بمغادرة الآلاف من الشباب الأفغاني الشيعي عن طريق إيران للقتال في سوريا إلى جانب الجيش النظامي وحلفائه، ما يشكل معضلة حقيقية للعديد من العائلات وللحكومة الأفغانية وخاصة خلال السنة الماضية.

من جحيم الحرب إلى المحرقة السورية

ويترك الشباب الأفغاني بلادهم التي عانت طويلاً من وطأة الحروب لخوض غمار حروب جديدة في المناطق السورية والقتال العنيف على الخطوط الأمامية في مدينة حلب وحمص أو في أي منطقة أخرى، بينما تعتقد وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وبعض المسؤولين أن المئات منهم قتلوا أثناء المعارك خلال العام الماضي.

من جانبهم يقول أقارب وأهالي هؤلاء الشباب إن الآلاف من الأفغانيين ومعظمهم من المسلمين الشيعة من أقلية الهازارة، قاتلوا إلى جانب النظام السوري خلال الأعوام السابقة، واشتركوا مع المليشيات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

ويشكل المغتربين الأفغان في إيران الحليف الأقوى لحكومة الأسد معظم المجندين الذين خرجوا بالأصل من بلادهم بسبب التدهور المتزايد للاقتصاد الأفغاني.

فيما تأتي الوعود بتقديم رواتب عاجلة أو على الأقل تعويضاً عن مشقة المهمة أو حتى في حال الموت، التي تتعهد الحكومة الإيرانية بدفعها، ولكن هذه المبالغ تعتبر مساهمة قليلة لإعالة العائلات التي يتركها الرجال خلفهم أو حتى لتخفيف معاناة الأهالي وشعورهم بالأسى حيال الأسباب التي أجبرت أبناءهم على المغادرة في المقام الأول.

وتظهر هذه الهجرات عجز الحكومة الأفغانية عن وقف معاناة الهازارة، التي عانت من التهميش والتمييز كمسلمين شيعة في أفغانستان، ووضعتها في موقف محرج أمام هجرة مواطنيها للقتال إلى جانب حكومة أجنبية أخرى، إضافة إلى اضطرارها إلى التعامل مع حقيقة فقدان الرجال القادرين على العمل في نفس الوقت الذي تعاني منه الحكومة في تجنيد الرجال لمواجهة الحرب الداخلية مع متمردي حركة طالبان.

وعلى الرغم من تعرض هؤلاء الأفغانيين الذين يغادرون للقتال في سوريا إلى شقاء جديد في هذه الحرب المتواصلة، لكن لديهم أفضلية على باقي المهاجرين الأفغان من حيث عدم تعرضهم للترحيل وإجبارهم للعودة إلى أفغانستان.

إيران رأس الحربة

على الحدود مع إيران، وبعد قيادة ما يقارب 90 دقيقة بعيداً عن حيرات المدينة الحاضنة للأقلية الشيعية، هناك حوالي 30 حافلة تأتي عدة مرات في الأسبوع محملة بالأفغان المرحلين من إيران، بعضهم تصحبهم عائلاتهم التي عائت لسنين طويلة في إيران بطريقة غير شرعية.

ولكن معظم الأفغان المرحلين هم من الشباب وبعضهم من الأطفال بعمر العاشرة، الذين بحسب قول موظفي منظمة الهجرة الدولية، عبروا الحدود بحثاً عن عمل، ويقول العديد منهم أنهم سيعودون إلى إيران حال تمكنهم من ذلك.

فيما تذكر جماعة حقوق الإنسان أن بعض المقاتلين الأفغان غادروا إلى سوريا للقتال تدفعهم أسباب دينية، لقتال "المتطرفين من المسلمين السنة" أو للدفاع عن المناطق الشيعية المقدسة في سوريا إلى جانب الميليشيات الشيعية الأخرى من لبنان والعراق.

ويقول أحد موظفي الحكومة في حيرات بأن شقيق زوجته يشغل منصب قائد وحدة أفغانية تقاتل في حلب ويضيف أن معظم المقاتلين من أفغانستان يتم إكراههم أو خداعهم للقتال، ولكن معظمهم جاءوا من أجل المنافع المادية وبوعود لتوطين عائلاتهم بطريقة شرعية في إيران.

من جهتها، تقوم الحكومة الإيرانية بتوفير التدريبات اللازمة لعدة أسابيع قبل ترحيلهم إلى سوريا للانضمام إلى الكتائب الأفغانية هناك.

وهناك شكوك تحوم حول حقيقة ولاء هذه الكتائب، فخلال عدة مقابلات تبين أن معظم هذه الكتائب الموالية للحكومة تضم يافعين صغار السن يفتقرون إلى الخبرة والتدريب القتالي.

ويقول مالك إحدى الدكاكين الصغيرة بجانب جامع السيدة زينب الذي يعتبر من الأماكن المقدسة لدى الشيعة في دمشق لصحيفة "نيويورك تايمز": إن عدد المقاتلين الأفغان الذين يحرسون الجامع قد إزداد خلال الشهور الستة الماضية. واصفاً المقاتلين بالحزينين جداً ويشكون من أوضاع معيشتهم السيئة في إيران أو أفغانستان، ويقول بأنهم أخبروه بأنه لا يوجد لديهم خيار آخر لتأمين بعض المساعدة لعائلاتهم ، فعلى الأقل عندما يموت أحدهم فهو يموت من أجل شيء مقدس.

وبينما تتزايد الأنباء الواردة من سوريا عن مقتل أعداد من هؤلاء المقاتلين، يقطن حوالي 100 ألف مواطن، بينهم ما يقارب 20% من العائلات لديهم فرد أو أكثر يقاتل في سوريا. ولا يمكن تأكيد هذا الرقم إذ لا توجد هناك جنازات علنية لهم.

وأعلنت وكالة أنباء إيرانية رسمية، أمس الخميس، مصرع خمسة من المليشيات الأفغانية الشيعية التي تقاتل تحت لواء "فيلق فاطميون" إلى جانب قوات الأسد.

وقالت وكالة "دفاع برس" التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، إن "خمسة من المقاتلين الأفغان الشيعة قتلوا الأربعاء الماضي في مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب شمال سوريا"، مشيرة إلى أن "تشييع هؤلاء المقاتلين تم عصر أمس الخميس في طهران بحضور مسؤولين بالحرس الثوري".

وفي سياق متصل، بدأت مجموعة من الأطباء التابعين لقوات التعبئة البسيج الإيرانية، بمعالجة عوائل المقاتلين الأفغان مجانًا، في خطوة تهدف إلى تشجيع العوائل الأفغانية لدفعهم أبنائهم للتوجه إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com