هل أفلت الأتراك من دكتاتورية العسكر ليقعوا في نظام استبدادي؟
هل أفلت الأتراك من دكتاتورية العسكر ليقعوا في نظام استبدادي؟هل أفلت الأتراك من دكتاتورية العسكر ليقعوا في نظام استبدادي؟

هل أفلت الأتراك من دكتاتورية العسكر ليقعوا في نظام استبدادي؟

تثير قرارات ومواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الانقلاب الفاشل، استغراب الدول الغربية وأحزاب المعارضة التركية التي ساندت أردوغان في مواجهة الانقلاب.

ويري محللون، أن حجم أعمال التطهير  تعبّر عن إرادة الرئيس التركي في خلق دولة منصاعة كليًا لحزب العدالة والتنمية.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية  في تحليلها، إن حجم حملة القمع التي يمارسها الرئيس رجب طيب أردوغان، بلغ حدًا يثير المخاوف من أن يصبح ما تبقى من ألياف ديمقراطية في هذا النظام القائم على الميول الاستبدادية غير قادر على المقاومة.

الأميركيون والأوروبيون على حق في القول، إن انتصار الانقلاب الوحشي كان سيسبب حربًا أهلية دامية، ويمثل قفزة إلى الهاوية في تركيا الغارقة بالفعل في هجمات تنظيم داعش المتشدد، والتي أعلنت استئناف الحرب ضد التمرد الكردي.. فهل أفلت الأتراك من دكتاتورية عسكرية لكي يقعوا في نظام استبدادي غير ديمقراطي؟

إنه السؤال الذي يطرحه حلفاء تركيا، أوروبا والولايات المتحدة، كما هو الحال في دوائر الديمقراطيين الأتراك، بعد مرور أسبوع واحد على محاولة الانقلاب الفاشلة في ليلة الجمعة 15 والسبت 16 تموز/يوليو.

ويرى المراقبون، أن هذا السؤال وحده يكشف إلى أي حد أصبح هذا البلد الرئيسي، وهو عضو في حلف الناتو، مزعزع الاستقرار وهش.

نموذج "بوتيني"

يقول المحللون، إن الولايات المتحدة بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى هذا الحليف في حلف شمال الاطلسي، في الحرب ضد الجهاديين في سوريا والعراق.

ويتمسك الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع أنقرة، على مواصلة الحد من تدفق اللاجئين الوافدين من الشرق الأوسط الكبير. ولكن على المدى المتوسط، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن الاستمرار في معاملة نظام قد يصبح نسخة من نظام "بوتين" كحليف؟.

لقد اعتقل أدروغان ثلث القيادة العسكرية أكثر من مائة جنرال. ولقي عدة آلاف من القضاة نفس المصير، فضلاً عن الآلاف من الجنود. وقد طرد أكثر من 20 ألفًا من المعلمين من وظائفهم، من بينهم 1250 أستاذًا من الكليات.

أردوغان يلقي بمسؤولية الانقلاب كاملة على حليفه السابق، ذلك الذي رافقه في صعوده السياسي، رجل الدين المحافظ فتح الله غولن، لكن غولن، البالغ من العمر 75 عامًا، واللاجئ منذ عام 1999 في الولايات المتحدة، ينكر ذلك.

ومع ذلك، فإن حجم أعمال التطهير  تعبّر عن إرادة أردوغان، في خلق دولة منصاعة كليًا لحزبه، حزب العدالة والتنمية (AKP). وهذا يعطيه الفرصة لفرض هذا النظام الرئاسي، الذي كان يطمح إليه منذ فترة طويلة، من دون الأغلبية اللازمة في البرلمان.

 سيطرة كاملة

ويرى المراقبون السياسيون، أن الرئيس التركي كان بإمكانه أن يقدم إشارات أخرى. ففي تلك الليلة القاتلة، كانت جميع أحزاب المعارضة إلى جانبه - بما في ذلك التشكيل الكردي المعتدل، الذي ما انفك الرئيس يقاومه.

وبفصل قناة تلفزيونية لا تزال حرة إلى الآن - والتي نجت من هجومه خلال الأشهر الماضية ضد حرية الصحافة – استطاع الرئيس أن يوجه دعوة للحشد مساء الانقلاب.

وكان يفترض من رجل دولة كأردوغان، أن يُشرك خصومه في إدارة ما بعد الانقلاب. لكن عكس ذلك تمامًا هو ما يبدو أنه يرتسم الآن : سيطرة كاملة من حزب العدالة والتنمية على السلطة.

تراكم مؤشرات سيئة

وتخلص الصحيفة الفرنسية، إلى القول إن المؤشرات السيئة تتراكم.. أعراض جنون العظمة التي يتسم بها النظام، الذي تتهم صحافته الرئيس أوباما بالتخطيط للانقلاب، ثم الرغبة في العودة إلى تطبيق عقوبة الإعدام، ووجود القوائم التي أعدت بالفعل لوقف عشرات الآلاف من الناس من دون أية إجراءات قانونية.

سوف يخرج أردوغان بالتأكيد أقوى من المغامرة المجنونة،التي قادها جزء من القيادة العامة. ولكن ردة فعله سوف تضعف تركيا لا محالة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com